حول العالم

لوموند: في الصين.. نساء عازبات وفخورات بذلك

العديد من النساء الصينيات المتعلمات يحبذن العيش في هونغ كونغ لخلوها من الضغوط الاجتماعية
العديد من النساء الصينيات المتعلمات يحبذن العيش في هونغ كونغ لخلوها من الضغوط الاجتماعية
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن ظاهرة العزوبة في الصين، وبالتحديد في صفوف النساء.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العائلات الصينية تسعى بشكل متواصل للبحث عن أزواج لبناتهن العازبات. في المقابل، تحبذ العديد من النساء في الصين البقاء دون أزواج ليتمتعن بحياتهن، في الوقت الذي تشهد فيه الصين ثورة في مسألة الزواج.

وأفادت الصحيفة بأن المصورة الفوتوغرافية الصينية، غو ينغ قوانغ، التي تجاوز سنّها 30 سنة، شاركت منذ سنتين في "سوق العزاب" بمدينة شنغهاي، حيث يجتمع العديد من الأولياء لتقديم لمحة عن مميزات أبنائهم أو بناتهم، من قبيل الشهادات العلمية والسنّ، بالإضافة إلى المواهب التي يتمتعون بها. وقد اندرجت مشاركة المصورة الفوتوغرافية في إطار مشروعها لنيل درجة الماجستير في جامعة لندن للفنون.

وأوردت الصحيفة أن قوانغ قامت بتصوير ردود فعل هؤلاء الناس حين يعلمون بسنّها والشهادات التي تحملها، حيث وثقت هذه اللحظات في سلسلتها المعروفة بعنوان "سعادة الامتثال"، لتتحصل من خلالها على جائزة مدام لوفيغارو الفرنسية للنساء اللاتي يمتهن التصوير الفوتوغرافي.

وذكرت الصحيفة، نقلا عن غو ينغ قوانغ، أن سوق العزاب كان بمثابة الصدمة للصينيين، وذلك خلال فيلم وثائقي لها نُشر على موقع بث مباشر صيني، وحظي بالكثير من الاهتمام، حيث تمت مشاهدته أكثر من 15 مليون مرة منذ إطلاقه في 16 آذار/ مارس الفارط. في المقابل، كانت لحظة لقاء الشابة الصينية بأولياء "سوق العزاب" أمرا صعبا للغاية، إذ تعدّ قوانغ بالنسبة لهم بمثابة "شنغ نو" أو "امرأة تُركت على الرفوف"، نظرا لسنها وشهاداتها العلمية العالية.

وأوردت الصحيفة أنه على الرغم مما يحمله مصطلح "شنغ نو" من معان سلبية، إلا أنه يعكس الثورة التي تحققت على مستوى مكانة المرأة في الصين. وفي كتابها "نساء تركن في الصين على الرفوف: صينيات تمثلن قوة عالمية عظمى في المستقبل"، فسرت الصحفية الأمريكية، روزين لايك، كيف أن سياسة الطفل الواحد في الصين ساهمت في مواصلة النساء لتعليمهن، ما تسبب في تأخر زواجهن.

وتطرقت الصحيفة إلى وضعية النساء في الصين بعد إتمام الدراسة، إذ أشارت لايك إلى أن "العديد منهن يحبذن العيش في هونغ كونغ؛ لخلوها من الضغوط الاجتماعية، وحيث لا يهتم فيها ساكنوها ما إذا كانت الفتاة تجاوزت سن الزواج أم لا". وتجدر الإشارة إلى أن شركة مستحضرات التجميل اليابانية "إس كي تو" قامت باستخدام مصطلح "شنغ نو" في فيلم دعائي لها سنة 2017.

وأفادت الصحيفة بأنه على حدود مقاطعتي سيشوان ويونان، غرب الصين، شهدت نساء من مجموعة "نا" العرقية، وهي واحدة من عشرات الأقليات العرقية الصغيرة التي تضمها البلاد إلى جانب 96 بالمئة من الهان، تطورا على نحو عكسي. وقد أورد عالم الأنثروبولوجيا الصيني، تساي هوا، في كتابه "مجتمع دون أب ولا زوج" أن مجتمع "نا" لا يكاد يشهد أي حالة زواج تقريبا، علما أنه مكون من 30 ألف نسمة.

ونتيجة لذلك، فإن أي طفل يولد من علاقة حميمية يظل داخل عائلة الأم، من دون أن يحدد له أب، كما أن الوصاية عليه تكون من نصيب أخواله، إن وُجدوا. علاوة على ذلك، تكون العلاقات الحميمية داخل هذا المجتمع بالضرورة على شكل "زيارات خفية" إلى منزل المرأة، دون التزام رسمي من الطرفين.

وعرضت الصحيفة رأي البروفيسور تساي، الذي أفاد بأن مجتمع "نا" بدأ بتغيير عاداته، خاصة مع ارتفاع نسبة التمدرس في الأرياف، حيث أصبحت الفتيات يطمحن للزواج باعتباره منهجا حضريا متقدما، ويقتدين في ذلك بالمجتمع الصيني ذي الغالبية العرقية من "الهان".

وفي الختام، قالت الصحيفة، نقلا عن البروفيسور تساي، إن أفراد مجتمع "نا" يلجؤون إلى الزواج عندما يندمجون في عرقية الهان من أجل اتباع التقاليد الغالبة على المجتمع الصيني. كما أن نساء هذا المجتمع المصغر لا ينزعجن من فكرة عدم الزواج التي تطغى على الصينيين من العرقيات الأخرى.  

0
التعليقات (0)