قضايا وآراء

كيف يخترق الاحتلال الصهيوني الوعي العربي؟

مصطفى أبو السعود
1300x600
1300x600
منذ اغتصابه لأرض فلسطين، يحاول العدو الصهيوني اختراق الوعي العربي بشتى الطرق، في محاولة منه لتحقيق ثغرة في البنية العقلية والنفسية العربية، وخلق نوع من القبول له في العقل العربي. ولا يدخر قادة الاحتلال جهداً في استثمار كل ما هو متاح لتحقيق ما يمكن تحقيقه من أهداف وإنجازات، ولو تأملنا اساليب الاحتلال في اختراق الوعي العربي سنجدها:

1- لا أحد فوق القانون: إن ما يثير إعجاب أي شخص في أي دولة او مؤسسة هو مدى احترام الجميع للقانون ومدى سريان القانون على الجميع، وهذا الأمر يحدث في الكيان الصهيوني، حيث يحاكم كل إنسان يخترق القانون حتى لو كان رئيس الحكومة. وهذا ما يحدث هذه الأيام مع رئيس الحكومة الصهيونية نتنياهو بأن وجهت له اتهامات بتلقي رشاوى وهدايا.

2- التداول السلمي للسلطة: لم يحدث في دولة الكيان الصهيوني أن امتنع المهزوم في الانتخابات برفض النتائج أو تسليم السلطة للفائز، بل إن الأمر يسير بكل سلاسة؛ لأنهم يعملون جميعا من أجل مصلحة "دولة إسرائيل".

3- التبرع بالمال بشكل سخي جدا: لا يبخل أي يهودي عن التبرع لدولة "إسرائيل"، ونلاحظ أن الكثير من أصحاب رأس المال اليهودي يتبرعون لصالح بناء مغتصبات صهيونية على أرض فلسطين، ومشاريع أخرى.

4- الاهتمام بالتعليم: إن اهتمام الكيان الصهيوني بالتعليم جعل الجامعات الصهيونية تحتل مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية، وفقا لترتيب ويبوماتركس (Webometrics)، اندرجت ست من الجامعات "الإسرائيلية" في لائحة أفضل 100 جامعة في آسيا،.ووفقا لتصنيف لجياوتونغ شنغهاي الأكاديمي العالمي للتصنيف الأكاديمي لجامعات العالم، وصلت أربع جامعات "إسرائيلية" إلى لائحة أفضل 150 جامعة في العالم، وثلاث منها، دخلت لائحة تصنيف "كيو إس" للتعليم العالي العالمي للتايمز.

5- حسن الإنتاج: تحاول دولة الاحتلال صناعة ما يحتاجه الإنسان بأفضل المواصفات ذات الجودة العالية، ونشرها في السوق العربية بطريقة مباشرة أو عبر شركاء دوليين لها، لإظهار أنهم يتقنون ما ينتجون.

6- أن يتعلم قادتها اللغة العربية وتعاليم الإسلام التي تخدم فكرتهم: الكثير من القادة الصهاينة يتكلمون اللغة العربية، وخاصة العاملين في مجال الإعلام والسياسة الخارجية حتى يتمكنوا من إيصال رسالتهم للعرب بكل سهولة، وحتى يتعرفوا بدقة على معاني الكلمات التي يسمعونها من العرب، وهنا يطبقون حديث الرسول عليه الصلاة والسلام "من علم لغة قوم من جهلهم".

7- الانضمام للمؤسسات الدولية والإقليمية المختلفة والمتنوعة في أنشطتها السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية والبحثية والعلمية والرياضية، وترسل أناسا يجيدون الثقافة العربية ولديهم خبرة في التعامل مع الشخصية العربية، بحيث يسهل علهم تمرير فكرتهم بأنهم دعاة سلام بين الشعوب.

8- ربما كان اختيار اسم دولتهم (إسرائيل) جزء من مخطط لاختراق الوعي العربي، بحكم أن اسم إسرائيل هو اسم نبي من أنبياء الله وورد كثيرا في القرآن الكريم، لدرجة جعلت البعض العربي يدعي أن اسرائيل وردت كثيرا في القرآن الكريم، بينما فلسطين لم ترد نهائيا.

9- لا تمانع دولة الكيان بظهور أي شخصية صهيونية في أي وسية اعلامية عربية، بل إنهم يسعون لذلك لإيصال فكرتهم لكل المشاهدين العرب ويظهرون بمظهر حمامة السلام.

10- تصدير شخصيات دبلوماسية وسياسية تتقن فن البراءة كي تحسن صورة الكيان في الخارج، مثلما حدث مع شمعون بيرس الذي استطاع إقناع الأنظمة العربية بأنهم دعاة سلام، رغم أنه قاتل ومؤسس مشروع ديمونة النووي، لدرجة أن وصل الأمر بالرئيس الفلسطيني أن يشارك في جنازته ويذرف الدموع عليه حزنا.

هذه كانت بعض أساليب الاحتلال الصهيوني في اختراق الوعي العربي. والجدير ذكره أن إعجابي بطرق إدارة دولة الكيان لا يعني أنني أروج لهم أو أدعو للتعايش معها، (حاشى وكلا)، بل إن حديثي ينطلق من باب "الحكمة ضالة المؤمن"، ونحن كعرب ومسلمين نعاني من سلبيات كثيرة، رغم أن غسلامنا وضع لنا خطة نموذجية تشمل كل مناحي الحياة، لكن الصهاينة والغرب أيضا؛ يطبقونها بنسبة أكبر مما نطبقها نحن العرب.
التعليقات (1)
اينشتاين
الأربعاء، 07-03-2018 10:21 م
كل هذا صار معلوما ومفهوما ، ولا يمكن أن يؤثر في المسلم شيئا ، ذلك أن سبب رفضنا للكيان الصهيوني هو اغتصابه لفلسطين ، فهما تغنى بالديمقراطية وحكم القانون و... فإن نظرتنا تجاهه لا تتغير . المشكلة تكمن في أن الأنظمة الاستبدادية التي سلطها الاستعمار على رقاب المسلمين من بعد ذهاب عساكره ، هي بمثابة الحارس الأمين ، تابعة للمستعمر مائة بالمائة ، صديقي العزيز الحل يكمن في مقاربة المشكلة ، ليس من وجهة سياسية أو تقنية ، المقاربة يجب أن تكون حضارية ، فإما أن نغتنم الفرصة وندخل التاريخ ، وإما البقاء على قارعة الطريق لمزيد من الانتظار . الفرصة اليوم متاحة بعد أن غابت لمائة سنة ، لا تتركوها تضيع ، إنها وليدة القرن الجديد .