حقوق وحريات

اعتقالات واسعة ضد نشطاء حماس والجهاد في الضفة.. لماذا؟

وصل عدد المعتقلين لأكثر من 250 معتقلا تم الإفراج عن 100 وما زال 150 يقبعون في السجون- أرشيفية
وصل عدد المعتقلين لأكثر من 250 معتقلا تم الإفراج عن 100 وما زال 150 يقبعون في السجون- أرشيفية

شن جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية منذ أيام حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية ضد نشطاء حركة حماس والجهاد الإسلامي، في واحدة من أكثر حملات الاعتقال التي تقوم بها السلطة الفلسطينية منذ سنوات.


حملة الاعتقالات تجاوزت -وفق شهود عيان- أكثر من 200 معتقل من مناصري حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وأسرى محررين، وأعضاء في مجالس الطلبة الذي يتبعون للكتلة الإسلامية والرابطة الإسلامية بصورة تعسفية.


وبدأ المعتقلون في سجون الأمن الوقائي بتنفيذ إضراب مفتوح عن الطعام؛ للرد على المعاملة السيئة التي يتلقونها في المعتقلات، خصوصا بعد تدهور الحالة الصحية لعدد منهم بفعل التعذيب، وفق بيان للجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية.


التحريض على العنف


إلى ذلك، قال النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي في الضفة الغربية، أيمن دراغمة، إن "المئات من أنصار الحركة تم اعتقالهم بصورة وحشية في منتصف الليل، دون أدنى حرمة للبيوت، وفي الدوام الجامعي دون وجه حق، ووصل عدد المعتقلين إلى أكثر من 250 معتقلا، تم الإفراج عن 100، وما زال 150 يقبعون في السجون، التي ترفض إعطاء أي معلومات عن وضعهم القانوني وتوقيت الإفراج عنهم".


وأضاف النائب دراغمة، في حديث لـ"عربي21"، أن "وفدا من الحركة والمنظمات الحقوقية توجهوا لمقر الأمن الوقائي وقادة الأجهزة الأمنية؛ للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، ومعرفة الأسباب التي دفعت لاعتقالهم، وكان الجواب الصادم بأن المعتقلين كتبوا منشورات على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي تحرض على العنف، وتدعو إلى دعم مسيرات العودة".

 

اقرأ أيضا: إسرائيل تتساءل: كيف ستنعكس مسيرات غزة على الضفة؟

وأوضح دراغمة أن "السلوك الذي تمارسه السلطة بحق حركة حماس أخذ منحنى تصعيديا منذ تفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمد لله في الـ13 من الشهر الماضي، وهو يأتي في سياق الانتقام، وهو أمر مرفوض، ولا يمكن السكوت عنه بأي شكل من الأشكال".


أما المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، فأوضح لـ"عربي21" أن "حملة الاعتقالات التي تنفذها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بحق كوادر الحركة ومناصريها أمر مرفوض، ونعتبره بمثابة ابتزاز سياسي تمارسه السلطة بحق الحركة منذ وقت طويل، كما أن السلطة تحاول استغلال انشغال الشارع الفلسطيني بمسيرات العودة؛ لتنفيذ أجندتها بتصفية التنظيمات التي تخالفها في التوجهات السياسية".


ودفعت حملة الاعتقالات إلى قيام أهالي المعتقلين بتنفيذ وقفات احتجاجية عند دوار المنارة وسط رام الله، مطالبين فيه الرئيس وقادة حركة فتح بالإفراج الفوري عن المعتقلين، والإفصاح عن أسباب اعتقالهم.


انتهاك لحرمة البيوت


بدورها، قالت "أم معاذ"، والدة المعتقل معاذ دراغمة، لـ"عربي21"، إنه "في منتصف الساعة 12 من مساء الاثنين المنصرم، قامت مجموعة من جهاز الأمن الوقائي باقتحام المنزل بصورة وحشية، ثم طلبت من أفراد العائلة مغادرة المنزل، وتسليم ابنها معاذ، مهددة باعتقال باقي أفراد العائلة إذا لم يتم تسليمهم معاذ، وما زال معاذ معتقلا في أحد السجون، دون أن تعطينا الأجهزة الأمنية أي معلومات عن مكان تواجده، محملة الرئيس محمود عباس كامل المسؤولية عن حياة نجلها".


ورفض المتحدث باسم الأجهزة الأمنية، اللواء عدنان الضميري، أو أي من قادة الأجهزة الأمنية إعطاء أي معلومات عن أسباب حملة الاعتقالات ضد نشطاء حركة حماس في الضفة الغربية.


اعتقالات وفق القانون

 

بدوره، قال القيادي في حركة فتح، تيسير نصر الله، إن "ما تقوم به الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية هو أمر يتعلق بمهامها المنوطة بها بضبط الأمن وفرض القانون، وما يشاع عن حملات اعتقال سياسي تنفذها الأجهزة الأمنية ليس له أي أساس من الصحة".


مؤكدا في حديث لـ"عربي21" أن "كل من تم اعتقاله ثبتت عليه جرائم جنائية، أو قدمت فيه شكوى للأجهزة الأمنية، ومن غير المقبول خلط الأمر في كل مرة بأن من يعتقل يكون لأسباب سياسية، وفي حال ثبت وجود أي معتقل سياسي ستقوم حركة فتح بالدفاع عنه". وفق قوله.

 

اقرأ أيضاأجهزة السلطة تواصل الاعتقال السياسي بالضفة وتمنع اعتصاما

التعليقات (0)