صحافة إسرائيلية

خيبة أمل إسرائيلية من الضربة الأمريكية لسوريا.. ليتها لم تقع

أورن:  الضربة الأمريكية لسوريا بهذا الحجم تعني أن ترامب خضع لضغوط الجنرالات الأمريكان- حيتي
أورن: الضربة الأمريكية لسوريا بهذا الحجم تعني أن ترامب خضع لضغوط الجنرالات الأمريكان- حيتي

تواصلت ردود الفعل الإسرائيلية حول القصف الغربي باتجاه أهداف داخل سوريا، وإمكانية تدحرجها لمواجهة إقليمية، من خلال قراءة لمواقف أطراف الصراع المستمر على حدودها الشمالية، وقد تراوحت ردود الفعل الإسرائيلية بين المواقف الرسمية والتحليلات العسكرية.


فقد نقلت صحيفة معاريف عن الجنرال عميرام ليفين، القائد الأسبق للمنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أن الأسد مجرم حرب، ويجب إخفاؤه من العالم، وكنت آمل أن يقوم ترامب بذلك، من خلال محو القصر الرئاسي في دمشق، ويعيد الولايات المتحدة لتكون طرفا مركزيا في الساحة الإقليمية.


وأضاف، في تصريحات ترجمتها "عربي21"، أن هذه الضربة الغربية خدمت الأسد والروس والإيرانيين، وعلى العكس فإنها أضرت بإسرائيل، وكان سيكون من الأفضل لو أنها لم تتم من الأساس على أن تكون وقعت بهذه الصورة الضعيفة، لأن الرسالة التي تلقاها الأسد من هذه الضربة أنه بإمكانه مواصلة ذبح شعبه، لكن من دون استخدام السلاح الكيماوي.


إيهود باراك، رئيس الحكومة الأسبق، قال إن الهجوم الأمريكي جاء محددا ومركزا، وحمل رسالة لسوريا مفادها عدم استخدام السلاح الكيماوي، معبرا عن عدم ثقته من أن الرسالة وصلت، بحيث أن الأسد لن يستخدم السلاح الكيماوي مستقبلا، هذا غير صحيح، الرسالة لم تكن بتلك القوة المطلوبة.


وأضاف في حوار نشرته معاريف، وترجمته "عربي21"، أن الضربات الأمريكية كانت على هذا النحو لأن ترامب رأى أن الأمريكان لا يريدون الدخول في صورة الحرب الدائرة في سوريا، وهو يعلم أن الشرق الأوسط منطقة معقدة، ولذلك ليس هناك من مصلحة للولايات المتحدة للبقاء فيها، كجهة متورطة بعمق في مشاكله.


وأوضح أن ترامب يعتقد أنه ليس المكلّف مباشرة بحل مشكلة السلاح الكيماوي السوري؛ لأن سلفه باراك أوباما هو من أوجد الفراغ الذي تسلل إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجاء به إلى سوريا.


موشيه يعلون، وزير الدفاع السابق، قال للقناة العاشرة إن ما حصل في سوريا من ضربات جوية هي لعبة بين الكبار، وليست مرتبطة بصورة مباشرة بإسرائيل، التي يجب ألّا تظهر نفسها كقوة عظمى.


وأضاف، في حديث ترجمته "عربي21"، أن إسرائيل استطاعت تحقيق ردع واضح أمام اللاعبين السيئين في سوريا وهم: إيران وحزب الله وتنظيم الدولة والنظام السوري، وهي تمتلك قنوات مفتوحة مع الروس، ولا تتسبب بإزعاج أحدنا للآخر، دورنا منوط فقط فيمن يهدد أمننا، من خلال تفعيل الذراع الطويلة التي نمتلكها.

 

أمير أورن، الخبير العسكري بموقع ويللا، قال إن الضربة الأمريكية لسوريا بهذا الحجم تعني أن ترامب خضع لضغوط الجنرالات الأمريكان، واكتفى بضربة رمزية لنظام الأسد، ما يعني انتصار المنطق البارد لجنرالات وزارة الدفاع والبنتاغون على الضغوط التي مورست عليهم؛ للرد بصورة كبيرة كما أراد ترامب ذاته.


وأضاف، في تحليل مطول ترجمته "عربي21"، أن الأسد -الذي وصفه ترامب بالحيوان- يستطيع أن يكون مرتاحا الآن بعد هذا الهجوم؛ لأن المظلة الروسية استطاعت أن تحميه.


ورغم أن الهدف الأمريكي المعلن من هذه الضربة هو توجيه رسالة ردعية لنظام الأسد، لكن الواقع فعليا أن الإدارة الأمريكية هي المردوعة أكثر من كونها رادعة لغيرها، وبعد أن كان القرار الأمريكي للرد على هجوم دوما الكيماوي بتوجيه ضربات قوية للجيش السوري، جاءت العملية عبر عدة صواريخ محدودة.

 

دانة فايس، الكاتبة في القناة الثانية، قالت إن المخاوف الإسرائيلية تتعلق بأن تكون إحدى نتائج الضربة الأمريكية لسوريا أن يتم تقييد حرية حركة الجيش الإسرائيلي على الجبهة الشمالية.


ونقلت فايس، في تقرير ترجمته "عربي21"، عن مصدر سياسي إسرائيلي مطلع، أن الهجوم على سوريا قد يمهد الطريق أمام الولايات المتحدة للخروج منها، في حين سوف تترك إسرائيل تتعامل وحدها مع تهديدات إيران.


وختمت بالقول: بهذه الضربة ستقول واشنطن: عملنا ما هو مطلوب منا، وآن أوان الخروج من سوريا، في حين أن الهجوم قد يدفع روسيا لتجاهل المطالب الإسرائيلية، بحيث قد تقدم على بيع سوريا منظومات دفاع جوية متقدمة، ما سيضع عقبات وصعوبات أمام حرية الحركة لسلاح الجو الإسرائيلي.

 

اقرأ أيضا: ضربات جوية أمريكية بمشاركة بريطانيا وفرنسا على سوريا (شاهد)

3
التعليقات (3)
منير
الأحد، 15-04-2018 09:10 ص
اذا كانت عاقبة استخدام السلاح الكيماوي هو تدمير بضعة ابنية فإنها ليست بمشكلة كبيرة اذا تم قياسها بالمكسب على الارض. السيطرة على الغوطة الشرقية مقابل بضعة ابنية مكسب كبير للنظام. هذا هو النفاق الغربي والتغطية الغربية لنظام الاسد.
كاظم أنور دنون
الأحد، 15-04-2018 08:44 ص
سجل عندك 7 رسائل حقيقية يفهمها كل عاقل من هذه الضربات : 1- أن أمريكا - وبالطبع فرنسا وبريطانيا - لا يوحد لها نفوذ حقيقي في سوريا ولن يكون لها بعد هذا اليوم وجود في العراق ومن الممكن لبنان أيضا. 2- إن أمريكا باتت مرهقة وممزقة ونجمها - بفضل الله - آفل وهذه الضربة ( المهزلة) سوف تكون ذريعة العاهر ترمب للخروج سريعا من سوريا وترك الميدان من خلفه لكلاب الخليج وحدهم ليصلوا بنار الحرب. 3- أن الكيان الصهيوني وما له من كلاب ماسونيين عرب وغربيين أفلس وخسر الكثير الكثير في سوريا والعراق ولبنان ، وأنه لم يعد صانع الخطط ومحرك القرارات في المنطقة، بل بات يترقب الرد الأيراني والسوري واللبناني مثل غيره من العرب. 4- أن التغيير المرتقب الآن سوف يكون بالخليج وليس بسوريا أو العراق، وما القمة العربية المحزنة هذه إلا لمحاولة سد الفجوات والثغرات التي سوف تغرق المركب الخليجي ( السعودي الأماراتي بالتحديد) . 5- الثورة المضادة للربيع العربي ( والتي قادتها الماسونية الأماراتية والسعودية والمصرية) باتت تحتضر وبحاجة للإسعاف والعناية الحثيثة، وعودة الثورة العربية -الأسلامية باتت قريبة ولكن هذه المرة بشكل أشد وأعنف وأكثر تنسيقا ، وهنا يجب أن ننوه إلى ان المواقف الرمادية لدول مثل قطر وتركيا باتت ممجوجه وغير مقبوله. 6- إن القمة العربية المنعقدة بالظهران هي القمة الأخيرة ، وسوف يتبعها حل لمجلس التعاون الخليجي . 7- بشار الأسد لن يملك سوريا مرة أخرى، ولا يعنى لك أن تيار المقاومة سوف يهزم بل أن سوريا سوف تكون ساحة مفتوحة لعمليات ( خطيرة وجدية) ضذ الكيان الصهيوني وعملائه في الأردن ولبنان.
العقيد ابو شهاب
الأحد، 15-04-2018 07:48 ص
في 15 أبريل 1986، في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، قامت 66 طائرة أمريكية بشن غارات وقصف أهداف في ليبيا – من دون سابق إنذار - شملت العاصمة طرابلس ومنطقة بنغازي كما تم قصف المجمع السكني الذي يقيم فيه معمر القذافي قتلت فيه ابنته المتبناة هناء القذافي. بالإضافة لذلك فقد قتل 45 جندي ليبي و 15 مدنياً. بعد الهجوم بساعتين، قال ريغان : "عندما تعرض مواطنونا لهجوم أو لسوء المعاملة في أي مكان في العالم بناء على أوامر مباشرة من أنظمة معادية، فإننا سنرد طالما أنا في هذا المنصب". كان من المتوقع أن يسلك "ترامب" سلوكاً مشابهاً ل "ريغان" فتقصف الطائرات و الصواريخ قصري المهاجرين و الشعب في دمشق بما يعيد لأمريكا هيبتها أمام العالم . لكن التلكؤ في العمل العسكري و إعطاء خبر بحصوله و تحديد بنك الأهداف و القول بأن "النظام" ليس مستهدفاً و "نعومة" الضربة... كل هذه برهنت للمحللين السياسيين (الغير مأجورين) على أن بشار عميل لأمريكا و على أن أمريكا في حالة تراجع "فعلي" بما يجعلنا نتوقع أن يطيح بها منافسوها عن عرش العالم في غضون سنوات قليلة جداً.