سياسة عربية

هكذا برر صحفيون عرب زيارتهم لإسرائيل.. ومطالب بمعاقبتهم

تبذل جهات فلسطينية وعربية جهودا لمواجهة ظاهرة التطبيع الإعلامي مع إسرائيل- أرشيفية
تبذل جهات فلسطينية وعربية جهودا لمواجهة ظاهرة التطبيع الإعلامي مع إسرائيل- أرشيفية

أجرى يانير كوزين مراسل صحيفة معاريف لقاءات مع العديد من الصحفيين العرب الذين يزورون إسرائيل هذه الأيام، بناء على دعوة وجهتها لهم وزارة الخارجية الإسرائيلية.

 وقال كوزين إن هؤلاء الصحفيين فضلوا عدم كشف أسمائهم، وعدم ذكر الوسائل الإعلامية التي يعملون فيها، خشية من ردود الفعل التي قد تنتظرهم في بلدانهم حين يعودون إليها.

وتبذل جهات فلسطينية وعربية جهودا لمواجهة ظاهرة التطبيع الإعلامي مع إسرائيل، حيث أطلق "منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال" في كانون الثاني/يناير الماضي "ميثاقا إعلاميا لمواجهة التطبيع الإعلامي مع إسرائيل".

ويلزم الميثاق الموقعين عليه من الإعلاميين والناشطين العرب بـ"عدم الظهور على المنصات الإعلامية الإسرائيلية بشتى مسمياتها، وتحت أي مبرر وإن كان في مجال الرد على المواقف الإسرائيلية ومواجهة منظريها".

وطالبت وزارة الإعلام الفلسطينية اتحاد الصحفيين العرب، بمعاقبة تسعة صحفيين عرب والمؤسسات التي يعملون لديها، لزيارتهم إسرائيل.

 

ودعت "الوزارة" في بيان صحفي تلقت "عربي21" نسخة منه، "الاتحاد" إلى "وضع الصحفيين التسعة ومؤسساتهم، إن كانت توافق على هذه الزيارة، على "القائمة السوداء"، ووقف أي تعامل معهم".

 

اقرأ أيضا: وزارة الإعلام الفلسطينية تدعو لمعاقبة صحفيين زاروا إسرائيل


وقال صحفي لبناني، يقيم ويعمل في الولايات المتحدة منذ 15 عاما في وسيلة إعلام ناطقة بالعربية، لـ"كوزين"، إن الإعلام العربي لا ينقل حقيقة ما يحصل في إسرائيل، وهذه إحدى مشاكلها، لذلك يجب عليها البحث عن وسائل وقنوات خاصة لتوسيع رقعة متابعيها عبر العالم العربي.

وأضاف الصحفي اللبناني: "نحن على تواصل مع وزارة الخارجية الإسرائيلية منذ سنوات عديدة، نتحدث هاتفيا، وأحد أسباب مجيئي لإسرائيل رغبتي بالتعرف عن قرب على الأشخاص الذين أحدثهم هاتفيا دائما"، زاعما أن "أكثر شيء وجده في إسرائيل الأجواء الديمقراطية السائدة، وأن أكثر مكان ترك أثره لديه هو مؤسسة "ياد فاشيم" التي تخلد ضحايا المحرقة النازية من اليهود".

صحفي آخر من دول الخليج العربي يقيم في ألمانيا قال: "أنا كصحفي عربي لم أعلم كثيرا عن المحرقة، وهذه يجب أن تكون رسالة إسرائيل الأساسية لكل من يزورها لتعريفه بما حصل للشعب اليهودي، مع أن كثيرا من العرب لا يعرفون ذلك".

وقالت معاريف في تقريرها المطول إن الوفد الإعلامي العربي الحالي تكون من تسعة صحفيين، خمسة من المغرب، وأربعة من وسائل إعلامية ناطقة بالعربية، ويقف خلف تنظيم الزيارة حسن كعبية، المتحدث باللغة العربية باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، الذي يجري لقاءات دائمة على مدار الساعة مع الصحفيين العرب.

 

اقرأ أيضا: التطبيع الإعلامي.. هل نجحت إسرائيل باختراق الإعلام العربي؟


وقال كعبية: "هذه الزيارة نتيجة لعمل الوزارة على المدى البعيد، ولدينا شبكة علاقات مع عدد كبير من صحفيي الدول العربية، من الخليج إلى موريتانيا، فضلا عن صحفيين عرب يقيمون في ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وباقي الدول الأوروبية، وهدف الزيارة كشف الأكاذيب التي تبثها بعض وسائل الإعلام العربية ضد إسرائيل، من خلال آلاف القنوات التلفزيونية المنتشرة".

وقال صحفي سوري، يقيم في السويد: "هذه الزيارة الأولى لي لإسرائيل، ولا أشعر بالغربة، وكأني وصلت إلى دولة جارة، فإسرائيل شبيهة بسوريا من حيث الطقس والطبيعة والأشخاص، لكن الفرق بينهما هو النظام السياسي الحاكم".

أحد الصحفيين القلائل الذي وافق على كشف اسمه هو مهدي مجيد، من بلدة حلبجا في كردستان العراق، يقيم اليوم في بروكسل، ويدير شبكة صحفيين يكتبون باللغة العربية، زعم أن الصراع ليس بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، بل بين الزعماء.

وأضاف: "طالما أن القيادة الفلسطينية الحالية موجودة فلن يحصل السلام، لأنها تتلقى الأموال من إيران وقطر، وفي حال حصل السلام مع إسرائيل، فسيتوقف هذا الدعم، ولذلك فإن هذه القيادات الفلسطينية تفضل استمرار الصراع، لأنه يخدم مصالحهم".

وقالت الصحفية المغربية سميرة بار، التي تعمل مع وسائل إعلام أمريكية: "الوضع في المغرب مختلف عن باقي الدول العربية، وبإمكانك أن تتحدث كلاما لصالح إسرائيل، حتى حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن القدس عاصمة لإسرائيل، رفض الملك المغربي هذه الخطوة، لكنه لم يسمح باندلاع العنف".

التعليقات (0)