صحافة دولية

وايرد: كيف يتمكن تنظيم الدولة من التحايل على مواجهة دعايته؟

وايرد: بإمكان تنظيم الدولة التحايل على الدعاية البريطانية- أ ف ب
وايرد: بإمكان تنظيم الدولة التحايل على الدعاية البريطانية- أ ف ب

نشر موقع مجلة "وايرد" تقريرا للصحافي جيمس تيمبيرتون، يقول فيه إن تنظيم الدولة يستطيع أن يتجاوز نظاما يعتمد على الذكاء الصناعي للتعرف على دعاية التنظيم، ومنعها على أي منصة على الإنترنت، عن طريق تغيير استراتيجيته الإعلامية، بحسب ما حذر أحد الخبراء.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن وزارة الداخلية أعلنت أمس أن بإمكان هذه الأداة الجديدة التعرف على 94% من دعاية تنظيم الدولة، بنسبة دقة تصل إلى 99.9995%، مستدركة بأنه بسبب تركيز الأداة على الفيديوهات التي تنتجها المؤسسات الإعلامية الإقليمية لتنظيم الدولة، فإن تجاوز التنظيم لها سيكون ممكنا.

 

وينقل الكاتب عن كبير الباحثين والزميل في المركز الدولي لدراسات التطرف تشارلي ونتر، قوله: "أفترض أن ما سيعيدنا إلى المربع الأول هو أن يقوم تنظيم الدولة ببعض التغييرات الشكلية، مثل تغيير الشعارات، وأن يكون أكثر حرصا بخصوص التسجيل الصوتي المصاحب للفيديو"، وأضاف أن فيديوهات تنظيم الدولة موحدة الشكل، حيث تستخدم البنية والتسجيلات الصوتية والشعارات والأيقونات ذاتها. 

 

وتجد المجلة أنه مع أن هذا يجعل من السهل كتابة خوارزمية حاسوب تكشف تلك الفيديوهات وتمنعها، إلا أنه أيضا يثير التساؤلات حول مدى فعالية مثل هذا النظام في وجه أي تغيرات في دعاية تنظيم الدولة.

 

ويستدرك التقرير بأن شركة "إيه أس آي" للذكاء الصناعي في لندن، التي تقف خلف النظام، تجيب على هذا السؤال بالقول إنه سيكون من المرهق لتنظيم الدولة أن يقوم بتلك التغييرات، حيث قال مدير استشارات علوم البيانات في شركة "إيه أس آي" جون غيبسون: "لقد فكرنا كثيرا في كيفية التعرف على مميزات المواد الدعائية، التي يصعب على تنظيم الدولة تغييرها.. إنه أمر فكرنا به كثيرا، وواضح أنه لأجل أن يعمل هذا فإنه يجب أن يكون الحل قابلا للتكيف، ويحتاج أن يكون قادرا على التطور مع تطور التهديد".

 

ويبين تيمبيرتون أن النظام يعمل بالوجود في خلفية مواقع الإنترنت، وتفحص الفيديوهات المحملة لمؤشرات أنها دعاية لتنظيم الدولة، ويقول غيبسون: "كلما رفع فيديو فإن هناك فرصة كبيرة بأن البرنامج سيعترضه، ثم يقوم شخص بمراجعة المادة فيه؛ للتأكد من كونه فيديو دعائيا لتنظيم الدولة، وأي فيديوهات جديدة على النظام ستتم إضافتها إلى بيانات التدريب، بحيث يتدرب النظام على التعرف عليها". 

 

وتورد المجلة نقلا عن وزارة الداخلية، قولها إنه تم تدريب النظام على أكثر من ألف فيديو دعائي لتنظيم الدولة، لافتة إلى أنه سيتم توفير النظام للمواقع الأصغر التي يستغلها التنظيم لنشر دعايته المتطرفة.

 

ويلفت التقرير إلى أن كلا من "غوغل" و"فيسبوك" طورتا أنظمة ذكاء صناعي متطورة؛ لتخليص منصاتهما من دعاية تنظيم الدولة، إلا أن نية وزارة الداخلية هي أن توفر هذه التكنولوجيا للمنصات كلها، مشيرا إلى قول التقارير بأن تنظيم الدولة يستخدم حوالي 400 منصة مختلفة لإضافة دعايته التي حملها عام 2017، بما في ذلك 145 موقعا جديدا من تموز/ يوليو وحتى نهاية العام، حيث تأمل الحكومة من خلال إنتاج أدوات كشف متطورة بشكل مجاني بأن توقف انتشار تلك المواد من المصدر.

 

وينقل الكاتب عن "إيه أس آي"، قولها إنه تم تحسين النظام ليكون استخدامه ممكنا حتى على المنصات الكبيرة، باعتبار نسبة المواد التي بشتبه النظام بها هي 0.005%، حيث يقول غيبسون: "قمنا ببعض الحسابات السريعة لما قد يعنيه استخدام النظام على أكبر المنصات  -منصة على مستوى (يوتيوب )- ونسبة 0.005% ستعني أن عدد الفيديوهات التي سيعترضها النظام تقدر بحوالي 250 فيديو من حوالي 5 ملايين فيديو تحمل في اليوم الواحد، وهذا عدد معقول من الفيديوهات التي يمكن مراجعتها عن طريق أشخاص".

 

وتستدرك المجلة بأن"هذا بذاته فيه إشكالية، فمع أن نسبة التعرف الإيجابية المتدنية أمر جيد، إلا أن معدل اكتشاف لا يصل إلا إلى 94% يعني أن 6% من دعاية تنظيم الدولة تمر دون اعتراض".


وينقل التقرير عن غيبسون، قوله: "إنها وظيفة مملة، لكنها ستكون عمل شخص واحد يمر على المادة، ويتأكد من صحة التعرف من عدمه.. لقد قمنا بتحسين فعالية النظام، ونعتقد أن الأرقام التي حصلنا عليها جيدة"ـ ويضيف أن عمل النظام "تضمن الكثير من تعليم الأجهزة.. وقمنا ببرمجة العديد من النماذج البرمجية التي تعمل معا وبالتوازي وتتفاعل مع بعضها".

 

ويفيد تيمبيرتون بأنه لا يمكن الكشف عن تفاصيل النظام لأسباب أمنية؛ مشيرا إلى أن وزارة الداخلية البريطانية ستقوم بتوفير النظام مجانا، حيث تقوم شركة "إيه أس آي" بصيانة وخدمة النظام للمستقبل المنظور.

 

ويقول مدير شركة "إيه أس آي" مارك وارنر، إن الخوارزمية الذكية تم تدريبها على ما تعده وزارة الداخلية أخطر الفيديوهات التي أنتجها تنظيم الدولة، ويضيف: "هذه الفيديوهات هي التي تعدها وزارة الداخلية أهم الفيديوهات التي يجب حذفها والأكثر سمية .. فبالنسبة لهم (وزارة الداخلية) لا يتعلق الأمر بالعدد بقدر ما يتعلق بمدى تأثير التعامل مع مجموعات معينة من الفيديوهات".

 

وتذكر المجلة أن العمل بدأ في أيلول/ سبتمبر 2017 عندما اتصلت وزارة الداخلية بشركة "إيه أس آي"؛ بحثا عن تطوير نظام يمكنه الإشارة بشكل أوتوماتيكي إلى فيديوهات محددة، وقال ونتر إن هوس تنظيم الدولة بتكرار الشعارات والتركيبة يجعل من فيديوهاتهم صالحة للكشف عن طريق برامج الحاسوب. 

 

وينوه التقرير إلى تحذير ونتر من أن حجم دعاية تنظيم الدولة أكبر بكثير من أن يستطيع نظام كهذا التعامل معه، وأوضح قائلا: "معظم دعاية التنظيم عبارة عن صور ومجلات ونشرات وتصريحات صوتية .. وهذا ليس حلا لأي مشكلة، وليس هناك حل لهذه المشكلة، ويمكن لهذه البرامج في أفضل التقديرات أن تخفف من المشكلة شيئا ما، لكنها بعيدة جدا عن الحل".

 

ويشير الكاتب إلى أن الحديث عن تطبيق النظام جاء في الوقت الذي تقوم فيه وزيرة الداخلية أمبر راد بزيارة سان فرانسيسكو ليومين، تلتقي خلالهما بوزيرة الأمن القومي الأمريكية، حيث ستناقش معها أساليب التعامل مع المحتوى الإرهابي على الإنترنت، لافتا إلى أنه لم يذكر أي مواقع ستستخدم النظام، لكن يتوقع أن يكون "إنترنت أركايف" أحد تلك المواقع، حيث يستخدمه تنظيم الدولة لنشر دعايته.

 

وتختم "وايرد" تقريرها بالإشارة إلى أنه في الوقت الذي يرى فيه ونتر أن من الضروري استهداف دعاية تنظيم الدولة، فإنه حذر من أن نظام "إيه أس آي" لن يستطيع التعرف على الكثير من مواد تنظيم الدولة.

التعليقات (0)

خبر عاجل