سياسة دولية

ما دلالات التقارب السعودي مع الكنيسة القبطية المصرية؟

زار بن سلمان الكنيسة المرقسية بالقاهرة 5 آذار/ مارس والتقى البابا تواضروس وكبار القساوسة- واس
زار بن سلمان الكنيسة المرقسية بالقاهرة 5 آذار/ مارس والتقى البابا تواضروس وكبار القساوسة- واس

بعد زيارة هي الثالثة لمسؤول سعودي رفيع إلى مقرات الكنيسة الأرثوذكسية المصرية خلال شهر ودعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبابا الأقباط تواضروس الثاني لزيارة الرياض، تثار التساؤلات حول دلالة التقارب السعودي مع الكنيسة القبطية المصرية، والهدف من الزيارات الثلاث.

وزار ابن سلمان الكنيسة المرقسية في القاهرة 5 آذار/ مارس، والتقى البابا تواضروس وكبار القساوسة، ودعاهم لزيارة بلاده، ليقوم  بعدها بأسبوعين وزير الدولة السعودي للشؤون الأفريقية، أحمد قطان، بزيارة الكنيسة ولقاء البابا، ليختم سفير السعودية بباريس، خالد العنقري، الخميس، سلسلة اللقاءات التي تحدث لأول مرة بزيارة مقر إيبارشية باريس وشمال فرنسا التابعة للكنيسة، متمنيا أن يزور بابا أقباط مصر المملكة.  

وفي نيسان/ أبريل 2016، زار البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في مقر إقامته بالقاهرة، في لقاء هو الأول من نوعه بين العاهل السعودي ورأس الكنيسة الأرثوذكسية.

وكانت الرياض سمحت بزيارة المسؤول عن ملفِّ السعودية بالكنيسة الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة، للسعودية ثلاث مرات من قبل بداية من عام 2012.

وإثر زيارة ابن سلمان للكنيسة، انطلقت دعوات مطالبة ببناء كنيسة قبطية في السعودية، وقال المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، القس بولس حليم، عبر مداخلة بفضائية "صدى البلد"، باليوم التالي لزيارة بن سلمان، إنه يتمنى أن يكون هناك كنيسة في السعودية في ظل التحول التاريخي والمستنير للملكة في عهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

 

اقرأ أيضا: ثالث مسؤول سعودي يزور مقرا كنسيا مصريا خلال شهر

"تصور الأمير الصغير"


ويعتقد الباحث السياسي المصري، عبدالله النجار، أن "ذلك التقارب له أكثر من سبب؛ فمن ناحية اصطف النظام السعودي مع الكنيسة المصرية خلف (3 يوليو)، والعداء للربيع العربي وثورة 25يناير".

النجار أكد لـ"عربي21"، أن "الأهم أن ذلك التقارب قد يدخل ضمن حملة تبييض وجه ولي عهد آل سعود (محمد بن سلمان) أمام الغرب، خاصة أن السعودية الرسمية معروفة بالعداء للمسيحيين"، مشيرا إلى أن هذا التقارب يأتي من باب الإعلان عن التغيير في التوجهات السعودية".

وأضاف أنه ومن ناحية أخرى "فإن تحسين العلاقة مع الكنيسة المصرية ربما، وحسب تصور الأمير الصغير؛ تصرف الأنظار عن حملة القمع المتزايدة في الداخل السعودي بحق الأمراء والعلماء والمفكرين وحبسهم بلا توجيه تهم"، موضحا أن "صرف النظر أو شغل النظر يكون بالتساهل في أمور كانت ممنوعة عندهم في السابق، مثل السماح للمرأة بقيادة السيارات، والحفلات الغنائية".

وحول احتمالات أن تسمح المملكة ببناء كنيسة قبطية على أراضيها أسوة بما أقدمت عليه الإمارات ببناء معابد للهندوس، قال النجار: "لا أعتقد في الفترة الحالية أن تسمح الرياض بذلك رسميا، رغم وجود كنائس في القواعد الأمريكية شرق المملكة"، مضيفا: "ولكن قد تتساهل مع المسيحيين في التجمع وإقامة صلواتهم بصورة غير رسمية".

أخذ دور مصر


من جانبه، يرى رئيس حزب الجيل، ناجي الشهابي، أن "زيارات المسؤولين السعوديين للكنيسة الأرثوذكسية المصرية تؤكد التغييرات العميقة التي تشهدها المملكة منذ صعود نجم الأمير محمد بن سلمان وتوليه ولاية العهد"، مؤكدا أنها "ترتبط بتوجهاته نحو العالم الغربي، وخاصة أمريكا".

الشهابي، أضاف لـ"عربي21"، أن تلك الزيارات السعودية للكنيسة "تواكب تواري السلطة الدينية وجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كان يمثلها ثنائية كانت تحكم المملكة منذ تأسيسها بين آل سعود وآل الشيخ وصلت للموافقة على أكثر من حفل فني للمطرب تامر حسني".

وقال إن "الزيارات المتعاقبة ودعوة ابن سلمان لبابا الأقباط لزيارة الرياض تثير التساؤلات حول الأهمية التي توليها المملكة للتقارب مع الكنيسة القبطية المصرية"، معتقدا أن خلفها رغبة سعودية قوية لقيادة الأمة العربية على حساب الدور المصري التاريخي"، مضيفا: "وفي سبيل ذلك، تسعى للتأثير بالداخل المصري، وعلى مكونه الثاني (الأقباط).

وأوضح السياسي المصري أن "هذا المسعى سيصطدم بالعلاقة القوية التي تربط بين مكونات الداخل المصري، واتفاقهما على قيادة مصر للأمة العربية، وهي القيادة التي يؤكدها التاريخ والجغرافية وعدد السكان".

ضعف سعودي


وعلق الكاتب الصحفي، محمد الصباغ، بقوله إن "السعوديين في حالة ضعف، ويستنجدون بالكنيسة المصرية"، واصفا ذلك بأنه "خزي على خزي".

الصباغ، أقر في حديثه لـ"عربي21"، بأن هذه اللقاءات غير المسبوقة بين مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى بقيادات كنسية مصرية، هي "جزء من محاولات تحسين الصورة أمام الغرب، واسترضاء حكوماته".

وقال الباحث ماهر فرغلي، إن دلالة الزيارة تأتي وسط التحولات في المملكة نحو الحداثة وترك (الوهابية) بعد عقود من نشرها بالعالم العربي، بعد أن أدركت المملكة خطرها عليها ذاتها"، مؤكدا لـ"عربي21"، أن "هذا التقارب يسهم بدعم العلاقات المصرية السعودية"، باعتبار أن "الكنيسة جزء لا يتجزأ من السياسة المصرية".

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، قالت الأستاذ المساعد بجامعة بن زايد بالإمارات، نجوى السعيد، "رسالة تسامح ينشرها محمد بن سلمان بزيارته للبابا تواضروس ودعوته لزيارة السعودية، وأتمنى أن تنتهي ببناء كنيسة في السعودية".


التعليقات (3)
محمد
الجمعة، 06-04-2018 08:11 ص
عادي عادي (اتجدن اقربهم مودة الذين قالوا انا نصارى)
محمود
الأحد، 01-04-2018 04:09 م
الحرب على الاخوان المسلمين والاصطفاف ضدهم مع الكافرين
عيصة آل جربوع
الأحد، 01-04-2018 03:47 م
نحنا كلنا بالممكلة نسعد بتشريف البابا و بناء أول كنيسة بجزيرة العرب حتى تنتهى عقود من اضطهاد مسيحيى السعودية و ليكن هذا تمهيدآ لحق العودة لبنى قريظة لديارهم بالمدينة المنورة