ملفات وتقارير

مدون تونسي تلاحقه تهمة "الخيانة العظمى" يتسلم مكانه كنائب

 ياسين أكد أنه منع من دخول تونس منذ نحو ثلاث سنوات إثر محاكمته سنة 2014 ودخوله السجن
ياسين أكد أنه منع من دخول تونس منذ نحو ثلاث سنوات إثر محاكمته سنة 2014 ودخوله السجن

من ناشط سياسي ومدون يعيش في فرنسا، ومطلوب لدى القضاء العسكري في تونس؛ بتهم الحط من معنويات الجيش، والخيانة العظمى، إلى نائب في مجلس نواب الشعب التونسي ومتمتع بالحصانة البرلمانية، ذلك هو الشاب والمهندس التونسي ياسين العياري، الذي أدى صبيحة اليوم الأربعاء 7فبراير/ شباط 2018 اليمين الدستوري داخل قبة البرلمان، ليصبح بشكل رسمي نائبا عن دائرة ألمانيا.

 

#TnArp
طبقا لأحكام النظام الداخلي لمجلس نواب الشعب أدّى النائب ياسين العياري @yassayari الفائز بالانتخابات الجزئية عن دائرة ألمانيا اليمين أمام الجلسة العامة ليوم الأربعاء 07 فيفري 2018 pic.twitter.com/hFprRHYAOC

وكان العياري قد فاز في الانتخابات التشريعية الجزئية في ألمانيا والتي أجريت في ديسمبر/ كانون الأول 2017 متفوقا على المرشح المدعوم من حزبي النهضة ونداء تونس.

 

المثير في دوافع ترشح هذا الشاب المستقل أنه دخل غمار هذه المنافسة الانتخابية لـ"قطع الطريق" على نجل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، بعد رواج فكرة ترشيحه آنذاك للمنصب واستقالة النائب عن نداء تونس في دائرة ألمانيا لإحداث هذا الشغور ، ليتخلى بعدها ابن الرئيس عن

الفكرة؛ إثر مخاوف من عدم نجاحه، ليتم استبدال مرشح آخر به من الحزب ذاته.

 

واعتبر العياري، في حديثه لـ "عربي21"، أن دخوله لخوض المنافسة الانتخابية أمام مرشح قوي مدعوم من أحزاب الائتلاف الحاكم –النهضة والنداء- كان بمثابة التحدي، وإيمانا منه بنهج الثورة والمبادئ التي قامت من أجلها في القطع مع سياسة التوريث والتداخل بين العائلة والحزب والدولة، مضيفا في السياق ذاته: "إن الرئيس لا يعني لي شيئا، ولست ضده كشخص، ولكن ما أقلقني هو تواصل منطق التداخل بين الدولة من جهة والحزب والعائلة، وهذا الأمر عانت منه تونس لأكثر من 60 عاما من بورقيبة وزوجته وسيلة بن عمار إلى بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي، وأصهاره والآن ابن الرئيس".

 

واستدرك بالقول: "حتما لم يكن السبب الوحيد، حيث كنت  أؤمن بثقتي في نفسي وقدراتي كشاب تونسي طموح وقادر على إعطاء الإضافة داخل قبة البرلمان في ظل ساحة سياسية مترهلة ومتكلسة".

 

ياسين أكد أنه منع من دخول تونس منذ نحو ثلاث سنوات إثر محاكمته سنة 2014، ودخوله السجن بتهمة وصفها بـ"المضحكة والسخيفة"، وتتعلق بتدوينة كتبها عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك" رأت الجهات القضائية العسكرية في تونس أن فيها مسا من معنويات الجيش التونسي، ووجهت له آنذاك تهمة "الخيانة العظمى، وتسريب وثائق عسكرية".

 

وشدد على أن خروجه من تونس كان اضطراريا؛ بسبب مخاوف طرحها عليه محاموه من عدم نزاهة واستقلالية القضاء العسكري، وطبيعة التهم التي وجهت له، التي وصفها بـ"الكيدية".

 

وتابع بالقول: "في 2016، أغلق القضاء العسكري ملف القضية لغياب قرائن الإدانة، لكنهم لم يخبروني بذلك لضمان عدم عودتي إلى تونس وإبقائي لمدة ثلاث سنوات كاملة في حالة خوف، باعتباري شخصا مطارد قضائيا، وقد علمت بالأمر صدفة إثر تقديمي أوراق ترشحي للانتخابات التشريعية في ألمانيا حين أردت الاستفسار عن وضعي القانوني في تونس ".

 

ردود فعل متضاربة حول النائب

 

دخول النائب لقبة البرلمان إثر أدائه القسم أثار ردود فعل مختلفة بين الأوساط السياسية والحزبية في تونس، حيث علق النائب عن حزب حراك تونس الإرادة عماد الدايمي في حديثه لعربي 21 بالقول: "اليوم يشهد المجلس حدثا تاريخيا عند قيام ياسين العياري بأداء القسم كنائب شعب منتخب لسد الشغور القصدي لمقعد ألمانيا في المجلس". وتابع: "دخول ياسين إلى المجلس هي صفعة غير مسبوقة لحزب السبسي، الذي افتعل الشغور لإيصال ابن الرئيس إلى المجلس ومنه إلى الرئاسة، ولكن الهبة الثورية دفعت حافظ السبسي للانسحاب من السباق، ثم رفعت ياسين العياري فوق بقية المترشحين".

 

الدايمي خلص إلى أن "دخول ياسين للمجلس سيكون إشارة قوية؛ لأن روح الثورة باقية، وأن المستقبل في البلاد لقوى التغيير".

 

انقسام داخل نواب نداء تونس

 

وفيما عبر الناطق الرسمي باسم نداء تونس، المنجي الحرباوي، لـ"عربي 21"، عن قبول حزبه بشروط اللعبة الديمقراطية، متمنيا للنائب التوفيق في تجربته داخل البرلمان، عبرت زميلته عن الحزب ذاته، فاطمة المسدي، عن غضبها واستنكارها الشديد لدخول العياري قبة البرلمان، وكتبت في تغريدة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك: "لا أهلا ولا سهلا بممثل داعش".

 

العياري يطيح بمدير التلفزيون الحكومي

 

وجدير بالذكر أن التلفزيون الحكومي التونسي الثاني كان قد قطع البث الفضائي المباشر أثناء مراسم أداء النائب ياسين العياري للقسم، ما خلق موجة غضب بين التونسيين حول حيادية المرفق الإعلامي العمومي، وعدم خضوعه لإملاءات قصر قرطاج، لترد إدارة التلفزيون الحكومي بقرارها الفوري بإقالة مدير التلفزيون الحكومي الثاني " الوطنية 2".

 

التعليقات (0)