صحافة دولية

إغناطيوس يروي تفاصيل لقائه مع ابن سلمان ويرصد انطباعاته

إغناطيوس: اعتبر ابن سلمان مكافحة الفساد نموذجا للعلاج بالصدمة- جيتي
إغناطيوس: اعتبر ابن سلمان مكافحة الفساد نموذجا للعلاج بالصدمة- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للكاتب ديفيد إغناطيوس، يروي فيه كواليس لقائه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

 

ويقول إغناطيوس مقدما للقائه في السعودية: "في مقابلة واسعة في نهاية الليل في قصره هنا، وصف ولي العهد السعودي الشاب، الأمير محمد بن سلمان حملة الإصلاحات الجديدة بأنها علاج بـ(الصدمة)، تحتاج إليها البلاد للدخول في عصر الحداثة".

 

ويضيف الكاتب أن "(أم بي أس)، كما يطلق عليه في الغرب، بدأ حديثه قبل منتصف الليل يوم الاثنين، وبعد يوم حافل من المراسيم الملكية، التي هزت البيروقراطية العسكرية والحكومية، وتعيين أول مرأة، وهي تماضر بن يوسف الرماح، نائبة لوزير العمل، ولساعتين وصف ولي العهد الحملات ضد الفساد والتطرف الإسلامي، وكذلك استراتيجية المنطقة". 

 

ويشير الصحافي في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "ابن سلمان أكد أنه يحظى بدعم، ليس من الشباب السعودي القلق، لكن من العائلة المالكة التي تم تأديبها، ورفض الأمير الانتقادات التي وجهت إليه؛ لسياساته المحلية والإقليمية، التي وصفت بالخطيرة، وجادل بأن التغيرات ضرورية لتمويل تنمية المملكة، ومواجهة الأعداء، مثل إيران". 

 

ويفيد إغناطيوس بأنه عندما سأل ابن سلمان عما إذا كان سيفرج عن دعاة حقوق الإنسان قبل زيارته للولايات المتحدة، فإنه أجاب قائلا إن المعايير في السعودية تختلف عن تلك التي في أمريكا، التي تقوم على أنه "لو كانت فعالة فلا تصلحها"، لكنه قال من خلال مساعد له إنه قد يفكر في إجراء إصلاحات في هذا المجال ومجالات أخرى. 

 

ويلفت الكاتب إلى أنه لا يمكن من خلال الزيارة القصيرة تقييم الإصلاحات التي يقوم بعملها الأمير ابن سلمان، مؤكدا بأن "هناك تخمرا ثقافيا، حيث تتحدث النساء عن نوع السيارات التي يخططن لشرائها عندما يسمح لهن بقيادة السيارات في حزيران/ يونيو، وهناك مراكز لياقة للنساء، وتقوم سيدات أعمال بالعمل على الشاحنات، وتشارك المشجعات في المباريات الرياضية في ملاعب كرة القدم". 

 

ويعلق إغناطيوس قائلا إن "المعارضة الداخلية في السر، إلا أن استطلاعا مستقلا أجرته مؤسسة الاستطلاعات المستقلة (إيبسوس) في أيلول/ سبتمبر 2017، وجد أن نسبة 74% متفائلة حول المستقبل، وأن ما يثير قلقهم هو ارتفاع الأسعار والبطالة والفساد". 

 

ويقول الكاتب إن محمد بن سلمان تحدث معه باللغة الإنجليزية، مقارنة مع لقاءين سابقين له، حيث تلقى الأسئلة فيهما باللغة الإنجليزية، لكنه أجاب عليها باللغة العربية، واستبعد مظاهر القلق بين داعميه في داخل الولايات وأنه يقاتل على جبهتين ويحاول المخاطرة، مبينا أن مدى التغيير ضروري للنجاح. 

 

ويورد إغناطيوس نقلا عن ولي العهد، قوله إن التعديلات التي أعلن عنها الملك يوم الاثنين كانت محاولة تعيين رجال "من ذوي الطاقات"، يستطيعون تحقيق أهداف التحديث، وأضاف: "نريد العمل مع المؤمنين"، وأشار إلى أن المراسيم الملكية شملت تعيين أمراء شباب حكام مناطق، بينهم الأمير تركي بن طلال، الذي تم تعيينه نائبا لأمير منطقة عسير. 

 

ويبين الكاتب أن تعيين الأمير تركي يشير إلى اتفاق داخل العائلة، خاصة أن الأمير الوليد بن طلال كان من ضمن 381 شخصا اعتقلوا في الريتز كارلتون، "حيث أفرج عنه لاحقا". 

 

وينوه إغناطيوس إلى أن ابن سلمان عزل رئيس هيئة الأركان المشتركة، وعين قادة عسكريين جددا، وأكد أن هذه التغييرات تم التخطيط لها منذ سنين؛ من أجل تحقيق نفقات جيدة على المؤسسة العسكرية، وقال إن السعودية تعد رابع دولة إنفاقا على السلاح، مستدركا بأن موقعها من بين أفضل الجيوش يتراوح ما بين 20-30. 

 

ويذكر الكاتب أن ولي العهد تحدث عن خطط طموحة لتعبئة القبائل اليمنية ضد الحوثيين وداعميهم الإيرانيين، في الحرب التي طالت أكثر مما أمل السعوديون، مشيرا إلى أنه اعتبر مكافحة الفساد نموذجا للعلاج بالصدمة، قائلا: "لديك جسم انتشر فيه سرطان الفساد، فأنت بحاجة إلى علاج بالكيماوي وإلا أكل السرطان الجسد كله", وبررها قائلا إن المملكة لا يمكنها تحقيق أهداف الميزانية دون وقف عملية النهب هذه. 

 

وينقل إغناطيوس عن ابن سلمان، قوله إنه يتذكر شخصيا الفساد، حيث حاول أشخاص استخدام اسمه وصلاته منذ أن كان حدثا، ويضيف: "كان الأمراء الفاسدون أقلية، إلا أنه جرى التركيز على اللاعبين السيئين، وأضروا بقدرة العائلة المالكة"، لافتا إلى أنه تم الإفراج عن المعتقلين كلهم، باستثناء 56 شخصا، "واعترف معظمهم بأنهم ارتكبوا أخطاء، ووافقوا على التسوية". 

 

وقال ابن سلمان إن "الصدمة" كانت ضرورة لمعالجة التطرف "الإسلامي" في المملكة، وقال إن إصلاحاته تمنح حقوقا واسعة للمرأة، وصلاحيات أقل للشرطة الدينية، وهي محاولة لإعادة العمل بالممارسات التي كانت في زمن النبي محمد. 

 

وبحسب الكاتب، فإن ابن سلمان اشتكى من النقد "غير العادل"، الذي واجهه، بأنه كان وراء إجبار رئيس وزراء لبنان سعد الحريري على الاستقالة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، وعلق قائلا: "هو الآن في وضع أفضل" في لبنان، بالمقارنة مع حزب الله. 

 

ويختم إغناطيوس مقاله بالإشارة إلى أن المتحمسين لابن سلمان، يحاولون تشبيه محاولته لتقوية سلطته بمؤسس السعودية الحديثة الملك عبد العزيز بن سعود، لكن ولي العهد يرفض هذه التعليقات، مضيفا لها ملمحا حديثا، قائلا: "لا يمكنك اختراع هاتف ذكي، فقد فعل ستيف جوب هذا، وما نحاول عمله هنا هو تقديم شيء جديد".

التعليقات (0)