سياسة عربية

كيف يغطي الإعلام عملية الجيش المصري في سيناء؟

لا مصدر للأنباء عن تفاصيل العمليات في سيناء سوى بيانات الجيش- جيتي
لا مصدر للأنباء عن تفاصيل العمليات في سيناء سوى بيانات الجيش- جيتي
سمح الجيش المصري للمرة الأولى لمراسلين وصحفيين مصريين بمرافقته في شمال سيناء لتغطية جانب من العملية العسكرية ضد المسلحين التي انطلقت منتصف الشهر الماضي تحت اسم "العملية الشاملة سيناء 2018"، وجانب من مجهوداته الإنسانية مع أهالي شمال سيناء للتخفيف من حدة الحصار الذي ضربه حول شمال سيناء.

وتفرض القوات المسلحة المصرية قيودا شديدة تصل لدرجة الحبس، والمحاكمة عسكريا لأي صحفي حاول تغطية الأحداث الأمنية والعسكرية الجارية هناك منذ آب/ أغسطس 2013، أو حتى نقل أوضاع المنطقة الساحلية التي تمتد على طول 50 كيلومترا وعمق ما بين 10 و20 كيلومترا.

انتهاء مهلة الـ3 شهور

ويعد الجيش هو المصدر الوحيد للمعلومات والصور من خلال هيئة الشؤون المعنوية المختصة بإعلام الجيش وبياناته العسكرية، وكشف أحد الإعلاميين لـ"عربي21"، طلب عدم ذكر اسمه، أنه "بسبب الانتقادات المتزايدة قرر السماح لمراسلي ومصوري القنوات الفضائية بمرافقته من خلال خطابات موجهة لتلك القنوات بإيفاد طاقم صحفي لشمال سيناء، إلا أنه لا يسمح لهم إلا بتصوير ما يريده".

وانتهت قبل أيام وتحديدا في 29 شباط/ فبراير الماضي المهلة التي حددها قائد النظام عبدالفتاح السيسي، لرئيس الأركان الجديد، محمد فريد حجازي، باستعادة الأمن والاستقرار خلال 3 شهور بالتنسيق مع جهاز الشرطة، مطالبا باستخدام القوة "الغاشمة".

كيف تصنع تقارير الجيش؟

وبشأن كيفية إعداد التقارير المصورة من قبل أطقم القنوات الفضائية، أفاد المصدر بأنه "يتم اصطحاب المراسلين في مدرعات للجيش ،لا يسمح لهم بالانتقال فرادى إلى أي مكان، ولا يسمح لهم بالالتقاء بأحد من الأهالي إلا في نطاق تواجد الجيش وبإذنه، ولا يسمح بنقل أي آراء أخرى.. أو مشاهد لمعاناة المصريين هناك".

وأوضح أنه "بعد الانتهاء من التقرير فإنه يسمح بإرسال التقرير المصور للقناة مباشرة، أو حتى الاطلاع على محتواه، إنما يقوم الجيش بأخذ نسخة التقرير الأصلية ومراجعتها وتدقيقها بشكل كامل، ثم يقوم بالتعديل أو الحذف أو الإضافة ثم السماح بإرساله للنشر".

حقيقة الأوضاع في سيناء

الصحفي في شمال سيناء، أحمد أبو دراع، أكد لـ"عربي21" أن "المراسلين والصحفيين الذين يرافقون الجيش يتنقلون معهم في مدرعات كما يظهر في تقاريرهم المصورة، ولا يسمح لهم بالنزول منها إلا في الأماكن التي يحددها الجيش، ولا يسمح لهم بلقاء المواطنين".

وبسؤاله عن الفرق بين ما تقدمه القنوات الفضائية على شاشاته وما يقدمه الجيش المصري من خلال بيانات المتحدث العسكري، أجاب: "هي نفسها لا تختلف عنها في شيء".

وبشأن ما يقال بأنها لقطات حصرية، أكد أنه "غير صحيح؛ لأنها تكون برفقة الجيش في حملاته العسكرية التي ينفذها، وليس جهدا شخصيا للمراسل أو الصحفي المرافق للحملة"، وعزا عدم السماح لهم بالتنقل "لأسباب أمنية بحتة".

وكشف أن "الأهالي يعانون منذ بدء الحملة العسكرية على جميع الأصعدة، من نقص في المواد الغذائية والصحية، وكثير منهم بما فيهم نحن لم نر الخضروات منذ أسبوع، ونطهو على الحطب في ظل نقص إمدادات الوقود"، مشيرا إلى أن المعاناة "الأكبر هي للمرضى، وكبار السن والأطفال".

وتوقع "أبو دراع" أن "تكون هناك نهاية قريبة للعملية العسكرية خلال نهاية هذا الشهر، وتحقيق نتائج قوية وملموسة على الأرض بعد تلك الضربات الأمنية المكثفة"، والتي وصفها "بالناجحة".

إخفاء الفشل والخسائر

من جهته؛ عزا الصحفي المتخصص في الشأن السيناوي، أبو الفاتح الأخرسي، منع الجيش المصري الصحفيين والمراسلين من تغطية ما يجري في سيناء إلى "التغطية على فشله في التعامل عسكريا مع المسلحين، وعلى اجرائم الحرب التي يرتكبها بحق المواطنين هناك، باسم الحرب على الإرهاب والتي وثقتها المنظمات الدولية".

وأضاف لـ"عربي21" أن "الجيش لا يريد نقل الحقائق بدليل قطع الاتصالات والإنترنت معظم الوقت لمنع نقل الأخبار والصور إما عن معاناة السيناويين أو خسائر الجيش، وتبقى أوضاع سيناء والسيناويين في غير متناول المصريين".

وأوضح أن "ما يتم نشره من تقارير مصورة على بعض شاشات التلفاز هي الصورة التي يريد الجيش أن يراها الجميع، لا الصورة كما هي على أرض الواقع، وكل ذلك يأتي في إطار جهد الشؤون المعنوية (الهيئة الإعلامية) للجيش من أجل الإيحاء بأن الأمور على ما يرام".

وكشف الأخرسي أن من أخطر السقطات في معالجة الجيش الإعلامية للعملية العسكرية في سيناء "هي إظهار المتحدث العسكري خلال بيانه اليومي عن سير العمليات قيام الجيش المصري بتزويد الطائرات بالقنابل العنقودية، وهو سلاح محظور، ثم لقطة أخرى أثناء التعامل مع عبوة تفجيرية وهي في الأصل فنبلة عنقودية لم تنفجر ولا يملكها المسلحون، وهو ما وثقته أيضا منظمة العفو الدولية أمنستي". 
التعليقات (1)
مصري
الثلاثاء، 06-03-2018 12:46 ص
هذة ليست بعملية عسكرية علي الإطلاق ما هي إلا مجرد مداهمات لمنازل الأهالي في العريش و سرقة موبيلاتهم التتش و ما غلي ثمنه و خف حجمه ووزنه تحت تهديد السلاح والإرهاب و التخويف و التجويع و ما يذاع من بيانات عسكريه فهي خداع و كذب لتخفي القذارة والإنحطاط و السفالة التي يمارسها السيسي ضد الأهالي في سيناء من محاصرة و منع دخول الأغذية و الأدوية و الوقود و منع سيرالسيارات و وقف للدراسة وبالتالي وقف الحياه بأكملها مع منع خروج أو دخول لأي شخص من أو إلي العريش إنها سياسة الإرهاب و التخويف و التجويع التي يمارسها المريض نفسيا السيسي المختل عقليا و اتباعه من العسكر الأوباش عملاء اسرائيل .