صحافة إسرائيلية

إسرائيليون يعدّون قتل المشاركين بمسيرة العودة "مذبحة"

جدعون ليفي: لا يمكن وصف أحداث يوم الجمعة بجريمة حرب، لأنه لم يكن هناك حرب أصلا، ما حصل هو مذبحة ومجزرة- جيتي
جدعون ليفي: لا يمكن وصف أحداث يوم الجمعة بجريمة حرب، لأنه لم يكن هناك حرب أصلا، ما حصل هو مذبحة ومجزرة- جيتي

تزايدت في إسرائيل الأصوات الداعية لتشكيل لجان تحقيق في الأعداد الكبيرة من الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا يوم الجمعة برصاص الجنود الإسرائيليين.


فقد ذكر الكاتب الإسرائيلي بصحيفة هآرتس جدعون ليفي  أن ما حصل في يوم الجمعة هو مذبحة، وليس هناك كلمة أخرى لوصف ما جرى، لأن عداد الموت كان يسير بسرعة رهيبة، وواصل الجيش ذبح أهل غزة بدون رحمة، بل بوتيرة مخيفة، من خلال قيام عدد من الجنود بعمليات قنص انتقائية لمئات الفلسطينيين المتظاهرين العزل غير المسلحين.


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أثار ردود فعل إسرائيلية غاضبة، أنه لا يمكن وصف أحداث يوم الجمعة بجريمة حرب، لأنه لم يكن هناك حرب أصلا، ما حصل هو مذبحة ومجزرة، وليس سواها.


وختم بالقول: إن قتل هذا العدد الكبير من الفلسطينيين ينظر إليه الإسرائيليون أسهل من قتل الحشرات، لا يوجد في إسرائيل شيء أرخص من دم الفلسطينيين، لأن الجيش حين وضع دباباته ضد المدنيين، وتفاخر بالقناصين المائة الذين نشرهم على طول الحدود فقد عقله نهائيا.


أما الكاتب بصحيفة هآرتس مردخاي كرمينتسير  فقال إن هناك واجبا للشروع في إجراء تحقيق حول أحداث الجمعة على حدود غزة، لأن عددا من القتلى الفلسطينيين لم يكونوا نشطاء مسلحين.


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه في حال ثبت أن الجنود لديهم تعليمات بإطلاق النار على كل فلسطيني يقترب من خط الهدنة، ولو كانوا غير مسلحين، فإننا أمام تعليمات غير قانونية، لفحص مدى مواءمة سلوك الجيش الإسرائيلي بالقانون الدولي، لأن ما تم هو قتل تعسفي بحق المدنيين الفلسطينيين.


وفي هآرتس أيضا ينقل الكاتب يانيف كوفوفيتش عن مراقب عام الدولة القاضي المتقاعد يوسف شابيرا، أنه حذر في مارس 2017 من أن الجيش الإسرائيلي ليس مستعدا لمواجهة هبة شعبية فلسطينية في قطاع غزة، قد تمتد لمحاولة هؤلاء الفلسطينيين اجتياح خط الهدنة ودخول إسرائيل، قادمين من غزة وسوريا والضفة الغربية، وقال إن الجنود ليسوا مزودين بالأسلحة والمعدات المناسبة لتفريق المتظاهرين.


على صعيد متصل، قررت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية فصل المذيع الشهير فيها كوبي ميدان؛ لأنه كتب منشورا على الفيسبوك قال فيه: "اليوم أخجل لأني إسرائيلي"؛ عقب وقوع العدد الكبير من القتلى الفلسطينيين بنيران الجنود الإسرائيليين.


وقد حظي ميدان بهجوم شخصي من وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، قائلا إن إسرائيل تشعر بالخجل من وجود مذيع من هذا النوع يعمل في إذاعة الجيش، هذا أمر معيب بحقه، وفي حال أنه شعر بالخجل فعلا، فبإمكانه اتخاذ القرار المناسب، والاستقالة من العمل.


وقد قرر مدير الإذاعة العسكرية شمعون ألكافيتس إنهاء عمل ميدان في المحطة، مع العلم أن ميدان يعتبر من أشهر المذيعين في إسرائيل منذ عام 1976، وفاز بجائزة الإذاعة العسكرية عام 2011.

 

القناة السابعة التابعة للمستوطنين نقلت في تقرير ترجمته "عربي21" عن عضوة الكنيست ميخال روزين من حزب ميرتس المعارض دعوتها للجنة الخارجية الأمن التابعة للكنيست، بأن تعقد اجتماعا طارئا لبحث السلوك الذي اتبعه الجيش ضد المتظاهرين الفلسطينيين، مطالبة باستخلاص الدروس والعبر، وإيجاد وسائل تهدئ من الوضع على الحدود مع غزة.


وقالت روزين في خطابها لرئيس اللجنة آفي ديختر، إن العدد الكبير من القتلى والجرحى الفلسطينيين من غير المسلحين، يثير أسئلة عديدة حول طبيعة التعليمات الموجهة للجنود، فهل وصلت إليهم أوامر باستخدام النار الحية منذ بداية الأحداث، ولماذا لم يلجؤوا لوسائل أخرى غير قاتلة، محذرة من تشكيل لجنة تحقيق دولية.


رئيس منظمة بيتسيلم الحقوقية الإسرائيلية حاغاي إلعاد كتب في صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجنود الإسرائيليين قتلوا على حدود غزة الفلسطينيين المعتقلين في داخل هذا السجن، ناقلا عن إيهود باراك رئيس الحكومة السابق قوله، إن الجنود تلقوا تعليمات غير قانونية للتعامل مع المتظاهرين الفلسطينيين، والنتيجة سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، وما زالت أمامنا أيام دامية أخرى في الطريق إن استمرت هذه السياسة.


وأضاف بمقال ترجمته "عربي21" أن القيادة الإسرائيلية تواصل سيطرتها على ملايين الفلسطينيين من خلال تنفيذها لعمليات قتل تعود وتتكرر بين حين وآخر، وفيما بدأت أعداد القتلى والجرحى تصل قيادة الجيش فلم يتحرك أحد، فقد اكتفى الناطقون العسكريون الإسرائيليون بتحميل المنظمات الفلسطينية المسؤولية عن ذلك.


وأضاف: "مع العلم أن تغريدة للجيش ذكرت أن الجنود يعرفون أين سقطت كل رصاصة، وهي تغريدة تم حذفها في وقت لاحق خشية تحميل الجيش مسؤولية قتل هذا العدد الكبير من الفلسطينيين".


وختم بالقول: أصبح يوم الجمعة داميا، وليس من الواضح أن هناك لجنة تحقيق قد تبدأ بالعمل؛ لأن سيطرة إسرائيل على شعب آخر ستؤدي بالضرورة لعمليات قتل ومذابح.

0
التعليقات (0)

خبر عاجل