سياسة عربية

تعرف على حصاد 10 سنوات من عمر حركة "6 أبريل" في مصر

دائما ما يوجه اتهامات لأعضاء الحركة بالخيانة والعمالة لجهات خارجية وتلقي الأموال من جهات ومنظمات أجنبية - أ ف ب
دائما ما يوجه اتهامات لأعضاء الحركة بالخيانة والعمالة لجهات خارجية وتلقي الأموال من جهات ومنظمات أجنبية - أ ف ب

تحل اليوم الذكرى العاشرة لتأسيس حركة 6 أبريل في مصر ضد نظام حسني مبارك، وتتبادر للأذهان ما مرت به الحركة من تجارب نضالية وثورية وأخطاء سياسية كغيرها من التيارات، كما يثار التساؤل حول حصاد الحركة الشابية خلال عقد من الزمان.


و6 أبريل هي حركة سياسية شبابية معارضة ظهرت سنة 2008، عقب الإضراب العام الذي شهدته البلاد في 6 نيسان/ أبريل 2008، بمشاركة عمال شركة (المحلة الكبرى).


وشاركت الحركة بمعظم الفاعليات ضد نظام مبارك، كما كانت من المكونات الرئيسية لثورة 25 يناير 2011، كما عارضت وبقوة سياسات المجلس العسكري، واتخذت نفس السياسة حيال الرئيس محمد مرسي، لكن خبا صوت الحركة إثر الانقلاب العسكري منتصف 2013، وما تبعه من سجن عدد من قياداتها.


ودائما ما اتهم أعضاء الحركة بالخيانة والعمالة لجهات خارجية، وتلقي الأموال من جهات ومنظمات أجنبية مثل "فريدوم هاوس" والتدريب بصربيا على محاولة قلب نظام الحكم، وهو ما نفته الحركة.


وفي ذكرى تأسيسها العاشرة، أصدرت 6 أبريل بيانا حيت فيه شهداء الثورة وجميع السجناء والشباب بالمنفى.

 

اقرأ أيضا: "6 أبريل" تعلن دعمها لـ"خالد علي" بانتخابات الرئاسة المصرية


العودة للبدايات

 

وقال عضو الحركة البارز الناشط السياسي، محمد نبيل، إن الحركة كانت ومازالت تعبر عن فكرة نصرة الغلابة والعمال والفقراء، ولكنها ابتعدت قليلا عن الصراع السياسي القائم بين الأطراف المتصارعة سياسيا وما يجري من انتخابات برلمانية أو رئاسية واكتفت في هذه المرحلة بما بدأته بعهد مبارك من حراك عمالي.

نبيل، أشار لـ"عربي21"، إلى حالة القهر التي يعيشها المجتمع المصري والتي طالت معظم جبهات المعارضة، وبينها أعضاء الحركة الذين طالهم ذلك القمع ويقبع كثير من أعضائها بالسجون وبين حين وآخر يتعرض أفرادها للاعتقال والتنكيل، مطالبا أعضاء حركته وجميع المعارضين المصريين بالتزام النهج السلمي الذي تنتهجه الحركة، محذرا من أن قمع النظام سيقود الشباب للتطرف الفكري واتخاذ طرق غير سلمية.

 

اقرأ أيضا: النيابة المصرية تقرر استمرار حبس منسق حركة 6 أبريل المعارضة

ونفى نبيل، الاتهامات التي دائما ما يرددها أعداء الحركة والأنظمة الحاكمة حول أعضاء 6 أبريل، مؤكدا أن هدفهم ومازال هو مجتمع مصري راق يعيش فيه الجميع المساواة والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، متسائلا: "وماذا قدم من يخونون الحركة سوى الكلام وفقط؟".


وأشار إلى أن الحركة رصدت فشل النظام الحالي بإدارة الدولة وعجزه عن حل الملفات الهامة ولم يصدقهم أحد منذ البداية، حتى تأكد الجميع من صدق كلامهم والذي أكده تراجع شعبية السيسي خلال الانتخابات الرئاسية، متعجبا من عجز كاميرات النظام عن إيجاد طابور واحد كما كان الحال قبل سنوات، معتبرا أنها هزيمة منكرة أصابت النظام.


الاستسلام للضغوط


وفي تعليقه على مسار الحركة، قال الأكاديمي المصري الدكتور ياسر حمزة: "كان لـ6 أبريل دور هام في أحداث الحراك الثوري بداية من نجاح إضراب المحلة وبلغ ذروته بقيام ثورة يناير"، مشيرا لمرور الحركة بعدة مشاكل أدت لانقسامها آب/أغسطس 2011".


حمزة في حديثه لـ"عربي21"، أكد أن علاقة الحركة بالمجلس العسكري كانت تصادمية بالمرحلة الانتقالية، كما أن جبهة أحمد ماهر، دعمت الإخوان في الانتخابات الرئاسية ثم انقلبت عليها ودعمت المجلس العسكري وخارطة طريق 3 تموز/يوليو 2013، ثم اعترضت على قانون التظاهر فاصطدمت مع عبدالفتاح السيسي؛ فكان حظرها وملاحقة أعضائها والتضييق الشديد عليها حيث يعتبرها النظام خطرا كالإخوان والاشتراكيين الثوريين".


ويرى حمزة، أن "الحركة تحاول الخروج من حالة الحصار المطبق بتأييد ترشح المحامي خالد علي لانتخابات الرئاسة، وإصدار بيانات دورية"، موضحا أن "الخطورة على الحركة تتمثل بأن تستسلم للضغوط والقيود وتكتفي بالبيانات فقط"، مشيرا إلى أنها "كحركة احتجاجية أسباب بقائها واستمرارها مازلت قائمة بقوة، فقط مطلوب منها تنظيميا تطوير هياكلها وآلياتها بما يتناسب والضغوطات التي تتعرض لها وما يسمح لها أن تتفاعل مع الرأي العام الذي تضاعفت مشاكله السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

 

اقرأ أيضا: "الاشتراكيين الثوريين" لـ"6 أبريل": لا تراهنوا على الجيش

العقد الأخير


وقال الكاتب الصحفي طه خليفة، إنها "حركة سياسية اجتماعية استفادت من فترة الحراك السياسي في عهد مبارك من 2005 إلى 2010"، مشيرا إلى أنها "ظهرت على ساحة العمل العام وكانت أحد روافع التغيير في مصر الذي تحقق في 25 يناير 2011 مع حركات شعبية عفوية أخرى مثل كفاية والجمعية الوطنية للتغيير".


خليفة، أكد لـ"عربي21"، أن "مشكلة الحركة والحركات والأحزاب ومختلف الجماعات والحركات التي شاركت في الثورة أنها لم تكن مستعدة للمرحلة الجديدة، وهي (الانتقال من الثورة إلى الدولة)"، مضيفا أنه "حتى جماعة الإخوان المسلمين الأكثر تنظيما ثبت أنها كانت تفتقد للرؤية والخبرة في إدارة دولة لذلك أخفقت".


وأشار إلى أزمة الحركة، قائلا إن "حركة 6 أبريل، انقسمت والانقسام هو مرض عضال في الطبقة السياسية المصرية سواء أحزابا أو جماعات حراك مدني"، مؤكدا أن "الانقسام أضر بصورة الحركة كثيرا خاصة وأن الفريقين المنقسمين أخذا يشوهان بعضهما بعضا".


وتابع خليفة: "أضف لذلك المراهقة السياسية التي سيطرت على الحركة بعد ثورة يناير"، مضيفا أنه "كانت بعض مواقفها وسلوكياتها لا تتسم بالمسؤولية حيث انهمكت في العمل الاحتجاجي وأهملت العمل السياسي وسط الناس فأخذت تخسر شعبيا"، مشيرا إلى أن "هذا كان دأب الحركات التي خرجت من رحم الثورة".


وقال الكاتب المصري، إن "حركة 6 أبريل لحظة مهمة في تاريخ العمل السياسي والاجتماعي في العقد الأخير"، مطالبا أعضاءها بلملة صفوفها والبحث عن شكل تنظيمي قانوني جديد باسم آخر باعتبار أنها باسمها الحالي مصنفة كحركة إرهابية.

التعليقات (0)

خبر عاجل