ملفات وتقارير

"الوحدات" تفرض ضرائب كبيرة على المدنيين بالحسكة

لم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من وحدات حماية الشعب الكردية بهذا الصدد- جيتي
لم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من وحدات حماية الشعب الكردية بهذا الصدد- جيتي

أضحى مدنيو الحسكة مجبرين على دفع مبالغ مالية كبيرة فرضتها "الوحدات" عليهم لدعم معركتها التي تخوضها ضد القوات التركية والسورية في عفرين، حسبما أكدت مصادر إعلامية محلية من الحسكة.


وفي التفاصيل، أفادت "شبكة الخابور" بأن الوحدات الكردية سيّرت دوريات في أحياء مدينة الحسكة لإرغام الأهالي وأصحاب المحال التجارية على دفع مبالغ مالية تحت التهديد بالاعتقال.


وأوضح مدير الشبكة الإعلامية المحلية إبراهيم الحبش لـ"عربي21" أن الوحدات فرضت 100 ألف ليرة سورية (200 دولار أمريكي) على العائلة الواحدة، مقابل 500 ألف ليرة سورية (1000 دولار أمريكي) على المحل التجاري في مختلف أحياء الحسكة الخاضعة لسيطرة الوحدات.


وأكد الحبش نقلا عن مصادر محلية أن الوحدات فرضت الأمر ذاته في مدينة القامشلي بريف الحسكة، مشيرا إلى حالة استياء عارم تسود الأوساط المحلية جراء فرض هذه الضرائب المالية الكبيرة على الأهالي الذين يعيشون أساسا واقعا اقتصاديا مترديا، لافتا في الوقت ذاته إلى حالة الفقر الشديد التي تعاني منها الحسكة.

 

اقرأ أيضا: اتهامات لـ"لوحدات" بخطف طفل وتجنيده قسرا في كوباني (صور)


وتابع الحبش قائلا إن "الأموال التي تجمع بقوة السلاح ستوزع كدعم على عناصر الوحدات الذين يقاتلون في عفرين، متهما الوحدات بسرقة الأهالي وخصوصا العرب منهم تحت ذريعة دعم عفرين".


من جانبه، عدّ رئيس "التيار الوطني السوري" هشام المصطفى، أن فرض الضرائب من قبل الوحدات على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها "أمرا غير مستغرب، لطالما كانت هذه المليشيا بالأساس تعتمد على المقاتلين المأجورين".


وقال المصطفى في حديث لـ"عربي21"، إنه "منذ تأسيس الوحدات وهي تنتقل من حضن داعم إلى داعم آخر، وهي تمارس القتال المأجور، لأنها تقاتل بدون قضية، أو خدمة لقضايا غير محقة وإرهابية".


وأضاف المصطفى وهو من سكان الحسكة، أن "الوحدات كانت أداة رخيصة بيد النظام الذي قام بتمويلها، ومن ثم تحولت إلى الداعم الأمريكي الذي وفر لها السلاح والدعم غير المحدود بحجة محاربة الإرهاب".

 

اقرأ أيضا: الجيشان التركي والسوري الحر يواصلان التقدم في عفرين (شاهد)


وبحسب رئيس التيار فإن فرض الضرائب يدلل على قرب انتهاء الوحدات، موضحا أن هدف القيادات صار جمع الأموال قبل الهرب، وترك المقاتلين الذين تم تجنيدهم إجباريا ليواجهوا مصيرهم.


وأردف المصطفى قائلا إن "فرض الضرائب يعني أن داعم هذه المليشيات أدار ظهره لها، وتركها لتلاقي مصيرها المحتوم الذي ستواجهه من قبل الشعب السوري بكل مكوناته العربية والكردية والآشورية والتركمانية"، كما قال.


وفي الشأن ذاته، أعرب مصدر كردي لـ"عربي21"، عن استغرابه من فرض الوحدات للضرائب المالية على الأهالي، في الوقت الذي تتلقى فيه دعما أمريكيا كبيرا، إلى جانب سيطرتها على حقول النفط والمعابر الحدودية البرية.


وشدد المصدر، طالبا عدم الكشف عن اسمه خشية تعرضه للاعتقال، على عدم حاجة الوحدات للمال، متهما القيادات بـ"استغلال القوة إلى جانب تعاطف بعض الأكراد مع عفرين لجمع مبالغ مالية وسرقتها تحت عناوين دعم المدينة".


هذا ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من وحدات حماية الشعب الكردية بهذا الصدد.

التعليقات (0)