سياسة عربية

احتقان مرشح للانفجار بشبوة بين حلفاء الإمارات وقوات هادي

قيادي في شرطة شبوة توعد برد قوي ما لم تتدخل الرياض لحل الأزمة- أ ف ب (أرشيفية)
قيادي في شرطة شبوة توعد برد قوي ما لم تتدخل الرياض لحل الأزمة- أ ف ب (أرشيفية)

تشهد محافظة شبوة (جنوب شرق اليمن) توترا أمنيا، بين قوات ما تسمى "النخبة الشبوانية" المدعومة من دولة الإمارات والقوات الموالية للحكومة الشرعية، وذلك بعدما فتحت الأولى الأبواب أمام احتقان مرشح للانفجار عسكريا.


وأفاد مصدر مقرب من السلطات في شبوة بأن العميد، عوض الدحبول، مدير عام شرطة المحافظة، لوح بالرد على استفزازات "النخبة" وقائدها، محمد البوحر، ما لم تتدخل السعودية، لحل المشكلة جذريا.


وكانت قوات النخبة الشبوانية قد هاجمت الأسبوع الماضي، مقرات أمنية تابعة للشرطة المحلية في مديريتي "حبان" و"الروضة"، واحتجزت الجنود، قبل أن تقوم بتحويلها إلى مقرات لما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي تشكل في آذار/ مارس 2017.


وأضاف المصدر، نقلا عن قائد شرطة شبوة قوله: "إذا استمر استفزازنا حتما فإن ردنا سيكون قويا، ما لم تتدخل الرياض لحل الأزمة".

 

اقرأ أيضا: قوة يمنية تدعمها الإمارات تقتحم مقرا أمنيا جنوب شرقي البلاد

وبحسب المصدر الذي تحدث لـ"عربي21" مشترطا عدم كشف اسمه، لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام فإن "اجتماعا عقد في مدينة عتق، عاصمة شبوة، حذر فيه العميد الدحبول من تمادي القوة التي تدعمها أبو ظبي، ومن أي حلول ترقيعية، من شأنها أن تدخل المحافظة في نفق مظلم".


ودعا إلى رفع الحواجز العسكرية التي نصبتها قوات "النخبة" عند مداخل، عتق، مشيرا إلى أن التحركات التي تقوم بها هذه الميليشيا تقوض الحكومة ولا تختلف عما تقوم به الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.


ووفقا للمصدر، فإن المسؤول الأمني شدد على أنه لن يسمح لأي قوى خارجة عن الدولة العبث بمقدرات ومكتسبات الوطن. في إشارة إلى قوات "النخبة الشبوانية" التي انتشرت في منتصف العام الماضي، في المحافظة النفطية، بعد أن تلقت تدريبا مكثفا في معسكر تشرف عليه الإمارات.


كما تحدى القائد العام لشرطة شبوة "الدحبول"، قائد قوات النخبة محور عزان "البوحر" من دخول مدينة عتق، عاصمة المحافظة، على خلفية ممارسته الأخيرة ضد مقار أمنية في مديريتي "حبان" و"الروضة" الأسبوع الماضي.


وأوضح المصدر أن قائد قوات النخبة التي تتلقى توجيهاتها من القوات الإماراتية المتمركزة في منشأة بلحاف النفطية، اتصل بالعميد "الدحبول"، وهدده بلغة مليئة بالسب والشتم، بأن مصيره سيكون مشابها لما حدث لمدير شرطة "الروضة"، الذي تعرض للاعتقال والاحتجاز في معسكر النخبة في مدينة عزان، بعد إغلاق المركز الأمني، يوم الاثنين الماضي.


ولفت المصدر إلى أن الإجراءات التي تقوم بها قوات النخبة، بلغت ذروتها، في خطوات اعتبرت أنها تقوض السلطة المحلية.

 

اقرأ أيضا: توكل كرمان تتهم الإمارات بالوقوف خلف اعتقال صحفي بحضرموت

في الوقت نفسه، تلقى تحركات "النخبة" معارضة شديدة من أبناء المحافظة ذات الطبيعة القبلية حضورا كبيرا، وسط ضغوطا تمارس على السلطات بكبح جماحها.


وأوضح المصدر اليمني أن الأوضاع في شبوة قد تنفجر في أي لحظة، بعد تزايد الاحتقان بين المليشيات المدعومة إماراتيا والقوات الحكومية والقبائل المساندة لها.


وهذا الاحتقان بدأ يثير مخاوف السلطات المحلية من تكرار المواجهات في مدينة عدن (جنوبا)، هذه المرة، في مدينة شبوة. وفقا لمراقبين.


وأكد المصدر أن اللجنة الأمنية (أعلى سلطة أمنية بشبوة)، تنتظر الرد على مذكرة رسمية بعثتها لقائد القوات الإماراتية في محور بلحاف، الأربعاء الماضي.


ووقفت اللجنة الأمنية التي يرأسها، محافظ شبوة، وعضوية قادة الوحدات الأمنية والعسكرية، على تطورات الهجمات على المقار الأمنية ومصادرتها.


وقالت في المذكرة وصلت "عربي21" نسخة منها، الخميس، إن قوات النخبة تعمل خارج إطار سلطتها الأمنية والعسكرية بالمحافظة، وتقوم بإيقاف قياداتها، ولا تسمح لهم بالمرور في نقاطها إلا بعد الإبلاغ وتلقي توجيهات من عملياتها.

 

اقرأ أيضا: مقتل 10 من قوات يمنية تدعمها الإمارات بمعارك مع القاعدة

وذكرت أن هذه القوة ترفض توجيهات قيادة محور عتق "قيادة الجيش"، رغم تأكيدكم أنها تابعة للمحور وتتلقى توجيهاتها منه، وهذا مالم يحدث أبدا.


وطالبت بتسليم كافة المقار التابعة للسلطات المحلية والأمنية التي استولوا عليها. مشددة على ضرورة أن تخضع هذه القوة لإشرافها وتتلقى التوجيهات من غرفة العمليات التابعة للمحافظة.


وحذرت من أي صدام عسكري بين الجيش والأمن قد يحدث مع هذه القوة، عقب قيامها باستحداث ثلاثة حواجز عسكرية عند مداخل المدينة، دون أي تنسيق أو إذن من سلطاتها. داعية إلى رفع هذه النقاط وإخراجها من عاصمة شبوة تجنبا لأي صدام بينها والقوات الحكومية.


كما حثت اللجنة على إلزام قائد محور عزان، محمد البوحر، بالاعتذار العلني عن الأخطاء التي حدثت في الروضة وعن أخطائه المتكررة تجاه القيادات الأمنية والعسكرية في المحافظة.


وكانت "النخبة" قد أوقفت بالتزامن مع اقتحام مركز شرطة مديرية "حبان"، حاكم شبوة، علي بن راشد الحارثي، في أحد حواجزها الأمنية بمدينة عزان، لمدة ساعة تقريبا، ومنعته من الوصول إلى مقر عمله، قبل أن تسمح له بالمرور، بعد تلقيها توجيهات من قيادة القوات الإماراتية في بلحاف.

التعليقات (0)