سياسة دولية

المونيتور: حقائق جديدة لدور مستشار ابن زايد في صفقات فاسدة

نادر كان يجري مفاوضات مع الروس لصفقة أسلحة عراقية خارج القنوات الرسمية بطلب من المالكي- سي أن أن
نادر كان يجري مفاوضات مع الروس لصفقة أسلحة عراقية خارج القنوات الرسمية بطلب من المالكي- سي أن أن

كشفت صحيفة المونيتور الأمريكية تفاصيل جديدة عن حقيقة الدور الذي يقوم به مستشار ولي عهد أبو ظبي الأمريكي من أصل لبناني جورج نادر الذي بات شاهدا يتعاون مع المحقق الخاص بقضية التدخل الروسي روبرت مولر.

وقالت المونيتور في تقرير ترجمته  "عربي21" إن نادر توسط من أجل التوصل لصفقة سلاح مثيرة للجدل بين روسيا والعراق عام 2012 وبقيمة تبلغ 4.2 مليار دولار.

وأشارت الصحيفة إلى أن نادر وصل إلى موسكو عام 2012 وأبلغ الروس أنه يمثل رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي والتفاوض يجب أن يتم من خلاله بحسب مصادر عراقية على الرغم من أن وزير الدفاع العراقي كان في ذلك التوقيت ببغداد للتفاوض بشأن الأسلحة.

وأوضحت أن المسؤولين العراقيين كانوا غير مدركين أن المالكي كان يعمل مع نادر لتجاوز القنوات الرسمية.

وقال مصدر عراقي رفض الكشف عن اسمه للصحيفة إنه كان شاهدا بشكل شخصي على تفاعلات نادر مع المالكي داخل فندقه في موسكو عام 2012 من أجل توقيع صفقة السلاح مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ووفقا لمسؤولين عراقيين فإن مهنة نادر كوسيط في صفقة العراق استمرت منذ منتصف عام 2000 إلى أن ترك المالكي منصبه عام 2014 ليتحول بعدها إلى مستشار لمحمد بن زايد.

وقالت الصحيفة إن اجتماعات نادر مع أعضاء إدارة ترامب المحتملين منذ 2016 وحتى فوزه بالرئاسة بما فيهم صهره جاريد كوشنر ومستشار الأمن القومي مايكل فلين والخبير الاستراتيجي ستيف بانون كلها جلبت انتباه المحقق مولر.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قالت إن نادر جرى توقيفه من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" لدى هبوطه في مطار واشنطن دوليس قبل شهرين للاحتفال بتسلم ترامب منصبه في فلوريدا وجرى استجوابه من قبل هيئة المحلفين الكبرى بإشراف مولر والذي سأله تحديدا عن ما إذا كان الإماراتيون دفعوا أموالا لإدارة ترامب من أجل محاولة السيطرة على النفوذ معهم وخاصة في نزاع أبو ظبي مع قطر.

ولفتت المونيتور إلى أن عمل نادر بصفته وسيطا في الشرق الأوسط هو ثمرة لمغادرته ماضيه كمحرر لمجلة "ميدل إيست إنسايت" في واشنطن خلال الثمانينيات والتسعينيات وقابل خلالها بيل كلينتون والمرشد الأعلى الراحل للثورة الإيرانية روح الله الخميني.


وكشفت أنه عمل وسيطا في العديد من القضايا مثل المحادثات السورية-الإسرائيلية غير الرسمية خلال فترة إدارة كلينتون قبل الاختفاء فجأة من المشهد عام 2000.

ووصف مارتن إنديك مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأوسط لدى إسرائيل خلال التسعينيات، نادر بأنه "كان وسيطا موثوقا به.. وسيطا وليس رجلا مخادعا".

وأوضح إنديك أن نادر على ارتباط برئيس النظام السوري حافظ الأسد في تلك المرحلة عبر وزير خارجيته حينها فاروق الشرع ولاحقا مع السفير في واشنطن وليد المعلم قبل تسلمه الخارجية.

وكشف أنه زار إسرائيل مرارا ورتب لقاء الشرع مع الصحفي الإسرائيلي إيهود يعاري كتدبير لبناء الثقة وسافر 16 مرة إلى دمشق عام 1998 في إطار جهود دفع اتفاقية سلام بين دمشق وتل أبيب.

وأضاف إنديك: "عندما غادرت إدارة كلينتون.. ذهب جورج".

وقالت صحيفة المونيتور إن نادر ظهر في العراق وعمل مستشارا للعديد من السياسيين العراقيين بما فيهم بعض القيادات الشيعية والمسؤولين الأكراد.

وكشفت عن مساعدته في ترتيب لقاءات عام 2005 في واشنطن لأعضاء في حزب سياسي شيعي عراقي له علاقات وثيقة مع إيران والمجلس الأعلى "للثورة الإسلامية في العراق".

وأضافت: "قام بتنظيم لقاءات لرئيس وزراء حكومة إقليم كردستان العراقي، نيجيرفان بارزاني، مع مسؤولين إماراتيين رفيعي المستوى"، لكن مصدرا عراقيا قال للصحيفة إن نادر أخفق في الفوز بزعيم حكومة إقليم كردستان.

ونقلت عن مصدر عراقي قوله إن نادر رتب لقاءات بين البارزاني وابن زايد ورئيس وزراء لبنان سعد الحريري لكنه نصح مسؤولين في كردستان العراق بالقلق من نادر.

ولفت المصدر إلى أن نادر كان بارعا في الادعاء بالقدرة على الوصول إلى أشخاص من طراز فريد وغامضين وبهذه الطريقة تمكن من الإمساك بقيد كل الشخصيات.

وبشأن الصلة مع المالكي أوضحت الصحيفة كيفية وصول نادر إلى دائرة رئيس الوزراء العراقي آنذاك وقالت إنه عمل مع نجل المالكي الأصغر في مشروعات توليد كهرباء وعلى ما يبدو فإن هذه العلاقة جلبته إلى محيط الأب وما حدث لاحقا من اشتراكه في ترتيب صفقة السلاح الروسية.

بحلول عام 2012، كان نادر قد أقام علاقات وثيقة مع رئيس الوزراء العراقي ونائب المالكي ونائب رئيس الأركان، أحمد المالكي، حسبما ذكرت مصادر عراقية. وقال المسؤول العراقي السابق إن نادر عمل مع المالكي الأصغر في مشروعات لتوليد الكهرباء. ويبدو أن العلاقة التي أقامها نادر مع نجل المالكي جلبت نادر إلى الدائرة الداخلية للأب عندما تم التفاوض على صفقة الأسلحة الروسية الضخمة.

وكشف وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي أنه وبعد قضائه 24 يوما في موسكو للتفاوض بشأن الأسلحة وصلته رسالة من وزير الطاقة الروسي السابق يوري شافرانيك لتحذيره من وجود أشخاص يدعون تمثيلهم للمالكي للتفاوض على الصفقة وأنها يجب أن تمر من خلالهم.

وأشارت إلى أن الوزير الروسي زار بغداد في 2012 لفهم ملابسات وجود نادر وانتهى الأمر بعرض شافرانيك على المالكي خط اتصال مباشر مع بوتين لتجنب أي إرباك أو تسريبات.

وأضافت الصحيفة: "الوزير الروسي قال للمالكي بصراحة إن بوتين يقترح علاقات مباشرة بينه وبينك وقطع كل أمور غير صحية وهو ما قابله المالكي بالترحيب".

لكن الدليمي عبر عن دهشته لدى مرافقته المالكي إلى موسكو لتوقيع الصفقة بعد مشاهدة نادر يدخل الفندق ويأخذ المصعد إلى جناح رئيس الوزراء العراقي.

وقال الوزير العراقي إنه أدرك بعد دخول نادر للفندق وتوجهه صوب جناح المالكي أن القضية يشوبها الفساد وأن من ذهبوا لتمثيل الأخير لم يكونوا سوى المقربين من دائرته.

وأشارت إلى أنه اكتشف حقائق جديدة هناك بأن الأشخاص الذين تواجدوا في موسكو للتفاهم بشأن الصفقة كانوا مرتبطين بالمالكي وابنه وبعد ذلك عرفت مدى العلاقات بين نادر ونجل المالكي لافتا إلى أن الممثلين للمالكي كانوا ثلاثة أشخاص أحدهم كان نادر.

يذكر أن صفقة الأسلحة العراقية التي شابها الفساد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 ألغيت بعد شهر واحد من توقيعها وقال وزير الدفاع العراقي بالوكالة في حينه إن "هناك فسادا محتملا في العقد".

وأشارت إلى أن تحقيقات مولر ستقود إلى معرفة معمقة لأنشطة نادر الغامضة والدور الذي لعبه في التأثير على سياسات إدارة ترامب تجاه الشرق الأوسط.

التعليقات (0)