رياضة عربية

نادوا مجددا بالحرية.. هل يعاقب نظام السيسي أولتراس أهلاوي؟

أولتراس أهلاوي
أولتراس أهلاوي

بعد هتاف شباب رابطة "أولتراس أهلاوي" بالحرية للمصريين بمباراة الأهلي ونظيره مونانا الجابوني ببطولة إفريقيا، مساء الثلاثاء، وما تبعه من أحداث باستاذ القاهرة الدولي؛ تزايدت المخاوف من تنكيل النظام بالرابطة الرياضية الأكبر بمصر.

وانطلق شباب أولتراس بهتافات مدوية بحضور 5 آلاف متفرج، قائلين "لسة الأمل موجود.. والثورة حية في القلوب.. والنار تحت الرماد تنتظر ساعة الصفر.. ياحكومة بكرة هتعرفي.. بإدين الشعب حتنضفي.. والآية الليلة مقلوبة.. قالوا الشغب في دمنا.. وإزاى بنطلب حقنا.. يا نظام غبي.. إفهم بقى مطلبي.. حرية، حرية، حرية، حرية".

 


وعلى إثر تلك الهتافات التي طلما ردد مثلها أولتراس أهلاوي منذ ثورة يناير 2011؛ قام الأمن بتوقيف أحد كابوهات الرابطة وحدثت بعدها أعمال شغب وأحاطت قوات الأمن بهم وقاموا بتفريقهم.

وعبر بيان بصفحتها علي "فيسبوك"، نفى أولتراس أهلاوي علاقته بتلك الأحداث.

 

 



ليست الأولى
واقعة ليلة الثلاثاء، لم تكن الأولى في مواجهات الأولتراس والنظام، حيث أنه وفي شباط/فبراير 2012، وقعت مجزرة بورسعيد التي سقط على إثرها 72 من شباب الأولتراس، فيما تحدث الكثيرون عن أنها كانت تأديبا من المجلس العسكري الحاكم لهم بعد هتافهم بسقوط حكم العسكر.

وفي27 أيلول/ سبتمبر 2015، رفع شباب أولتراس أهلاوي علامة رابعة بمباراة الأهلي ببطولة الكونفيدرالية الأفريقية، موجهين رسالة للنظام برفضهم مجزرة رابعة العدوية.

وفي 18 آذار/مارس 2016، تم توقيف 43 من أولتراس أهلاوي بمحطة مصر بالإسكندرية إثر مبارة الأهلي ببطولة إفريقيا باستاد برج العرب.

وفي 26 كانون الأول/ديسمبر 2016، تم القبض على بعض مشجعي الرابطة ومنعهم من حضور تدريبات الفريق استعدادا لمباراة الزمالك بالدوري.

وفي 10 حزيران/يونيو 2017، تم حبس 8 من أولتراس أهلاوي عامين بتهم التحريض على التظاهر بذكرى مذبحة بورسعيد.

والسؤال: هل أحيت هتافات أولتراس أهلاوي المطالبة بالحرية الأمل داخل شباب مصر؟ وكيف سيتخلص النظام من صداع شباب الأولتراس؟

تُحرك الخائفين
وفي إجابته أكد المحلل الرياضي أحمد سعد، أن "هتاف الأولتراس لا خلاف أنه أحيا الأمل وجدد العهد للثورة والاعتراض بوجه نظام غاشم ديكتاتوري"، مؤكدا أن "معركة الانقلاب مع الشباب الذي يمثل 60 بالمئة من الشعب وبينهم الأولتراس"،موضحا أن "الانقلاب يعلم أنهم من صنعوا 25 يناير، وهم القادرون على إعادة الأمل للثورة واستعادة ما اغتصبه الانقلاب من مكاسب".

سعد، قال لـ"عربي21"، إن "هتاف الأولتراس ومطالبتهم بالحرية؛ تعكس حالة السخط لدى الشعب وتعكس رغبته بالثورة من جديد، وتعكس أيضا حالة عدم الرضا عن جرائم النظام من اعتقالات عشوائية واغتصاب وقتل خارج إطار القانون وإخفاء قسري، ووضع آلاف المعتقلين السياسيين خلف القطبان لأنهم ضد الانقلاب ومع الثورة".

وأضاف أن "هتاف الأمس؛ له دلالة وستكون له آثار إيجابية بإعادة الحراك للشارع والأمل لرافضي الانقلاب وللشعب عموما بأن هناك من يمكنه أن يقف بوجه النظام ولا يعبأ بالدبابات ولا بكميات القتل والاعتقال والإخفاء، وستحرك كثيرا من الخائفين".

أطفال تحولوا لثوار
عضو المكتب الإداري بحركة 6 أبريل محمد نبيل، أكد أن هتافات الرابطة، "رسالة مهمة؛ ولابد أن نأخد في الاعتبار أن شباب الأولتراس الآن انضم إليهم أجيال جديدة كانت أطفالا أثناء ثورة 25يناير".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أوضح الناشط المصري، أنه "جيل جديد؛ لكنه متشبع بأفكار الحرية والحياة الكريمة"، مضيفا "كما كنا نقول إن تأثير 25يناير لن ينتهي وما حدث بالأمس هو بداية"، مشيرا إلى أن "الدولة تحارب الزمن، ومستحيل أن تنتصر ضد الزمن، لأن جيلنا بدأ أمرا أثره لن يذهب والتغير قادم لا محالة".

وحول احتمالات التنكيل بشباب الرابطة، قال نبيل، "أكيد بالطبع؛ الدولة سوف تستخدم نفس طريقتها بالاعتقال والقمع"، مؤكدا أن "تأثير ذلك القمع ظهر بالأمس أثناء المباراة، وهناك آلاف جديدة تنضم لركب الثورة مع زيادة القمع و الاعتقالات".

وفي سؤاله حول كيفية استخدام المعارضة الثورية هذه الفرصة لصناعة موجة ومد وحراك ثوري جديد؛ أوضح أن القضية هنا ليست استغلال لتلك الواقعة، ولكن الأفضل هو ما نقوم به من الحديث عن أفكارنا بسلمية ومنطق وتوضيح ما هو الصحيح"، مشيرا إلى أن "الهدف ليس الثورة بحد ذاتها، ولكن الهدف هو توضيح الصواب، والتغيير ليس بيدنا ولكنه تقدير من الله تعالى".

عماد الثورة
وقال عضو مجلس الشورى الأسبق، طارق مرسي، إنه "من المسلمات عندي أن كل شباب مصر والأولتراس بكل أطيافه؛ لم يفقدوا الأمل يوما ولم يقبلوا الاستبداد ساعة ولم ينسوا مطالب الحرية والكرامة لحظة، ربما يجهل البعض ذلك أو يتغافل عنه آخرون لكنها حقيقة وبدهية يعلنها الشباب مع كل موقف ومشهد".

مرسي، طالب في حديثه لـ"عربي21"، "ألا ننسى أن شباب مصر كانوا هم مفجري ثورة 25 يناير، ودعاتها وقادتها، وكان الأولتراس بتنوعه حاضرا في الموعد"، مشيرا إلى اعتقاده "أن ثورة مصر لم تفشل وأن شباب مصر لم يُهزم، لكنها كَرَة أخرى ننتظرها جميعا، ويقيني أن عمادها وقوامها سيكون شباب مصر الحر الأبي".

وحول توابع هتافات الأولتراس عليهم، أكد البرلماني السابق، أن "الحديث عن نظام البغي والانقلاب فمعلوم كيف يواجه الشباب، والتاريخ شاهد، ودماء شباب الأولتراس لم تجف بعد، ولن ننساها ولن ينساها بالطبع شبابنا"، مضيفا أن "هؤلاء البغاة ليس عندهم إلا سطوة الدبابة والبندقية ولا يملكون إلا سيف جلاد القضاء بالسجون والمعتقلات".

التعليقات (0)