ملفات وتقارير

زعيمة حزب جزائري تشجب إدانة حكومتها قصف مواقع سعودية

لويزة حنون: السعودية هي من اعتدت على اليمن أولا
لويزة حنون: السعودية هي من اعتدت على اليمن أولا

شجبت زعيمة حزب سياسي بارز بالجزائر، موقف سلطات بلادها المندد بالقصف الصاروخي الذي تعرضت له مواقع بالمملكة السعودية، ليلة الإثنين الماضي.

 وقالت لويزة حنون، الأمين العام لحزب العمال، اليساري، بخطاب في أثناء تجمع شعبي، الجمعة، في محافظة عنابة، شرق الجزائر " إن السعودية تشن حرب إبادة ضد الشعب اليمني، ومن حق كل مكونات هذا الشعب أن يدافع عن بلاده".

وأفردت حنون، التي تعد أول امرأة عربية تترشح لانتخابات الرئاسة، في بلادها (ثلاث مرات) حيزا واسعا للقضية اليمنية في خطابها، وقالت: "نستغرب التطورات الحاصلة بالموقف الرسمي الجزائري الذي حاد هذه المرة عن التقاليد والأعراف، حيال القصف الذي تعرضت له مواقع بالمملكة، بينما المملكة السعودية هي من اعتدت على اليمن أولا".

وعبرت الجزائر، الإثنين الماضي، عن "استنكارها وإدانتها الشديدين"  للهجمات الصاروخية التي استهدفت، انطلاقا من الأراضي اليمنية، مناطق مأهولة في العاصمة الرياض ومدن أخرى في المملكة العربية السعودية مخلفة سقوط ضحايا من المدنيين"، حسب  ما أورده بيان لوزارة الشؤون الخارجية.

وأعربت الجزائر، بحسب البيان، عن "تضامنها ووقوفها إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة، ملكا وحكومة وشعبا، في مواجهة أي محاولة لاستهداف أمنها واستقرارها وتدعو إلى الوقف  الفوري لمثل هذه الأعمال العدائية، التي من شأنها تعميق الأزمة وزيادة التصعيد والتوتر في المنطقة".

 

اقرا أيضافي أكبر هجوم صاروخي.. 7 صواريخ باليستية تستهدف السعودية

حرب إبادة ضد البشرية

نقيض هذا التوجه الرسمي بالجزائر، تعتقد حنون، أن "السياسة الأمريكية وأذنابها العرب تعمل على مضاعفة الحروب بالوكالة، وأصبحت مكافحة الإرهاب وسيلة توظف لتدمير البلدان، كما يحصل للأشقاء في اليمن"، معتبرة أن "حرب الإرهاب الدولية مازالت تدور رحاها في سوريا والعراق ومالي، بينما حرب إبادة تقودها السعودية ضد الشعب اليمني لضمان خدمة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية".

ودعت حنون، السلطات الجزائرية إلى "مراجعة موقفها من الملف اليمني السعودي"، وقالت: "أذكركم أن مليوني طفل في اليمن محرومون من المدرسة و10 آلاف ضحية من المدنيين العزل ماتوا في هذه الحرب.. نندد بالقوة بهذه الجريمة ضد البشرية".

ولقي موقف مسؤولة حزب العمال بالجزائر، تأييدا من طرف سياسيين ونشطاء في الجزائر.

وقال منتصر بوروبي، القيادي بحزب الشباب الجزائري، المعتدل، الجمعة، إن "سياسة الرياض أصبحت أكثر عدوانية ضد ما يرمز للعرب، بالتوازي مع تقاربها المفضوح مع واشنطن، وهذا ما يدعونا للحذر من الانسياق وراء سياستها التي لا تخدم الجزائر، التي تتبنى سياسة تقوم على نصرة الشعوب المظلومة، والشعب اليمني واحد منها".

وتابع بوروبي بتصريح لـ"عربي21": "نحن بحزبنا، استغربنا أيضا الموقف الجزائري، من حادثة عبرت عن دفاع مظلومين عن أنفسهم، وليس عن عدوان كما ورد في بيان وزارة الخارجية، وأعتقد أن الجزائر يجب عليها أن تتبنى الموقف نفسه من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين".

وأوضح المتحدث أنه "عندما تعاني البلاد من هشاشة داخلية وضعف بالمؤسسات الدستورية كما يحدث عندنا، طبيعي أن يؤثر ذلك على السياسة الخارجية لهذا البلد".

في المقابل لا يرى جمال مسوس، عضو حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ثاني أحزاب السلطة بالجزائر، أن تنديد الجزائر بقصف مدن سعودية، موقف يسيء لها"، وأفاد بتصريح لـ"عربي21": "الجزائر سيدة بمواقفها، وتبنت موقفا إزاء عدوان حصل فعلا بغض النظر عمن كان خلفه ومن كان ضحيته".

وترى زعيمة حزب العمال بالجزائر أنه "يجب إنقاذ البلاد من التدهور كأولوية قصوى خاصة مع الوضع الإقليمي المترتب عن النظام الرأسمالي، الذي أفضى إلى  تدمير الأوطان بالتدخلات العسكرية والانقلابات".

وتعرف العلاقات الجزائرية السعودية، تطورا منذ شهور قليلة، ظهر من خلال زيارة مسؤولين سعوديين كبار للجزائر، في أعقاب توتر نتج عن مواقف جزائرية لم تساير السياسة السعودية، أهمها رفض الجزائر المشاركة بعاصفة الحزم باليمن، داعية إلى تغليب لغة الحوار، كما رفضت المشاركة بالقوة العربية المشتركة لمحاربة الإرهاب.

وسبق للوزير الأول الجزائري، أحمد أويحي، أن قدم اعتذارا للسعودية بعد رفع أنصار فريق كروي، شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، يافطة بملعب شرق البلاد، تتضمن صورة مركبة جمعت العاهل السعودي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكتب أسفلها "وجهان لعملة واحدة".

وردا على سؤال إن كانت الجزائر بموقف ضعف أمام السعودية، وترغب بتعويض مواقفها "السلبية"اتجاه السياسة السعودية، قال المحلل السياسي الجزائري بن اعمر مازوز، القيادي بحبهة القوى الاجتماعية: " هناك شيء من هذا القبيل، علاوة على هشاشة الوضع الإقليمي ووضع الجزائر الهش دوليا قياسا بعدد من الملفات كملف الهجرة السرية، دفع بالحكومة الجزائرية إلى تبني خيارات غير معهودة، عندما يتعلق الأمر بحروب بين الدول".

لكن مازوز يستدرك بالقول: "موقف الجزائر من قصف مدن سعودية انطلاقا من اليمن، يمكن قراءته أيضا على أنه موقف عام، كانت الجزائر ستتخذه بشأن أي عدوان بيني في حروب الدول".

التعليقات (0)