صحافة دولية

واشنطن بوست: ما هي خطوط ترامب الحمراء بسوريا وكوريا الشمالية؟

واشنطن بوست: موقف ترامب المتشدد من سوريا وكوريا بدأ بقدان التركيز- أ ف ب
واشنطن بوست: موقف ترامب المتشدد من سوريا وكوريا بدأ بقدان التركيز- أ ف ب

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للصحافي آدم تيلر، يبحث فيه عدم وضوح إدارة الرئيس دونالد ترامب بخصوص الخطوط الحمراء، إن كانت هناك خطوط حمراء، في سوريا وكوريا الشمالية.

ويشير تيلر في بداية مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى رد ترامب العسكري على الهجوم الكيماوي الذي شنته قوات الأسد في 4 نيسان/ أبريل 2017، وكيف لام ترامب في وقتها سلفه باراك أوباما؛ لعدم التزامه بالخطوط الحمراء التي رسمها للنظام السوري. 

ويقول الكاتب إن "الرد العسكري على ذلك الهجوم الكيماوي كان بالنسبة لمؤيدي ترامب إيذانا بأمريكا جديدة، لا تتردد في استخدام عضلاتها في السياسة الخارجية عندما يلزم الأمر، ولم يكن التحذير للأسد وحده، بل لكيم جونغ أون، الذي حذره ترامب في تغريدة في كانون الثاني/ يناير من أن تجريب كوريا للصواريخ البالستية عابرة القارات (لن يحدث)". 

 

ويستدرك تيلر قائلا: "لكن يبدو، ومع قرب نهاية العام الأول لترامب، أن موقفه الصلب من سوريا وكوريا بدأ بقدان التركيز، ومع أن إدارته تجنبت استخدام تعبير (خطوط حمراء) عادة ما تحدثت عن تحذيرات لدمشق وبيونغ يانغ، لكن الطبيعة الضبابية للتهديدات أفقدتها قوتها".

 

وتورد الصحيفة أن المحللة العسكرية التي تعمل في معهد "هوفر"، وعملت في عدة مناصب في البيت الأبيض في عهد جورج بوش الابن، كوري شاكي، ترى أن الإدارة تحاول نقل الخطوط التي وضعتها سابقا لكل من سوريا وكوريا الشمالية، وهو ما قد يتسبب بمشكلات للإدارة.  

 

وتقول شاكي: "إن هناك أشياء يقوم بها الخصوم، قال الرئيس إنه لن يسكت عنها، ولذلك فإنهم سيشككون في مصداقية الرئيس، وقد يشجع هذا الخصوم على أن يقوموا بتجريب رد فعل أمريكا على ضمانات أمريكية أخرى".

 

ويذكر الكاتب أن متحدثا باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض رفض الإجابة عن الأسئلة، فيما إذا كانت هناك خطوط حمراء أم لا في سوريا وكوريا الشمالية، وإن تم تغيير العتبة قريبا.

 

ويجد تيلر أن "تعليقات من مسؤولين كبار في الإدارة ألمحت إلى وجود تحول، فخلال ظهوره في باريس يوم الثلاثاء تحدث وزير الخارجية ريكس تيلرسون، بإسهاب عن الهجمات الكيماوية ضد المدنيين في الغوطة الشرقية". 

 

ويعلق الكاتب قائلا إن "ذلك كان اعترافا علنيا بأنه بالرغم من العمل العسكري الذي قامت به أمريكا عقوبة للأسد على الهجوم الكيماوي، فإن هذه الهجمات لا تزال تقع، مع أنه بشكل عام يستخدم الكلور، الذي هو سلاح رخيص وأقل خطورة من غاز السارين، الذي أدى إلى الرد العسكري الأمريكي العام الماضي".

 

ويلفت تيلر إلى أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو، بدا وكأنه يرسم خطا جديدا في المواجهة مع كوريا الشمالية، حيث انتقل الخط الأحمر من تجريب الصواريخ عابرة القارات، إلى تجريب الإطلاق المتعدد لتلك الصواريخ. 

 

ويذهب الكاتب إلى أنه "في الحالتين السورية وكوريا الشمالية، فإن قرارات إدارة ترامب مقيدة، ليس بالخيارات السياسية للإدارة السابقة فحسب، بل بمصالح الدول العظمى الأخرى، بالإضافة إلى محدودية التكنولوجيا والجغرافيا".

 

ويستدرك الكاتب بأن "الإدارة أصدرت تحذيرات كذلك للدول الأجنبية التي تزعج أمريكا، فمثلا حذر ترامب من أنه سيلجأ إلى استخدام القوة العسكرية لمنع بيونغ يانغ من الحصول على إمكانيات ضرب أمريكا بسلاح نووي، وهي إمكانية يعتقد معظم المحللين أن كوريا الشمالية حصلت عليها".   

 

وتنقل الصحيفة عن الخبير في الأمن النووي في معهد "ميدلبري" للدراسات الدولية جفري لويس، قوله: "يحاول بومبيو أن يعيد رسم الخطوط الحمراء ليريح الرئيس من التصريحات المحرجة التي تفوه بها خلال الاثني عشر شهرا الماضية.. ولا أظن أن أحدا في هذه الإدارة يجرؤ على الاعتراف بأن كوريا الشمالية تملك إمكانية ضرب أمريكا؛ لأن الرئيس قال إن ذلك لن يحصل، ومخالفته ستعني إقالة ذلك الشخص".

 

ويورد تيلر نقلا عن منسق برنامج السياسات النووية في معهد كارنيغي للسلام جيمس أكتون، قوله إن تصريحات بومبيو يوم الثلاثاء تمثل "خطا زهريا" أكثر منه تحذيرا حقيقيا، وأضاف أنه بالرغم من أن بومبيو بدا وكأنه يهدد بيونغ يانغ، إلا أن التهديد كان "غامضا شيئا ما".

 

وينوه الكاتب إلى أنه "عندما يتعلق الأمر باستخدام سوريا للأسلحة الكيماوية، فإن العتبة بالنسبة لإدارة ترامب غير معروفة بالضبط، ففي نيسان/ أبريل قال السكرتير الإعلامي للبيت الأبيض شون سبايسر، للصحافيين إن (قمت باستخدام الغاز (السام) ضد رضع.. أو إن ألقيت بالبراميل المتفجرة على الأبرياء)، يمكن أن يرد الرئيس، ثم بعد ذلك بساعات قال إن شيئا لم يتغير في السياسة الأمريكية، وبأن الرئيس (لن يرسل ببيرقيات بشأن ردوده العسكرية)".

 

وتنقل الصحيفة عن الخبير في الشأن السوري والأستاذ في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس، قوله إن هجوم الكلور هذا الأسبوع وفر فرصة لأمريكا وشركائها للتصرف، وأضاف أن هناك حاجة لمعاقبة الحكومة السورية إن أرادت أمريكا والغرب المحافظة على العرف الدولي بعدم استخدام هذا الغاز.

 

ويفيد تيلر بأن تيلرسون خص في تعليقاته يوم الثلاثاء روسيا بدلا من حكومة الأسد، لافتا إلى أنه عندما وجه سؤال إلى أحد المسؤولين في الخارجية الأمريكية عما إذا كان تيلرسون يشير إلى "خط أحمر" جديد على استخدام الكلور، قال لمراسل، واشترط عدم ذكر اسمه: "بالتأكيد لا". 

 

ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى ما قاله المحلل توبيا شنايدر: "بالرغم من أن المسؤولين لن يعترفوا بذلك، إلا أن منع استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا في الماضي فهم على أنه يتعلق فقط بغازات الأعصاب، مثل السارين، لكن ليس الكلور السهل الإنتاج والأقل فتكا".

التعليقات (0)