صحافة دولية

واشنطن بوست: لماذا يصمت ترامب على جرائم الأسد الكيماوية؟

واشنطن بوست: يمنح ترامب بصمته الأسد وروسيا رخصة لمواصلة القتل في سوريا- جيتي
واشنطن بوست: يمنح ترامب بصمته الأسد وروسيا رخصة لمواصلة القتل في سوريا- جيتي

اتهمت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه يمنح بصمته وعدم تحركه نظام بشار الأسد وروسيا رخصة لمواصلة قتل الأطفال في سوريا

 

وتبدأ الصحيفة افتتاحيتها بالحديث عن الغوطة الشرقية، مذكّرة بقرار مجلس الأمن الدولي قبل أسبوعين تقريبا، الذي دعا إلى هدنة 30 يوما، في وقت استمرت فيه روسيا والقوات الموالية لها واحدة من مراحل الحرب الأهلية السورية الأكثر دموية ووحشية.

 

وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن الطرفين يحاولان هزيمة المعارضة المسلحة في الغوطة، التي لا تبعد عن دمشق، والتي يعيش فيها حوالي 400 ألف مواطن، وتتعرض للحصار منذ عام 2013، لافتة إلى أنه يقتل في الغوطة أعداد من الأشخاص كل يوم، بحسب أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أحصى مقتل 93 شخصا يوم الأربعاء وحده.

 

وتلفت الصحيفة إلى أن هناك عدة تقارير عن هجمات على المستشفيات والمدارس، واستخدام غاز الكلور، التي تعد كلها جرائم حرب. 

 

وتعلق الصحيفة قائلة إن "ما يحدث، وهنا المأساة، ليس جديدا، بخلاف الكثافة في عملية القصف، ومرة تلو الأخرى وافقت حكومة بشار الأسد وروسيا على وقف إطلاق النار، أو (توقف إنساني) أو (مناطق خفض التوتر)، ليعود الروس والأسد للقتال والقصف". 

 

وتقول الافتتاحية إن "وقاحة الأسد والروس جاءت بسبب عدم استعداد أي قوة لفرض قرارات الأمم المتحدة أو ميثاق حظر استخدام السلاح الكيماوي، أو معاقبة النظام والروس على ما يرتكبونه من أفعال".

 

وتنوه الافتتاحية إلى أن "هناك سببا يجعلنا نأمل بأن الحصانة من العقاب لن تستمر طويلا، فمنذ عام 2011 تقوم مفوضية في الأمم المتحدة بتوثيق ممل وجمع أدلة حول جرائم الحرب في سوريا؛ بغرض تقديمها لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وبالتالي للمحاكم الدولية والوطنية".

 

وتكشف الصحيفة عن أن "تقرير المفوضية الأخير، الذي يغطي الفترة ما بين تموز/ يوليو وحتى كانون الثاني/ يناير، يقدم تفاصيل مرعبة حول عملية النهب والقصف التي يقوم بها الروس والسوريون للغوطة الشرقية". 

 

وتورد الافتتاحية نقلا عن التقرير، قوله إن حصار الغوطة "اتسم بانتشار جرائم الحرب، واستخدام الأسلحة الممنوعة، والهجمات على المدنيين والأهداف الواجب حمايتها، والتجويع الذي قاد إلى حالات حادة من سوء التغذية، والحرمان المستمر للإجلاء من أجل العلاج". 

 

وتفيد الصحيفة بأنه "تم قصف المستشفيات والمدارس بشكل منتظم، ففي 8 تشرين الثاني/ نوفمبر قصفت ثلاث مدارس من الجو، وتم قتل وجرح المئات من عمال الإغاثة الطبية بسبب الغارات الجوية، وبدأت النساء الحوامل بوضع المواليد في البيوت بدلا من المستشفيات، التي أصبحت خطيرة".

 

وتذكر الافتتاحية أن "الأمم المتحدة وثقت ثلاث حالات جرى فيها استخدام غاز الكلور، منها واحد ضد المقاتلين المعارضين في تموز/ يوليو، وآخر  في تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث تم فيه استخدام مبيد مركب من الفسفور". 

 

وتعلق الصحيفة قائلة إن "هذه جرائم تعد مقصودة، فماذا فعل دونالد ترامب؟ قام العام الماضي بهجوم واحد ردا على هجوم كيماوي بغاز السارين في خان شيخون، لكنه لم يرد على أي من هجمات الكلور، ولهذا يستمر حدوثها".

 

وبحسب الافتتاحية، فإن القوات الروسية استهدفت المدنيين، حيث وثقت الأمم المتحدة حادثا، قالت إنه "يصل إلى حد اعتباره جريمة حرب"، ففي 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، قامت طائرة روسية بالتحليق وشن سلسلة من الغارات على السوق الرئيسية والبيوت المحيطة بها في بلدة الأتارب في حلب. 

 

وتنقل الصحيفة عن التقرير، قوله إن حوالي 84 شخصا قتلوا، بينهم 6 نساء و5 أطفال، وأضاف أن الطائرات ألقت قنابل غير موجهة وحرارية، و"هي تعلم أن استخدامها  سيترك أثره على المواطنين، وكان هذا هو الهدف على ما يبدو". 

 

وتبين الافتتاحية أنه مع استمرار هجوم الغوطة الشرقية، فإن وزارة الخارجية الأمريكية عبرت عن رفضها لهذا الهجوم، وشجبت المتحدثة باسمها هيذر نوريت روسيا، مستدركة بأن "المشكلة هي أن موسكو تعرف موقف ترامب من سوريا، فعندما سئل عن الغوطة الشرقية في 23 شباط/ فبراير، فإن رده كان بأن اهتمام بلاده منصب على قتال تنظيم الدولة والعودة للبلاد". 

 

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالقول إنه "بالنسبة لنظام الأسد وروسيا، فإن هذه دعوة مفتوحة لاستمرار ضرب الأطفال بالغاز، وقصف المستشفيات، وارتكاب جرائم حرب".

التعليقات (0)