مقالات مختارة

الكذب سمة أنظمة سورية وروسيا وإيران

رندة تقي الدين
1300x600
1300x600

الحرب السورية الوحشية التي شنّها بشار الأسد على شعبه منذ سبع سنوات، تحت عنوان مكافحة الإرهاب، أثبتت أن ثقافة الكذب تجمع بين الحلفاء الثلاثة؛ روسيا، مع استهداف المستشفيات وعدم إتاحة إدخال مواكب المساعدات الإنسانية، تؤكد ما يظهر للجميع، وهو عدم التزام روسيا تنفيذ قرار مجلس الأمن الذي وافقت عليه بالنسبة إلى وقف القتال في الغوطة وإدخال المساعدات.

فروسيا، وتحت ضغط دولي هائل، وافقت على القرار ولكنها لم تلتزم به وهي تساعد النظام على الاستمرار في القصف. وعندما يعاتب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان نظيره الروسي سيرغي لافروف على عدم وقف القصف والقتال في الغوطة يجيب لافروف أن «القصف يستهدف الإرهابيين في الغوطة وليس المدنيين». والنظام السوري ومخابراته تدربا على يد الاتحاد السوفياتي الذي ورثته روسيا بقيادة أشخاص مثل بوتين تعلموا وكبروا ضمن ديكتاتورية النظام السابق. فبوتين التزم مرة مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لتدمير النظام السوري سلاحه الكيماوي. وها هو النظام يقصف الأطفال بالغازات والكلور القاتل.

وتقدم روسيا مسار أستانا بحجة تخفيض التصعيد في سورية ونرى العكس عبر المزيد من التصعيد. كما أن بوتين أعلن أكثر من مرة أن القوات الروسية ستنسحب من سورية وهي لم تفعل ذلك بل كثفت وجودها إضافة إلى أنها تستخدم مرتزقة شاركوا في حرب الشيشان وأفغانستان للقتال في سورية بدل قوات الجيش الروسي. ووفق الصحافية الروسية إيلينا فولوشين في صحيفة «ليبراسيون» فإن روسيا تستخدم شركة «فاغنر» العسكرية الخاصة لحماية المواقع النفطية السورية حيث لدى الشركتين الروسيتين «غازبروم» و «لوكاويل» مصانع فيما تزود وزارة الدفاع الروسية شركة «فاغنر» بالأسلحة والذخائر والتجهيزات.

وتعترف موسكو في بيان للخارجية الروسية في 7 شباط (فبراير) أن عشرات المواطنين الروس قتلوا في دير الزور نتيجة قصف أميركي ويدّعي البيان أن هؤلاء ذهبوا إلى سورية بإرادتهم ولأهداف مختلفة. وروسيا لا تعتمد الكذب فقط في سورية بل أيضاً دولياً. ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قالت إن الغالب على الظن أن روسيا بوتين وراء محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق الذي عمل لبريطانيا وابنته بالغاز السام. والنفي الروسي المتوقع جاء على لسان لافروف، ثعلب روسيا. فلا يمكن أن يثق أي كان بما تقوله القيادة الروسية. وقد سبق للافروف أن قال للودريان إن إيران هي عامل استقرار في المنطقة كأن الوزير الفرنسي يجهل كل ما تقوم به ايران في سورية واليمن ولبنان والعراق.

والنظام الإيراني لا يقل عن حلفائه الأسد وبوتين في الكذب خصوصاً عندما ينفي أي تزويد للحوثيين وحزب الله بالصواريخ الباليستية. إن تدخّل إيران على الأرض في سورية بخبرائها العسكريين ومقاتلي حزب الله لحماية الأسد وبناءها ترسانة صواريخ وأسلحة بين لبنان وسورية يساهمان في زعزعة استقرار كل منطقة الشرق الأوسط بما فيها الدول الخليجية بأسرها. من يقول إن الحوار مع روسيا وإيران مفيد يخطئ التقدير لأنه لا يسفر إلا عن عدم التزامات والمشاركة في جرائم الأسد على شعبه والبقاء على أرض عربية استولوا عليها بتقدمة من ديكتاتور سوري خرب بلده ليبقى رئيساً على أجزاء محطمة منه. والأسرة الدولية تترك الشعب السوري يقتل والقصف الروسي السوري مستمر والكل يعلم أن بوتين وفريقه والقيادة الإيرانية يمارسون الكذب ويشاركون الأسد في جرائمه من دون أن يتحرك أحد لإيقافها ومعاقبة المجرمين.

الحياة اللندنية

1
التعليقات (1)
ابو العبد الحلبي
الخميس، 15-03-2018 10:32 ص
ما يسمى النظام السوري هو في حقيقة الأمر عصابة من الأقلية النصيرية التي تسلطت على سوريا منذ عام 1963 و حتى اليوم بترتيب من الدولة المسيطرة على النظام الدولي . لا يوجد في دين هؤلاء ما يردعهم عن الكذب و اقتراف أية جريمة مهما كانت درجة وحشيتها ، فمثلاً حين سئل طيار نصيري عن شعوره عند إلقاء براميل متفجرة على المدنيين لتقتل الأطفال و النساء من المسلمين و تهدم بيوتهم، أجاب بأنه يشعر بمنتهى السعادة. ما يسمى بالنظام الإيراني هو عبارة عن حكام من الأقلية الفارسية التي لا تتعدى نسبتها 25% من شعوب إيران . هؤلاء الحكام الفرس لديهم دين يختلف عن دين الإسلام و يتظاهرون بالتشيع من أجل استغلال الجهلة من الناس لإعادة بناء الإمبراطورية الفارسية. ما دامت الغاية عندهم تبرر الوسيلة ، فلذلك اتخذوا الكذب سلاحاً أساسياً لهم و برروا بذلك إتباعهم لما يسمى "التقية" لخداع أدواتهم. النظام الروسي هو عصابة مافيا مخابراتية يمثلها بوتين الذي يتخذ من ستالين نموذجاً يقتدي به. حكم ستالين الاتحاد السوفيتي 30 عاماً و قتل من السكان 60 مليون شخص بالإضافة لعمليات التهجير القسري و التغيير الديمغرافي. بوتين مثل ستالين من حيث الإلحاد ، و يكذب كما يتنفس و لا يوجد عنده مكان لضمير أو أخلاق أو مبدأ . النصيريون و الفرس المجوس و الروس حشد حثالات اجتمعت على سوريا لكي تذبحها بتأييد و تواطؤ و كذب من خنازير العالم . لكن ما دام رب العالمين موجود بل واجب الوجود ، فلا بد لليل أن ينجلي و لا بد للقيد أن ينكسر ... يرونه بعيداً و نراه قريباً بإذن الله.

خبر عاجل