اقتصاد دولي

هذه مخاوف السعودية من ارتفاع أسعار النفط.. وإيران تعلق

السعودية: لن نقف مكتوفي الأيدي حال عودة تخمة معروض الخام إلى الأسواق من جديد- أ ف ب
السعودية: لن نقف مكتوفي الأيدي حال عودة تخمة معروض الخام إلى الأسواق من جديد- أ ف ب

أثارت التقلبات التي شهدتها أسعار النفط خلال الأسابيع الأخيرة مخاوف الأسواق العالمية، بما فيها الدول المنتجة للنفط، بعد أن سجل سعر البرميل أمس أكثر من 71 دولارا قبل أن يتراجع اليوم الأربعاء إلى 70.80 دولارا للبرميل.


وفي الساعة 07:02 بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 23 سنتا بما يعادل 0.3 بالمئة إلى 70.80 دولارا للبرميل، بعد أن صعد أكثر من ثلاثة بالمئة أمس الثلاثاء ليسجل أعلى مستوياته منذ أواخر 2014 عند 71.34 دولارا للبرميل.


وسجلت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 65.40 دولارا للبرميل منخفضة 11 سنتا أو 0.2 بالمئة عن التسوية السابقة.


وأرجع خبراء في شؤون النفط والطاقة تقلبات الأسعار إلى عدة أسباب مجتمعة أبرزها التوترات الجيوسياسية العالمية المتصاعدة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط.


وقالوا في تصريحات لـ"عربي21" إن مخاوف الدول المنتجة للنفط ليس سببه ارتفاع سعر النفط، وإنما من تقلبات الأسعار، وتخمة المعروض في الأسواق. 


وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن صواريخ جديدة وذكية ستستهدف سوريا.


وردا على تهديدات بإسقاط أي صاروخ أمريكي يطلق على الأراضي السورية، غرد ترامب قائلا: "استعدي يا روسيا الصواريخ قادمة". 

 

اقرأ أيضا: ترامب يتحدى روسيا بضرب سوريا: استعدي الصواريخ قادمة

وأبدت المملكة العربية السعودية، مخاوفها من ارتفاع أسعار النفط، قائلة إنها "لا تريد أن ترتفع الأسعار إلى مستويات غير معقولة"، وسط تحذير أن تشهد الأسواق تقلبات وأن يتوقف الطلب على الاستثمارات بهذا القطاع.


وأكد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، في كلمة أمام منتدى الطاقة العالمي في نيودلهي، اليوم الأربعاء، إن الاستثمارات في قطاع النفط لا تواكب وتيرة الطلب العالمي على الوقود، مضيفا أن "السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي حال عودة تخمة معروض الخام إلى الأسواق من جديد".


وقال وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة خلال كلمته بالمنتدى إن الطلب على النفط يتجاوز الاستثمارات، فيما اعتبر وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، خلال كلمته، أن 60 دولارا للبرميل سعر جيد للخام حاليا قائلا: "سعر 70 دولارا لبرميل خام برنت أعلى مما ينبغي، ويجب أن تتحاشى السوق التقلبات".


وأكد الخبير في شؤون النفط والطاقة، نهاد إسماعيل، أن تقلبات أسعار النفط تعود إلى عدة أسباب مجتمعة أبرزها الأسباب الجيوسياسية.


وأضاف في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، الأسباب الجيوسياسية تتعلق بـ (والتوتر بين روسيا والولايات المتحدة في الملف السوري، وبين روسيا والاتحاد الأوروبي بعد حادث تسمم الجاسوس الروسي في بريطانيا، إلى جانب الغموض حول مستقبل الملف النووي الإيراني وتشديد العقوبات الاقتصادية ضد طهران، فضلا عن حالة عدم الاستقرار في فنزويلا).

 

اقرأ أيضا: النفط بأعلى مستوى له منذ 2014 بسبب ضربات جوية ضد سوريا

وتابع: "هناك أيضا أسباب اقتصادية تتعلق بالتهديد بحرب تجارية (حرب التعريفة الجمركية) بين الصين والولايات المتحدة، فعلى الرغم من تراجع حدتها إلا أن احتمالات نشوبها لا تزال قائمة"، مستطردا: "كما أن ضعف الدولار حاليا أمام العملات الأجنبية الرئيسية يدخل ضمن الأسباب الاقتصادية، كون النفط مقوم بالدولار، وإن كان تأثيره أقل من الأسباب السالف ذكرها".


واستبعد إسماعيل أن تواصل أسعار النفط ارتفاعها حال هدوء الأوضاع الجيوسياسية، مؤكدا أن استمرار ارتفاع أسعار النفط يعتمد على تطورات العمل العسكري (الأمريكي- الروسي) ضد سوريا، وما إذا كان سيقتصر على بعض الأهداف ويتوقف أم أنه سيؤدي إلى اندلاع حرب أكبر بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.


وأوضح الخبير في شؤون النفط والطاقة أن منظمة أوبك وأعضاءها يأملون أن يصل الأسعار إلى 80 دولارا للبرميل لتعويض خسائرهم خلال السنوات الماضية، في حين يريد المستوردون أن يكون السعر أقل من الـ 70 دولارا للبرميل.


واستبعد إسماعيل خلال حديثه لـ "عربي21" أن تلجأ أوبك وأعضاؤها إلى إلغاء اتفاق تخفيض الإنتاج، مؤكدا أن مثل هذا القرار سيبعث برسالة سلبية إلى الأسواق والاقتصاد العالمي، وسيؤدي إلى تراجع أسعار النفط.


وأردف: "لا يوجد نقص إنتاج ولكن التوترات تخيف الأسواق، وهناك مخاوف من توقف الإمدادات"، لافتا إلى أن السوق مشبع الآن بالإنتاج حتى لو توقفت إيران كليا عن الضخ.


وأشار إلى أن "روسيا تنتج حاليا 11 مليون برميل نفط يوميا وأمريكا أنتجت الشهر الماضي 10.7 ملايين برميل ومتوقع زيادته قبل نهاية العام إلى 11 مليون برميل يوميا".

التعليقات (0)