ملفات وتقارير

ماذا وراء اتهام إسرائيل لحماس بإقامة قواعد في لبنان وسوريا؟

تقارير إسرائيلية كانت اتهمت "حماس" بأنها أسست لنشاط عسكري في سوريا ولبنان- عربي21
تقارير إسرائيلية كانت اتهمت "حماس" بأنها أسست لنشاط عسكري في سوريا ولبنان- عربي21

ارتفعت وتيرة التصريحات الإسرائيلية الرسمية والإعلامية التي تتحدث عن شكل المواجهة القادمة بين جيش الاحتلال وحركة حماس، لا سيما بعد مزاعم لمسؤولين إسرائيليين بشأن تأسيس الحركة الفلسطينية نشاطا عسكريا في سوريا ولبنان لاستثماره في المواجهة المقبلة.


وكان وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قال في وقت سابق إن حركة حماس "تمر بظروف صعبة في القطاع، إذ تواجه صعوبات في تنفيذ عمليات من هناك، لذلك فهي تنظر إلى مناطق أخرى بهدف التموضع فيها، وأول هذه المناطق هي جنوب لبنان".


ونقل موقع "i24" الإسرائيلي عن مصادر إسرائيلية قولها إن "حماس" وبدعم إيراني "تسعى إلى إقامة فيلق من اللاجئين الفلسطينيين في الجولان، ليكون قادرا على إطلاق الصواريخ على إسرائيل، في حال اندلاع مواجهة محتملة".


اقرأ أيضا: مزاعم إسرائيلية متزايدة عن إقامة حماس بنى عسكرية بجنوب لبنان


وحول وواقعية مزاعم الاحتلال، وصف الخبير في الشأن الإسرائيلي، نظير مجلي حديث  ليبرمان بأنه "ليس مجرد تقدير لمحلل أو خبير، وهو بذلك يتهم "حماس" بأنها تمدد نشاطها العسكري في مختلف المناطق".


وضع جديد


وأوضح مجلي في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذا الكشف يحمل في طياته تهديدا لحركة حماس بأننا نعرف عن نشاطكم القائم هنا وهناك، وهو أيضا تصوير لوضع جديد ووضع مهام جديدة أمام الجيش الإسرائيلي كي يستعد لها؛ وهو الذي يقول دائما؛ بأن الردع الإسرائيلي للبنان يعني أن حزب الله لن يتدخل في حرب إسرائيل".


ويرى أن ما صدر عن قادة الاحتلال "يوحي بأن هناك تطورا جديدا، يقول عمليا إن أي حرب قادمة قد تكون على 3 جبهات هي؛ لبنان وسوريا وغزة، وهذا وضع جديد إسرائيل لم تستعد له، رغم أنها تحدثت عنه كثيرا، وتوقعته كاحتمال بعيد".


ولفت مجلي إلى أن رئيس أركان جيش الاحتلال، غادي آيزنكوت، "تحدث عن 5 جبهات ممكن أن تحارب إسرائيل في وقت واحد، وإضافة لما سبق فقد ضم الضفة الغربية وإيران"، معتبرا أن "هذا الواقع من الناحية العسكرية، أمر مثالي، لكنه من ناحية التقديرات الواقعية بعيد الاحتمال، لأننا لم نر على الأرض شيئا يؤكد ذلك".


وتابع: "أن تكون هناك مفاجآت للمقاومة، هذا أمر طبيعي، فمن يقاوم ينبغي دائما أن يبحث عن أدوات ووسائل جديدة وحديثة، خاصة في ظل حديث إسرائيل عن امتلاكها قدرات تكنولوجية تمكنها من كشف الأنفاق، علما بأن إسرائيل تتوقع من حماس أن تقوم بذلك".


أحلاف جديدة


بدوره أوضح الخبير الأمني إبراهيم حبيب، أن ما صرح به الاحتلال، "لم تفصح عنه حماس، لا من قريب ولا من بعيد، وكل ما دار الحديث عنه في خطاب إسماعيل الأخير، أنه كشف عن بداية تشكيل وبناء أحلاف جديدة، لم تتضح طبيعتها أو شكلها بعد".

 

اقرأ أيضا: سياسيون لـ"عربي21": إسرائيل تحضر لاعتداءات ضد لبنان


وأضاف حبيب في حديثه لـ"عربي21": "في دراسة واقعية للمشهد السوري الحالي، ربما هذا الأمر لن يكون بعيدا عن الواقع لا سيما أن فيلق القدس بدأ بإقامة معسكرات له في جنوب سوريا بمحاذاة الحدود الفلسطينية السورية".


ونوه إلى أن "هذا الواقع، إضافة للتحركات الإيرانية في المنطقة، ربما يسمح لحماس في مرحلة لاحقة بإقامة معسكرات، وإنشاء قوة في هذا المكان، تشكل من خلالها حالة إسناد للمقاومة في غزة"، مضيفا أن "هذا أمر ربما خلال الفترة القادمة يكون ظاهرا للعيان وليس مستبعدا".


وأكد الخبير الأمني أن "إقامة مثل هذه القوة في الجنوب السوري تخدم المقاومة في غزة في أي مواجهة قادمة مع الاحتلال، وستشكل قوة إضافة لها وخنجرا جديدا بيد المقاومة تمتلكه في مواجهة القوة الإسرائيلية وإرهاقها في الجبهة الشمالية، وهذا يأتي ضمن تشتيت القوة الإسرائيلية على أكثر من جبهة قتالية".


وختم حبيب حديثه بالقول: "هذا ينقلنا إلى المصالح المشتركة بين حماس وقوى المقاومة التابعة لحزب الله وإيران، وربما هذا الأمر يأتي في سياق ما تحدث به السيد هنية حول بناء أحلاف جديدة".


يذكر أن حركة حماس وعلى لسان القيادي فيها مشير المصري نفت التقارير الإسرائيلية عن وجود قواعد لها بسوريا ولبنان، وأكد أن "استراتيجية حركة حماس التاريخية متمثلة بمقاومة العدو الصهيوني على أرض فلسطين".

التعليقات (0)

خبر عاجل