ملفات وتقارير

ما دلالة زيارة وفد برلماني بريطاني إلى الشمال السوري؟

الوفد البريطاني يضم أعضاء في مجلس اللوردات وممثلين لنقابات عمالية- تويتر
الوفد البريطاني يضم أعضاء في مجلس اللوردات وممثلين لنقابات عمالية- تويتر

أثارت جولة أجراها وفد برلماني بريطاني في مناطق "الإدارة الذاتية" الكردية في سوريا، جدلا كبيرا، وتساؤلات حول دلالاتها وأسبابها.

وشملت الجولة القامشلي وعين العرب (كوباني)، وذلك خلال الزيارة التي قام بها الوفد يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.

وتأتي الزيارة التي يقوم بها الوفد الذي يضم أعضاء عن حزب العمال البريطاني، بغرض تأكيد وقوف الوفد إلى جانب الإدارة في مواجهة التهديدات التركية المحتملة، بحسب مصادر محلية كردية.

 

اقرأ أيضا: وفد من العمال البريطاني في شمالي سوريا "دعما للأكراد"

 

فما هي دلالات هذه الزيارة التي تأتي بالتزامن مع تهديدات تطلقها تركيا باجتياح الشمال السوري، وما علاقة التوتر في العلاقات ما بين أنقرة وباريس على خلفية تصريحات فرنسية عن دعم لأكراد سوريا، بهذه الزيارة؟

من جهته، رأى الإعلامي الكردي شيرزان علو أنه لا يمكن تفسير الزيارة خارج سياق المساعي الأمريكية الرامية إلى إشراك البلدان الأوروبية في الساحة السورية وتحديدا في الشمال السوري، هربا من مواجهة منفردة مع حليفتها تركيا.

وأوضح علو في حديثه لـ"عربي21" أن "واشنطن تريد القول إنها ليست الدولة الوحيدة التي تتواجد في الشمال السوري، وأن هناك قوات بريطانية وفرنسية، وذلك لدفع أنقرة إلى التفكير مليا قبل أن تقدم الأخيرة على أي خطوة عسكرية في الشمال السوري".

وقال الإعلامي الكردي: "إن واشنطن لا ترغب بمواجهة حليفتها أنقرة في سوريا، ولذلك أوعزت لفرنسا بأن تستقبل وفدا من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والآن دفعت بالوفد البريطاني للقيام بهذه الزيارة"، وفق قوله.

وأشار في هذا السياق إلى سيل التهديدات التركية باجتياح المنطقة، خصوصا بعد السيطرة على مدينة عفرين.

وكان وفد من الإدارة الكردية قام بزيارة باريس قبل أيام، وطالب الحكومة الفرنسية بإرسال قوات حماية لهم إلى شمال سوريا، وبالدخول وسيطا مع تركيا، ما رفضه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

اقرأ أيضا: هكذا هاجم أردوغان ماكرون بعد استضافة فرنسا لوفد كردي


انفتاح اقتصادي

وذهب الصحفي الكردي آلان حسن إلى اعتبار الزيارة بمنزلة "المقدمة لبداية انفتاح اقتصادي بريطاني وأوروبي على مناطق سيطرة قسد الغنية بالثروات والنفط".

وأضاف لـ"عربي21": "لا نستطيع تفسير الزيارة إلا في سياق الانفتاح الأوروبي، على هذه المناطق التي يتركز فيها ما يقارب الـ90 في المئة من النفط السوري، وحوالي نصف الغاز السوري".

في المقابل، وصف المسؤول الإعلامي في منصة "INT" جوان رمو، زيارة الوفد البريطاني "المعارض" إلى الشمال السوري بـ"الزيارة العادية".

 

واعتبر في حديثه لـ"عربي21" أنها "زيارة بدون دلالات وهي مشابهة تماما لزيارة أعضاء من الحزب اليميني الألماني للنظام السوري"، مشيرا إلى أن الوفد البريطاني أكد دعمه للإدارة الذاتية.

التعليقات (0)