ملفات وتقارير

رامي جان يثير جدلا بعودته لمصر.. هذه تفاصيل ما جرى معه

اعترف "جان" أنه قام بتسجيل مكالمات مع معارضين بتركيا- أرشيفية
اعترف "جان" أنه قام بتسجيل مكالمات مع معارضين بتركيا- أرشيفية

حالة من الجدل صاحبت عودة الناشط السياسي، رامي جان، الذي كان معارضا لسلطة الانقلاب، وكان يقدم برنامجا تلفزيونيا على شاشة قناة الشرق التي تبث من تركيا، إلى بلده مصر، واتهامته بالانقلاب على مواقف سياسية مناهضة لنظام عبدالفتاح السيسي سبق أن أعلنها.

وكتب "جان"، ظهر الثلاثاء، تغريدة على حسابه في موقع "تويتر"، قال فيها: "نشكركم على حسن تعاونكم، وإلى جولات أخرى قريبا.. خالتي بتسلم عليك"، الأمر الذي فهم بين صفوف المعارضة المصرية في الخارج على أنها إشارة إلى أنه متعاون مع المخابرات المصرية لاختراق صفوف مناهضي الانقلاب في الخارج.

 

وأثار الأمر جدلا واستفسارا لدى البعض، خاصة الذين لم يكونوا على علم بعودته لمصر قبل ذلك بأيام.

 

 


وعاد "جان" إلى القاهرة، مساء الثلاثاء قبل الماضي، بعد احتجازه لمدة خمسة أيام في أحد أقسام الشرطة في مدينة إسطنبول التركية، على خلفية خلافات بينه وبين صاحب السكن الذي كان يقطن فيه في منطقة أفجلار في إسطنبول.

وفي مساء الثلاثاء، ظهر "جان" مع الإعلامي وائل الإبراشي على شاشة قناة دريم الداعمة للنظام، مُطلقا مجموعة من التصريحات والاتهامات.

وزعم أن هناك انتهاكات كانت تحدث بحقه من جماعة الإخوان في تركيا، حيث كان "يتم التنصت عليه داخل مسكنه لمدة عامين"، وفق قوله.

 

وقال إنه بدأ يشعر بذلك منذ نحو أربعة أشهر، مؤكدا أنه كان "يتم التجسس عليّ؛ من أجل محاولة السيطرة عليّ، والتحكم في مواقفي"، على حد قوله.

وذكر أنه أخبر الجميع بتلك الانتهاكات، لكنهم صمتوا ولم يردوا، لافتا إلى أنه صُدم من رد فعلهم، مستدركا بالقول: "كانت لديهم شكوك بأنني قد أكون ضابط مخابرات أو رجل أمن، وقد تحملت ما لا يتحمله أحد".

وكشف "جان" عن أنه تواصل مع الإعلامي وائل الإبراشي الذي وصفه بأنه أستاذه، الذي قال إنه كان يطلعه على جميع خطواته خلال الأيام الأخيرة له في تركيا.

وقال إنه ظل محبوسا في قسم الشرطة لمدة 6 أيام، خمسة منهم كان مُضربا على الطعام، وإنه استطاع الحصول على هاتف محمول، ثم تواصل مع "الإبراشي" لمساعدته، وكي يكون بجواره أي شخص أو مسؤول من السفارة المصرية في تركيا.

وقدم جان "اعتذرا لشعب مصر" ولمن وصفهم بأنهم قيادات البلد، قائلا: "أخطأت، لأنني كنت أعتقد أنني أحارب مع الجانب المظلوم، وأردت التجربة بنفسي، والتأكد من مدى مظلومية الإخوان، لكن بعد رحلة طويلة منذ عام 2012 وحتى 2018، وبعد التعامل المباشر معهم، أدركت أن هؤلاء لا يكنون إلا الحقد لمصر". 


واعترف "جان" أنه قام بتسجيل مكالمات (مع معارضين بتركيا)، وجمع عددا كبيرا مما زعم أنها مستندات تثبت صحة ما يقول، إلا أن الإعلامي وائل الإبراشي رفض هذا الأمر، قائلا: "لست من محترفي نشر المكالمات الخاصة".

من جهته، كشف مصدر مقرب من "جان" (رفض الإفصاح عن هويته)، أن "رامي لم يكن عميلا أو جاسوسا للأجهزة الأمنية المصرية منذ البداية، كما يحاول الادعاء، إلا أنه تم تجنيده خلال الأسابيع الأخيرة فقط، عبر أساليب غير معروفة أو واضحة حتى الآن"، وفق قوله.

ووصف في تصريح لـ"عربي21" رافضا الكشف عنه هويته أن "جان" يعد "شخصية منتفعة تبحث عن الشو الإعلامي والمال، فلم يكن له أي قيمة أو ذكر، ولم يكن أحد يعرفه قبل زعمه مناهضته لانقلاب السيسي، مسوقا نفسه بأنه قبطي رافض للانقلاب، وبدأ في الظهور في القنوات المعارضة مقابل الحصول على أكبر قدر من الأموال".

وأشار إلى أن الأمر ذاته سيحاول "جان" ممارسته مع "إعلام السيسي لمحاولة العمل معهم، والتكسب من ورائهم بأي طريقة"، مضيفا:" كل ما يشغل رامي جان هو حب الشو والظهور الإعلامي، والحصول على الأموال، بغض النظر عن أي مواقف".

وأشار المصدر إلى أن أسرة "جان" لم تكن تعلم بوصوله إلى القاهرة حتى يوم الأحد الماضي، ويبدو أنه كان محتجزا لدى جهاز الأمن الوطني في هذه الفترة، لافتا إلى أن علاقات "جان" مع أسرته متوترة، خاصة أن هناك خلافات كثيرة بينهم.

ونوّه إلى أن "جان" عليه ديون لا تقل عن 40 ألف دولار لشخصيات مصرية معارضة داخل وخارج تركيا، لافتا إلى أنه قام بتصرفات وصفها بـ"غير سوية وغير أخلاقية وهو مخمور"، ومشيرا إلى أن القضية التي كان محبوسا على ذمتها أواخر عام 2014 في مصر كانت "تعاطي مخدرات"، على حد قوله.

 

ولا يمكن التأكد من صحة المعلومات من مصدر محايد.

وأوضح أنه خلال مشكلته الأخيرة مع صاحب السكن تدخّل مالك قناة الشرق، أيمن نور؛ لمحاولة حل المشكلة بالطرق الممكنة كافة، ووصل لحلول كثيرة فيها، منها سفره مؤقتا إلى لبنان على حساب القناة، ثم العودة لإسطنبول مرة أخرى، إلا أن رامي رفض بشكل غريب كل الحلول المتاحة، وأصّر على العودة لمصر".

واستدرك بقوله: "يبدو أن رامي لجأ إلى ما أقدم عليه؛ نظرا لأن الخناق بدأ يضيق عليه من نواح متعددة، منها مشاكله في السكن، ومعرفة البعض بتعاطيه مواد مخدرة خلال الفترة الأخيرة، وتراكم الديوان عليه لفترات طويلة، الأمر الذي دفع الكثيرين لمطالبته برد المبالغ التي حصل عليها"، وفق قوله.

وأشار مصدر في أحد الكيانات المصرية المعارضة في تركيا، إلى أن آخر ظهور سياسي لـ"جان" كان في حملة "يناير يجمعنا"، التي أُطلقت في كانون الثاني/ يناير 2017"، مضيفا: "منذ ذلك الحين لم يتم إشراكه في أي فعاليات سياسية بسبب تحفظات حول سلوكياته وتصرفاته، التي لم تكن مقبولة بالنسبة لنا".

وذكر المصدر أنه خلال الخلافات الداخلية لقناة الشرق ظل لآخر لحظة مساندا وداعما بشدة لمالك القناة، أيمن نور، بل إنه كان الوحيد الذي تحدث على الهواء مباشرة دعما لـ "نور"، مضيفا: "كان يحاول تملق نور بكافة السبل، وكان يناديه دائما بكلمة بابا".

بدورها، أشارت إدارة قناة الشرق إلى أن "الزميل رامي جان بدأ عمله في قناة "مكملين"، حيث قدم برنامجا استقصائيا أسبوعيا لدورة برامجية، ثم انضم لقناة الشرق لمدة دورتين برامجيتين، قدم خلالها برنامج "غُربة" المعنى بمشاكل وقضايا المصريين المغتربين والعرب بالغربة، وتم التعامل معه كصحفي وإعلامي بعيدا عن أي اعتبارات أخرى".

وقالت في بيان لها، الأربعاء، وصل "عربي21" نسخة منه: "مع اقتراب نهاية الدورة البرامجية الحالية، لم يبد الزميل رامي جان رغبته في تقديم دورة جديدة، لكنه لم يخطر إدارة القناة برغبته في ترك العمل، أو العودة لمصر، لكنه تلاحظ لدى إدارة القناة أن الزميل يمر بأزمات عدة شخصية ونفسية حادة، لأسباب تتصل بمشاجرة وقعت بينه وبين شخص تركي (مؤجر محل سكنه)".

وتابعت: "على إثر هذه المشاجرة، نشر الزميل العديد من التغريدات تشير وتتهم المؤجر باقتحام غرفته ووضع أجهزة تنصت، واتهم جماعة الإخوان -أو أفراد منها لم يحددهم- بالإيعاز لهذا الشخص بالتنصت عليه لصالحهم، ولما كان هذا الادعاء لا يتساند على أدلة مادية أو منطقية، اكتفت إدارة القناة بتوجيه النصح للزميل بعدم التعجل في توجيه مثل هذه الاتهامات بشكل رسمي؛ حرصا عليه، وحتى لا يُتهم بالبلاغ الكاذب من المؤجر التركي الذي لا نعرفه ولا صلة لنا به، كما أننا نصحناه بأن يحل مشكلته مع المؤجر بشكل ودي، أو يترك هذا السكن لغيره".

وأردفت: "قام الزميل خلافا لنصيحة الإدارة الشخصية له بتقديم بلاغ رسمي في الشرطة التركية ضد المؤجر، وتبين للشرطة أن الزميل يحمل إقامة سياحية منتهية الصلاحية منذ أيار/ مايو 2017، ومخالف لشروط الإقامة القانونية -وهو ما لم يحط به علم إدارة القناة من قبل- وبناء على ذلك احتُجز الزميل، وأُحيل لشرطة الأجانب، التي قررت ترحيله خارج تركيا".

وأضافت: "تدخلت إدارة الشرق، وأوكلت مكتب محاماة تركي شهير للدفاع عن الزميل، وإنهاء أوراق إقامته القانونية؛ لإلغاء قرار الترحيل، وبعد جهود واتصالات متعددة، تبين أن هناك سببا طبيا يمنع تجديد الإقامة وفقا لتحليل فيروسات الكبد، ورغم هذا حصلنا على موافقة الجهات على إلغاء الترحيل، إلا أن الزميل رامي أصر على السفر لمصر فورا".

ونوهت إدارة قناة الشرق إلى أنها علمت أن "جان" أجرى اتصالات مع الإعلامي وائل الإبراشي؛ لترتيب أمر عودته، وأنه لم يعد راغبا في أي حلول تم التوصل إليها مع الجهات الرسمي التركية، وقد تسلم بناء على رغبته كامل مستحقاته حتى بداية شهر آذار/ مارس 2018، وتم توصيله لمطار إسطنبول للعودة بصفة مسافر عادي إلى القاهرة بعد إلغاء إجراءات الترحيل الرسمية.

وأكملت: "هذه هي الحقيقة دون مغايرة لما هو ثابت ومعلوم للكافة، خاصة أن فترة عمل الزميل رامي لم تشهد أي خلافات له مع الإدارة، ولم نلحظ عليه سلوكا مهنيا أو شخصيا مرفوضا سوى بعض الخلافات التي وقعت بينه وبين مساعدين له وأحد المترجمين، والتي انتهت بإحالته للتحقيق، ووقفه عن العمل لمدة شهر، عاد بعدها لتقديم برنامجه واستكمال دورته البرامجية دون أدنى مشكلة".

وأكدت قناة الشرق أنها ليست مسؤولة عما يفعله الآخرون، أو يتخذونه من قرارات شخصية، بل هي مسؤولة فقط عما تفعله هي أو تقرره هي تجاه الآخرين، وما تقدمه من خلال شاشاتها"، لافتة إلى أنها "تعاملت مع "جان" بالمهنية المطلوبة، ولم تتوان في تقديم كل مساعدة له خلال أزمته الأخيرة، رغم عدم موافقتها على ذلك الإخراج الذي اختاره والصورة التي تصور أنها قد تفيده".

وشدّدت قناة الشرق على أنها "فتحت أبوابها أمام الجميع بلا استثناء خلال الأعوام الماضية، ولم تتأخر -في حدود إمكانياتها- في توفير فرص عمل لأي زميل إعلامي دون النظر لموقفه السياسي أو لونه أو دينه، طالما التزم بالقواعد المهنية والإدارية المنظمة للعمل".

وقالت: "لا تستبعد قناة الشرق أن تكون تعرضت لعدة اختراقات أمنية، بدت ملامحها خلال الشهور الأخيرة، وما زالت القناة في ظل إدارة جديدة -بتكليف من المالك- تعمل على إعادة الهيكلة، وتنقية الصف من أي شائبة تستهدف تعطيل عمل ودور القناة، وتحقق للنظام ما يتمناه من تشويه وإهدار لمصداقية الشرق بعد تزايد مشاهداتها مصريا وعربيا بصورة أزعجت النظام وحملته لشن حملات ضارية على الشرق ورموزها".

وأكدت الشرق أنه لا صحة مطلقا لما ورد على لسان الزميل رامي جان في حواره مع الإعلامي وائل الإبراشي، مشيرة إلى أنها "تتفهم بواعثه، لكنها لا تتفهم الترويج لأباطيل وأوهام لا تتساند إلى منطق أو حقائق، لتبرير ما لا نحتاج تبريرا له".

وأوضحت قناة الشرق أنها "شركة مساهمة فيها أكثر من 300 مساهم مصري، هم الممول الأول لانطلاق الشرق، واستمرارها، ولا يتناقض هذا مع ملكية شركة إنسان التركية لنسبة 96.5% من أسهم الشرق، وهي شركة مملوكة للدكتور أيمن نور، ولها الحق الحصري للإعلان على شاشة الشرق".

وتابعت: "أي ترهات تتحدث عن تمويل وأرقام وخلافه هي محض أوهام، لا دليل عليها، وما ذكره الزميل رامي جان في شأن خلافات أو نزاعات على الملكية أو الإدارة لا أساس له غير أوهام البعض، ورغبتهم في ترويج إشاعات؛ لزعزعة الثقة في هذه المؤسسة؛ للنيل منها، وتقديم مادة لإعلام المخابرات للطعن في الشرق ورموزها، وهو ما نرفض أن يتورط فيه البعض بقصد أو بغير قصد، بعمد أو بجهل، وأبوابنا مفتوحة ذهابا وإيابا إلا لمن يتعمد الضرر بالشرق".

وكان "جان" زعم أن "قناة الشرق تحصل على تمويل شهري من دولة قطر يصل إلى 300 ألف دولار، بينما تمويل قناة مكملين يبلغ نحو 250 ألف يورو".

0
التعليقات (0)

خبر عاجل