صحافة دولية

واشنطن بوست: ما هي حسابات الربح والخسارة في سوريا؟

واشنطن بوست: لا رابح في المواجهة الإيرانية الإسرائيلية والشعب السوري هو الخاسر- أ ف ب
واشنطن بوست: لا رابح في المواجهة الإيرانية الإسرائيلية والشعب السوري هو الخاسر- أ ف ب

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للمعلق إيشان ثارور، يتحدث فيه عن المواجهة الحالية في سوريا بين إسرائيل وإيران، والتصعيد "الخطير" في الحرب السورية الطويلة، الذي وقع في نهاية الأسبوع الماضي.

 

ويقول الكاتب إن "أخطر تصعيد في الحرب الوحشية والطويلة حصل نهاية الأسبوع، ففي يوم السبت أسقط الطيران الإسرائيلي طائرة إيرانية دون طيار، دخلت المجال الجوي الإسرائيلي من قاعدة عسكرية سورية، وردت إسرائيل على التوغل الإيراني بسرعة، حيث تعد هذه أوسع عملية تقوم بها إسرائيل منذ غزو لبنان عام 1982". 

 

ويستدرك ثارور في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بأن "العمل لا يتوقف هنا، فقوات النظام السوري قامت بضرب مقاتلة (أف-16) بصاروخ مضاد للطائرات، وسقطت المقاتلة في شمال إسرائيل، وأصيب واحد من الطيارين في المقاتلة بجراح خطيرة". 

 

ويجد الكاتب أن "الحادث هو تذكير آخر بالكيفية التي أصبح فيها العنف السوري فيها متمكنا، فمع اقتراب العام السابع على اندلاع النزاع، فإن الحرب، التي تدور اليوم في الأجواء، أضحت معقدة تعقيد الحرب على الأرض". 

 

ويشير ثارور إلى أن "الإسرائيليين ضربوا سوريا عدة مرات خلال الفترة الماضية، مع أن هذا الهجوم هو أول اعتراف علني بضرب المواقع الإيرانية المفترضة هناك، حيث أنهم يريدون مواجهة التأثير الإيراني على أبوابهم، مثل حزب الله، وهي المنظمة اللبنانية القوية، والعدد الآخر من المليشيات الشيعية الموالية لإيران، التي تم نشرها لمساعدة نظام بشار الأسد، وفي الوقت ذاته فإن روسيا تقوم بضرب المعارضة السورية دون رحمة، وعلى حساب المدنيين الذين يعيشون وسطهم في أغلب الأحيان".

 

ويلفت الكاتب إلى أنه "بعد سنوات من العمل على الإطاحة بنظام بشار الأسد، فإن تركيا بدأت بمواجهة الأكراد الذين ترى فيهم تهديدا إرهابيا، أما الولايات المتحدة فإنها شنت هجوما مدمرا ضد تنظيم الدولة، حيث عملت في معظم الأحيان مع الأكراد في سوريا، ويواصل نظام الأسد قصف أهداف داخل سوريا، ولا يزال، وفقا للأمم المتحدة، يضرب مناطق المدنيين بأسلحة كيماوية". 

 

وينوه ثارور إلى أن المسؤولين في المنظمة الأممية عبروا عن قلقهم من "موجة بعد موجة" من الغارات الجوية التي تضرب البلد، مشيرا إلى أن الأمين العام أنطونيو غويتريس، دعا في في بيان له إلى وقف فوري لإطلاق النار. 

 

وتذكر الصحيفة أن إسرائيل زعمت أن هجومها على الإيرانيين هو بمثابة تحذير لهم، حيث قال وزير الأمن والاتصالات الإسرائيلي في تصريحات لراديو الجيش الإسرائيلي: "سيحتاجون لوقت طويل لمعرفة كيف عرفنا المواقع التي ضربناها.. هذه مواقع مخفية، ولدينا المعلومات الأمنية والقدرة لمعرفة كل شيء كان يجري هناك، ويوم أمس أثبتنا ذلك". 

 

ويرى الكاتب أن ذلك الهجوم منح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفرصة لتحويل الرأي العام لصالحه، خاصة أنه يواجه اتهامات بالفساد، مستدركا بأن نتنياهو لا يملك إلا خيارات قليلة في سوريا، حيث تقارب مع روسيا؛ في محاولة منه لدق إسفين بين موسكو وطهران.

 

ويفيد ثارور بأن "القوات الروسية راقبت بتواطؤ حرب الظل التي تخوضها إسرائيل في سوريا، حيث أن إحدى القواعد التي ضربتها إسرائيل يوم السبت لا يقيم فيها السوريون فقط، بل القوات الروسية أيضا، وقال بعض المراقبين الإسرائيليين إنه من الصعب تخيل عدم معرفة الروس بالطائرة دون طيار". 

 

وينقل الكاتب عن صحيفة "هآرتس"، قولها إنه "لا خيار أمام إسرائيل إلا القبول بقواعد موسكو، وستواصل إظهار قدرتها على التحليق فوق المجال الجوي السوري، وضرب أهداف، لكن عليها التحلي بالصبر، ولن تقوم روسيا بوقف الطائرات الإسرائيلية، على الرغم من سيطرتها على المجال الجوي السوري، لكنها لن تستطيع منع جيش الأسد من ضرب الطائرات الإسرائيلية". 

 

ويذهب ثارور إلى أنه بعيدا عن التهديدات والعمليات السرية، فإن إسرائيل لن تحاول زيادة التصعيد، مستدركا بأن هناك احتمالا يلوح في الأفق حول مواجهة دموية، ونزاع بين إسرائيل وحزب الله، قد يشعل حربا جديدة على الحدود أو أبعد منها، بحسب تقرير لمجموعة الأزمات الدولية، الذي جاء فيه: "أما بالنسبة لدمشق والداعمين لها، فإن غارات جوية مدمرة من إسرائيل ستلحق ضررا هائلا بالإنجازات التي حققوها، وقد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة كلها، وربما أفضت إلى صدع في العلاقة بين روسيا وإسرائيل". 

 

ويعلق الكاتب قائلا: "أيا كان الحال، فإن الوضع يشير إلى إضافة آلام ومعاناة أخرى للسوريين، حيث وصفت مراسلة صحيفة (واشنطن بوست) ليز سلاي الوضع، قائلة: (بدا الأسبوع الأول من عام 2018 كأنه أسوأ مرحلة دموية من النزاع)، حيث قتل المئات، وتم تشريد حوالي 300 ألف في شمال غرب سوريا، بالإضافة إلى أن هناك 400 ألف يواجهون خطر المجاعة في المناطق المحاصرة حول العاصمة دمشق، التي لم يصلها طعام منذ تشرين الثاني/ نوفمبر". 

 

ويشير ثارور إلى ما كتبه المحلل سايمون تيسدال في صحيفة "أوبزيرفر"، بأن عددا من الخطط التي تم الحديث عنها لتخفيف المعاناة اليومية غرقت دون أي أثر لها.

 

ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن واشنطن تؤدي دور المراقب، سواء في عهد باراك أوباما أو دونالد ترامب، حيث ركزت كلتا الإدارتين على مواجهة تنظيم الدولة.

التعليقات (0)