سياسة عربية

الأصوات الباطلة تنافس السيسي للمرة الثانية.. ما دلالة ذلك؟

مراقبون: نتيجة الأصوات الباطلة مقصودة في ذاتها لإظهار أنه لا يوجد مرشح مدني حقيقي في مصر- جيتي
مراقبون: نتيجة الأصوات الباطلة مقصودة في ذاتها لإظهار أنه لا يوجد مرشح مدني حقيقي في مصر- جيتي

للمرة الثانية منذ 2014، تنافس الأصوات الباطلة للناخبين المصريين، رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي، في انتخابات رئاسية وصفتها المعارضة بـ "المسرحية الهزلية".


وأظهرت الأرقام الأولية لنتيجة الانتخابات الرئاسية في مصر اكتساح السيسي وفوزه بولاية ثانية بنسبة وصلت إلى 92% من جملة الأصوات، بحصوله على 21.5 مليون صوت، وحصول منافسه موسى مصطفى موسى، والذي يعد من مؤيديه، على 721 ألف صوت، وتوقعات بتجاوز عدد الأصوات الباطلة مليوني صوت.


وفي انتخابات 2014، انحصرت المنافسة بين السيسي والمرشح المدني الوحيد حمدين صباحي، ورغم ذلك حل ثالثا بحصوله على 757 ألف و511 صوتا، بعد الأصوات الباطلة التي حصدت مليونا و40 ألفا و608 أصوات.


ويرى مراقبون ومحللون في تصريحات لـ"عربي21" أن نتيجة انتخابات 2014، التي تكررت في 2018، مقصودة في ذاتها لإظهار أنه لا يوجد مرشح مدني حقيقي في مصر يمكنه أن ينافس أي مرشح عسكري تؤيده المؤسسة العسكرية بكل قوتها وسلطاتها، وأن الأصوات الباطلة تشير إلى أن هناك فراغا لا يمكن أن يملأه أي منافس مدني.

 

اقرأ أيضا: نسبة مشاركة متدنية والنتائج الأولية تظهر اكتساح السيسي

الأصوات الباطلة


ظهور النتائج بهذا الشكل الهزلي يراها القيادي في حركة 6 إبريل، محمد نبيل، متعمدة، قائلا: "النظام يصدر لنا قاعدة عامة أنه لا أحد لديه الكفاءة في مصر غير المرشح العسكري، لدرجة أن الأصوات الباطلة تحصد المركز الثاني في الانتخابات".


وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أن "النظام لم يستطع الوصول إلى هذه النتيجة إلا في ظل غياب المنافسة الحقيقية بعد اعتقال الخصوم والمعارضين".


وأضاف: "ما يجعل نتائج تلك الانتخابات أسوأ من غيرها أنها شهدت مشاركة أقل من انتخابات 2014 بأكثر من 20 مليون ناخب بقليل، على الرغم من أن كل قنواتهم فشلت في تصوير طابور انتخابي واحد حقيقي، مع انتشار مقاطع مصورة لترهيب العمال والموظفين من عدم الذهاب للتصويت وتحمل تبعات قراراتهم".


تهميش المدنيين


وقال الناشط السياسي والحقوقي، عمرو عبدالهادي، إن "مشهد نتائج الانتخابات الحالي هو نفسه الذي ذكره الرئيس السابق محمد نجيب في مذكراته (كنت رئيسا لمصر) حينما قال: إذا خرج الجيش من ثكناته سيسكت كل القوى؛ وبالتالي فإن السيسي والجيش لن يسمحا بوجود منافس، ولا يرضيان باقتراب مدني من المنافسة، فدائما يريدان تهميش المدنيين والحط منهم، والتنكيل بهم معنويا".

 

اقرأ أيضا: انتخابات الرئاسة بمصر.. حضور لكبار السن وغياب للشباب (شاهد)


وأضاف لـ"عربي21" أنه "رغم التشابه الكبير بين انتخابات 2014 و2018 إلا أن فضيحة النظام كانت على الملأ إعلاميا وعالميا، وربما نجد الصحافة الأمريكية كانت – بسبب ترامب – أكثر إسهابا في تناول المشهد في مصر على جميع المستويات".

وأوضح الكاتب الصحفي، عبدالحميد قطب، أن تصدر الأصوات الباطلة في منافسة السيسي المقصود منه التسويق لها ديمقراطيا، وإخفاء حقيقة عدم نزول المواطنين للتصويت.

وقال لـ"عربي21": "من خلال تقارير المراقبين ثبت أن نسبة التصويت لم تتجاوز أكثر من 2% على أعلى تقدير، وهي نسبة لم تحدث في أي انتخابات سابقة؛ مما يدل على أن النظام وقع في حرج شديد أمام داعميه والمجتمع الدولي".

 

التعليقات (1)
مصري
الجمعة، 30-03-2018 12:09 م
علي أكثر تقدير الذين شاركوا في تلك المسخرة الإنتخابية هم ثلاثة ملايين ناخب و لايمكن في ظل ما حدث من مقاطعة لتلك المسخرة أن تتعدي هذا الرقم و لكن ليس من المستغرب أن يدعي هذا النظام الكاذب المزور المزيف أن جاسوس اسرائيل السيسي الأفاق قد حصل علي 101مليون صوت وهذا هو حكم العسكر الأوباش عملاء الموساد .