صحافة دولية

لماذا تفكر السويد في إعادة بناء جيشها وقوتها الدفاعية؟

السويد شكلت لجنة لتعزيز مفهوم الدفاع الكلي في البلاد- تويتر
السويد شكلت لجنة لتعزيز مفهوم الدفاع الكلي في البلاد- تويتر

"إذا كنت عضوًا في منظمة حلف شمال الأطلسي وتعرضت لهجوم، فسيأتي الأعضاء الآخرون لمساعدتكم، أما بالنسبة للسويد فلا ينطبق عليها ذلك لأنها ليست عضوا في الحلف، ولذا فإن لديها خطط لتعبئة البلاد بأكملها، وإعادة بناء منظومتها الدفاعية خشية تعرضها لهجوم من روسيا".


بهذه المقدمة افتتح الكاتب "آرون مهيتا" مقاله في صحيفة "مليتري تايمز" العسكرية، قائلا "إن شكل البلد الطويل الضيق (السويد) يجعلها عرضة للهجوم الجوي من جهات متعددة، مشيرا إلى أن السويد وفنلندا المجاورة، هما في وضع فريد من نوعه كدولتين متواجدتين من خارج الناتو على بحر البلطيق، حيث يفصل السويد ما يقرب من 220 ميلاً بحريا فقط عن ميناء كالينينغراد الروسي ذي التسلح الشديد". 


ولفت الكاتب في مقاله الذي ترجمته "عربي21" إلى أن السويد بدأت تتطلع لتغيير الوضع القائم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي الذي أعقبه ظهور عهد جديد للسلام وترك خطط التسلح حينها، وذلك على ضوء تهديدات أمنية محتملة.

ولفت الكاتب إلى أن السويد شكلت لجنة تاريخية في أوائل عام 2017 لإنعاش مفهوم "الدفاع الكلي" السويدي، والذي من شأنه أن يجعل البلاد جاهزة لرد أي غزو من خصم أجنبي غير محدد، وقد يكون مصدره روسيا "القريبة".

 

وكان رئيس لجنة الدفاع السويدية بيورن فون شرح في مقابلة حصرية مع موقع "ديفينس نيوز" رؤيته لإعادة إحياء البنية التحتية للدفاع في السويد.


وقال إن الرؤية الدفاعية تشمل جميع الأنشطة في المجتمع والتعبئة الكاملة للبلاد والتخطيط لكيفية وضع كل القوى في المجتمع في حال جرى هجوم عسكري".


ويقدر تقرير نشرته "مليتري تايمز" أنه بين عامي 2021 و 2025، ستحتاج السويد إلى استثمار 4.2 مليار كرونة (510.5 مليون دولار أمريكي) سنوياً على إجمالي خططها الدفاعية. فيما سيتم انفاق أموال إضافية لإعادة تشكيل القوات المسلحة.

ومن الجدير ذكره أن روسيا والسويد خاضتا العديد من الحروب على مدار التاريخ. وفقدت السويد جرّاء ذلك جزءًا من شمال حدودها التي تعرف الآن بـ"فنلندا"، وعلى الرغم من أن آخر حروب السويد كانت في 1814 لكنه بعد أكثر من 200 عام لازال السويديون في خوف من الاحتكاك بالقوى الروسية، وما ينتج عن ذلك من حرب رُبما تخسر فيها الكثير.

 

اقرأ أيضا: موسكو تهدد بالرد على مناورات الناتو في البلطيق وبولندا

 
وتمتلك السويد جزيرة "غوتلاند" الاستراتيجية التي تتوسط "بحر البلطيق" والتي تتشارك والحدود الروسية أيضًا من خلاله، وهو ما يتسبب في وجود علاقات مضطربة بين الدولتين.


وتشعر روسيا بالخوف من التقارب الذي يحدث بين الغرب (حلف الناتو) والسويد قائلةً إنه يشكل خطرًا كبيرًا على أمنها القومي خصوصًا أنها ليست عضوة فيه، وفي المقابل تتخوف السويد من أن تكون هدفًا لأي تحركات عسكرية تستهدف روسيا، بالتحديد من الغرب.

التعليقات (0)