حول العالم

ممارسات غريبة يتعرض لها موظفو "وادي السيليكون"

الصحيفة الإسبانية قالت إن هذه الممارسات القاسية أصبحت مألوفة- جيتي
الصحيفة الإسبانية قالت إن هذه الممارسات القاسية أصبحت مألوفة- جيتي

نشرت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الشركات التي تستقر في وادي السيليكون، والتي تعتمد ممارسات غريبة لزيادة مردود عمالها.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إن تبني بعض الممارسات المرهقة وتسليطها على الموظفين قد يكون مفيدا جدا للتعامل مع الضغط اليومي. وتعتمد الشركات الناشئة في السيليكون فالي هذا المبدأ، حيث أصبحت هذه الممارسات القاسية مألوفة.


وبينت الصحيفة أن غرف الألعاب وآلات الوجبات الخفيفة المجانية وطاولات البلياردو، كانت في العقد الماضي من بين المرافق الأساسية والمزايا التي جعلت الشركات التكنولوجية الكبرى الواقعة في وادي السليكون مثالا يحتذى به في مجال العمل.


وتعتبر "فيسبوك" من أفضل الشركات التي يمكن العمل فيها، وذلك وفقا لتصنيف منصة البحث عن الوظائف "غلاسدور". كما تعد شركة غوغل أيضا في قمة هذا الترتيب، إلا أن المظاهر خداعة.


وأوردت "الإسبانيول" أن العمل مع إحدى هذه الشركات العملاقة اليوم قد يتسبب في إصابة الإنسان بقدر عال من الإجهاد. ففي الواقع، يكون إعداد العمال للانضمام لهذه الشركات، الواقعة في خليج سان فرانسيسكو، عبر المرور ببعض الممارسات المتهورة، لدرجة تعريض صحتهم إلى الخطر.


وأضافت الصحيفة أن إحدى الشركات في السيليكون فالي تفرض على عمالها الاستحمام وسط مكعبات الثلج والماء البارد. وفي هذا السياق، أكد الهولندي ويم هوف، المدافع الرئيسي عن هذه الممارسة الفريدة من نوعها، والمعروف باسم "رجل الجليد"، أن أسلوبه الخاص لمكافحة الإجهاد يقوم على ثلاث ركائز أساسية.. أولا، تجربة حمام بارد (تحت شعار البرد صديقك ويساهم في تعزيز جهاز المناعة)، إلى جانب التنفس العميق، فضلا عن، ضرورة الالتزام بهذه الممارسة. وإجمالا، تساعد هذه الأسس الثلاثة على التقليل من مستويات الإجهاد وتزيد من القدرة على التركيز وتعزيز الأداء.


وبحسب التقرير فإن خطاب ويم هوف وغيره من المدافعين على عادة الحمام البارد، مثل الرياضي جويل رونيون، الذي شرح بدوره المزايا المفترضة للحمام الجليدي، يستند إلى فكرة أن جسم الإنسان قادر على مواجهة حالات البرد القارس. كما يجادل هوف بأنه من دون هذه المحفزات القاسية سيفقد الكائن الحي عاداته الطبيعية.


وأوردت الصحيفة أن هناك العديد من الخطوات المختلفة التي تساعد المبتدئين على القيام بحمام بارد مفيد، فضلا عن تحليل التطور المفترض في العمل بفضل هذه العملية. في المقابل، تشكل هذه الممارسات خطرا كبيرا على هؤلاء الموظفين، فقد حذرت السلطات الصحية بالفعل من خطر هذا النوع من العلاجات على الجسم، بالإضافة إلى احتمال أن يسبب ذلك آلاما على مستوى العظام.


وأشارت إلى إحدى الممارسات الأخرى التي يتم تنفيذها لتهيئة الجسم إلى مواجهة الحالات شديدة خطورة ومحاولة تحسين أداء الموظفين، التي تتمثل أساسا في الصيام. وفي هذا السياق، اعترف مدير قسم تحليلات "فيسبوك"، دان زيغموند، بأنه أحد متبني هذه العادة القاسية التي تعرف بما يسمى "بحمية 9 ساعات". 


وقد اعترف زيغموند، بأن "الموظفين بإمكانهم تناول الكميات التي يريدونها من الطعام الذي يرغبون فيه خلال تسع ساعات، في حين يواظبون على الصيام لمدة 15 ساعة المتبقية. لقد أعجبني ذلك، وشعرت بتحسن على الفور كما تمكنت من إنقاص وزني".


والجدير بالذكر أن جعل الجسم يواجه حالات شديدة الخطورة حتى يكون قادرا على التعامل مع حالات الإجهاد بسهولة، يمثل جزءا من سيكولوجية الأداء، الذي يعد بدوره فرعا من علم يتم تنفيذه بشكل خاص من قبل نخبة الرياضيين، ليمتد اليوم نحو عالم التكنولوجيا والعمل.


وأحالت الصحيفة إلى أن مركب الأداء تحت الضغط النمساوي، "برفورمنغ أندر بروشور" قد استقبل بعض المديرين التنفيذيين من وادي السيليكون. وقد جعلت بعض أنشطة هذا المركب، الذي بعثته شركة المشروبات ريد بول النمساوية لتدريب الرياضيين، من الاستحمام بالماء البارد لعبة للأطفال، حيث إن المشاركين مطالبون هناك بحل الألغاز تحت المياه وعبور قناة ملآنة بالثعابين، كما أنهم عرضة لأن يكونوا وجها لوجه مع دب ضخم.


ونقلت "الإسبانيول" على لسان مدير الشركة، آندي والشي، أن الأشخاص الذين يرغبون في التطور بشكل جيد في بيئة حيث يكون الضغط القاعدة الأساسية، يجب عليهم أولا إحداث تغيير في الطريقة التي تستجيب بها أجسادهم وأدمغتهم لحالات التوتر القصوى. وبالتالي، ستكون مواجهة هذه التحديات الطريقة المثلى لتحويل التوتر الذي يهيمن على عمال وادي السيليكون إلى أمر معتاد ويمكن السيطرة عليه.


وفي الختام، أوردت الصحيفة أنه في الوقت الحالي، باتت مخاطر هذه الممارسات الحديثة في مقرات الشركات الناشئة في السيليكون فالي أكثر من واضحة، في حين لا يوجد أي دليل علمي يحيل إلى أن هذه الممارسات يمكن أن تساعد بصفة مباشرة في الحد من التوتر. خلافا لذلك، أكد بعض أخصائي علم النفس أن تحمل الضغط يمكن أن يكون أداة فعالة لمجابهة الصعاب في مجالات الحياة الأخرى.

التعليقات (0)