صحافة دولية

"لوبوان" تتحدث عن السخط المختبئ وراء إعادة انتخاب السيسي

برجيه: نسبة الامتناع المرتفعة عن التصويت تعكس مخاوف الأهالي
برجيه: نسبة الامتناع المرتفعة عن التصويت تعكس مخاوف الأهالي

نشرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن إعادة انتخاب السيسي لولاية رئاسية جديدة بنسبة فاقت 97 بالمئة من الأصوات، على الرغم من أن قرابة 66 بالمئة من الناخبين تخلفوا عن صناديق الاقتراع.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السيسي وبعد أن حصد قرابة 22 مليون صوت، على الأرجح يعمل على فرض شخصية تكتسي شعبية في البلاد، لكن قاعدتها ضعيفة. وقد تناولت الباحثة في كلية دفاع الناتو، كلوي برجيه، هذا الجانب، مؤكدة أن "السيسي يحظى بدعم من بعض شرائح الطبقة المتوسطة الذين استفادوا من عودة النظام للبلاد من جديد على يده، بعد أن انتابهم الخوف من احتمال نشوب احتجاج اجتماعي جديد".

وأضافت الصحيفة على لسان كلوي برجيه، التي تعد أيضا خبيرة في الشؤون المصرية، أن "نسبة الامتناع المرتفعة عن التصويت تعكس مخاوف الأهالي الذين يعيشون ضمن سياق اجتماعي واقتصادي وأمني يتسم بالغموض".

وأكدت الصحيفة أن انخفاض قيمة العملة وإجراءات التقشف التي فرضها صندوق النقد الدولي، عززت من النمو وارتفاع احتياطي العملات الأجنبية، لكن ذلك جاء على حساب معيشة المصريين التي تدهورت كثيرا. وقد بلغ التضخم المالي نسبة 30 بالمئة خلال سنة 2017، إضافة إلى أن الأجور لم تشهد سوى ارتفاع طفيف.

وأوردت الصحيفة على لسان المتخصص في علم الاجتماع، عمرو علي، أن "الشبان، الذين يشكلون ثلث الناخبين، لم يبدوا أي اهتمام بالعملية الانتخابية. وفي الوقت الذي تدعم فيه وسائل الإعلام النظام المصري وتدعونا، أي الشباب، إلى التصويت، شاهدت بأم عيني أشخاصا طاعنين في السن في مكاتب التصويت".

وأفادت الصحيفة بأنه خلال الأيام الثلاثة التي أجري فيها التصويت، سوقت القنوات التلفزيونية الوطنية برامج تحث من خلالها الناخبين على ضرورة المشاركة في التصويت "لتحسين صورة مصر". وقد تم توزيع منشور في مراكز الاقتراع بالقاهرة، يفيد بأنه في حال بلغ عدد الناخبين المشاركين أقل من عشرة مليون ناخب، "ستقرر الدول الأجنبية تقييد التنمية الاقتصادية لمصر".

وكشف مركز "كارنيغي" الأمريكي للأبحاث أنه في القرى والأحياء الشعبية التي يقطن فيها أبناء الطبقة العاملة، تلقى الناخبون الذين يؤدون "واجبا وطنيا" سلالا ممتلئة بمواد غذائية، والقليل من الأموال، بل ومنهم من ظفر بمقعد للحج إلى مكة المكرمة.

ونوهت الصحيفة إلى أن المنطقة الريفية الواقعة بمحافظة الوادي الجديد تعد أكثر المحافظات المصرية التي سجلت فيها أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات بنسبة 59 بالمئة. فقد وعدت السلطات بتخصيص 230 ألف يورو للبلدات التي ستشارك في عملية الاقتراع في هذه المنطقة. في الأثناء، ضغطت السلطات المصرية على المنظمات غير الحكومية المصرية؛ لحث موظفيها على التوجه إلى مراكز التصويت.

من جانبه، دعا المعارض محمد أنور السادات، ابن شقيق الرئيس السابق أنور السادات، الذي تراجع عن ترشيح نفسه نتيجة تعرضه لجملة من "الضغوط"، السيسي، الذي أعيد انتخابه لمدة أربع سنوات، إلى أن يرخي من قبضته التي "تمنع فتح أي نقاش بشأن النشاط السياسي أو النشاط البرلماني". وحذر محمد أنور السادات عبد الفتاح السيسي قائلا إن "أي رئيس لا يمكنه المكوث في كرسي الرئاسة مدى الحياة".

وبينت الصحيفة أن أكثر من ثلثي الناخبين الذين إما أعربوا عن عدم اهتمامهم أو عدم موافقتهم على المشاركة في الانتخابات لا يبدو أنهم أزعجوا الصحافة المصرية الموالية النظام، التي واصلت الإشادة بما اعتبرته "المشاركة غير العادية للشعب في عملية الاقتراع".

وذكرت الصحيفة على لسان عمرو علي أن "هذه الانتخابات تعد أشبه بحملة إعلامية واسعة مصحوبة بإنكار للواقع الذي يعيشه المصريون. فعلى الأغلب، تعتقد الحكومة أنه إذا لم نتحدث عن مشاكل مصر، ستتولد للعالم صورة أجمل عن البلاد"، في حين شدد على أن السيسي رفض تماما مبدأ التعددية.

وأضافت الصحيفة أن فترة ولاية عبد الفتاح السيسي الثانية تقتصر على أربع سنوات غير قابلة للتجديد وفقا لما جاء به الدستور المصري، الأمر الذي قد يحزن مؤيديه. من جهته، اقترح النائب في البرلمان المصري، إسماعيل سراج الدين، تعديل الدستور بهدف التمديد في فترة الولاية الرئاسية لست سنوات عوضا عن أربع سنوات.

 

اقرأ أيضاأتلانتك: كيف ستكون دورة السيسي الثانية في رئاسة مصر؟

وخلال البرامج التلفزيونية التي تعرضها القنوات المملوكة لمقربين من النظام، أعرب بعض النواب ورجال الأعمال من بين الموالين للسيسي علنا عن دعمهم لمقترح إسماعيل سراج الدين في خصوص تعديل الدستور. ولكن لا يعني ذلك أن هذه الفكرة لاقت ترحيبا من قبل الجميع، حيث انتقدتها بعض الصحف المصرية، كما لم ترق لناخبي السيسي، الذين تعهدوا بعدم تعديل الدستور منذ خمسة أشهر.

وقالت الصحيفة إن عبد الفتاح السيسي يعتمد على دعم قوى العالم الغربي، خصوصا فرنسا، التي عقد معها شراكة إستراتيجية منذ أن وصل إلى دفة الحكم. وخلال فترة رئاسته، أصبح الجيش المصري أحد أهم زبائن فرنسا في مجال المعدات العسكرية الدفاعية، حيث اقتنت القاهرة قرابة 24 مقاتلة فرنسية من نوع "داسو رافال".

وترى الباحثة في كلية دفاع الناتو، كلوي برجيه، أنه "بالنظر للموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي تتميز به مصر، والذي يتجسد من خلال قناة السويس، والحدود مع ليبيا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، علاوة على قوتها العسكرية وأهميتها الديموغرافية، يعتزم النظام استغلال كل هذه الخاصيات ليعمق من علاقاته مع القوى الموجودة في المنطقة".

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هنأ في مكالمة هاتفية يوم أمس حليفه وصديقه عبد الفتاح السيسي بنتائج الانتخابات النهائية التي "أظهرت ثقة الشعب المصري في قيادته"، حسب رأيه.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أنه حالما انتهت عملية الاقتراع، سارع مسؤول من وزارة الخارجية المصرية للإدلاء لمجلة "مصر اليوم" بتصريح عن زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للقاهرة "أوائل شهر أيار/ مايو"، وهو تاريخ غير مؤكد في الوقت الحالي من قبل فرنسا.

اقرأ أيضا: التايمز: لماذا يعد فوز السيسي خبرا سيئا لمصر والمنطقة؟

التعليقات (1)
هبة الله
الأربعاء، 04-04-2018 08:12 م
اي نمو ؟ و اي احتياطي ؟؟ لا بارك الله فيكي يا فرنسا الاستعمارية المنحطة !! بتاخدي مليارات لاجل تتفنني في الكذب و الدفاع عمن يدفع أكثر .. بتبيع حالها و صحافتها لمن يدفع اكتر ..