اقتصاد عربي

شكوك حول قدرة السياح الروس على إنعاش السياحة بمصر

توقع خبراء سياحة مصريون ألّا تتعافى حركة السياحة في ظل الأوضاع المتوترة بالمنطقة وفرض حالة الطوارئ وعملية سيناء
توقع خبراء سياحة مصريون ألّا تتعافى حركة السياحة في ظل الأوضاع المتوترة بالمنطقة وفرض حالة الطوارئ وعملية سيناء

تراهن الحكومة المصرية على السياحة الروسية في إنعاش القطاعي السياحي، في أعقاب استئناف الرحلات المباشرة بين البلدين، بعد تعليقها إثر تفجير طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء عام 2015، ومقتل جميع ركابها البالغ 224 سائحا، وسط شكوك حول قدرتها على انتشال القطاع المتضرر من وضعه المتأزم منذ أكثر من خمس سنوات.

وتوقع خبراء سياحة مصريون ألّا تتعافي حركة السياحة في ظل الأوضاع المتوترة في المنطقة من ناحية، وفرض حالة الطوارئ من ناحية أخرى، كما استبعد مسؤولون روس أن ينعكس هذا القرار إيجابا على قطاع السياحة المتردي في مصر بشكل فوري.

وقالت الناطقة باسم صناعة السياحة الروسية، ايرينا تيورينا، لوكالة فرانس برس، إن "السياح لا يحتاجون لرحلات مباشرة إلى القاهرة؛ لان الانتقال من القاهرة إلى المنتجعات البحرية طويل وغير مريح، ولن يذهب أحد إلى هناك طالما الأمر على هذه الحال".

 

اقرأ أيضا: تراجعات حادة لعائدات سياحة مصر وصادراتها خلال العام 2016‎

شكوك روسية

يساور الروس شكوك حول مدى السلامة الأمنية لمواطنيها، بالرغم من إجراءات التفتيش على مطارات القاهرة من قبل خبراء روس لمعاينة الإجراءات الأمنية التي يتم تطبيقها على متن الرحلات المتجهة إلى موسكو.

وفي تصريحات صحفية، قال مدير الهيئة الروسية الفدرالية للملاحة الجوية، الكساندر نيرادكو، إن "استئناف الرحلات المباشرة إلى مصر، تحديدا إلى مناطق المنتجعات، يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة إلينا"، مضيفا أن "مصر لم تعد بعد وجهة سياحية بالنسبة للسوق الروسي".

ولم تبدأ بعد موسكو والقاهرة مناقشة موعد استئناف الرحلات من وإلى المقاصد السياحية كشرم الشيخ والغردقة، ويتطلب السفر من القاهرة إليهما استخدام الحافلات لمدة طويلة، لا يفضلها السياح، تتراوح ما بين سبعة وعشرة ساعات.

إجراءات محبطة

في هذا الصدد، قال الخبير في الاقتصاد السياسي والاستشاري السياحي، محمد شيرين، لـ"عربي21"، إن "التحدي الأكبر الذى يواجه السياحة المصرية اليوم ليس عودة الزائرين الروس أو غيرهم، بل غياب رؤية حقيقية وخطة شاملة لدى الحكومة للنهوض بالحركة السياحية كلها، وتركيزها بدلا من ذلك على "حلب" القطاع بأقصى قدر ممكن؛ عبر فرض المزيد من الضرائب والرسوم".

وتابع: "مما يجبر صُناع السياحة المصريين على اللجوء إلى عرض برامج رخيصة ولكن متدنية المستوى لا تجذب سوى السائح ضعيف الإنفاق، ولا تساهم بالتالي في تطوير السياحة في مصر؛ وذلك فقط كي تحصد الدولة المزيد من الأموال السريعة التي تمكنها من الإنفاق على مشاريعها الضخمة المشكوك بشدة في جدواها الاقتصادية، بينما هي في الوقت نفسه متقاعسة عن دعم إنشاء بنية تحتية للسياحة".

وأضاف: "كما عجزت الدولة حتى الآن أيضا عن حل معظم الإشكاليات الهيكلية والأمراض المزمنة التي يعاني منها القطاع، مثل ضعف منظومة التسويق، وهشاشة تمثيل الدولة له في الخارج، وتحويله إلى مجرد وسيلة لسفر الموظفين الحكوميين إلى أوروبا".

واستبعد الباحث الاقتصادي، وزميل جمعية المرجعين الداخليين من أمريكا، محمد نبيل، أن يسهم قرار استئناف الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو في تحسن مؤشر السياحة لسببين "أولهما، الوضع الدولي المتوتر في الشرق الأوسط عموما، إلى جانب انطلاق كأس العالم في روسيا في يونيو المقبل، وسيسافر العالم كله إلى روسيا وليس العكس، والرهان على السائح الروسي سيكون خاسرا".

وأضاف لـ"عربي21" أن "السبب الآخر هو الوضع الداخلي، فقد صدر قرار جمهوري، فجر السبت، بمد حالة الطوارئ في البلاد، وهذه رسالة مفادها أن الوضع غير آمن في مصر، إضافة إلى ما تشهده سيناء من عمليات مسلحة وعسكرية".

تأثير إيجابي حذر

من جهته، رحب الخبير الاقتصادي، حسام الشاذلي، بعودة الرحلات بين القاهرة وموسكو، قائلا: "لا شك أن عودة السياحة الروسية لمصر سيكون لها تأثير إيجابي على الموازنة العامة، وكذلك على سوق العمل، خاصة في شرم الشيخ والغردقة، حيث بدأت المنتجعات في إعادة العاملين الذين فقدوا وظائفهم من جديد في ظل ظروف حظر سفر السياح الروس لمصر".

وأضاف لـ"عربي21": "يتوقع أن يزور مصر أكثر من 3 ملايين سائح روسي في 2018، بعد زيادة حجوزات السفر المباشرة من روسيا لمصر بمعدل 30%، على أمل أن تصل عائدات السياحة إلى 7،3 مليار جنيه بعد هبوطها إلي 3،4 مليار في ظل الأزمة، ولكنها لن تقترب أبدا من معدلات 2010".

ولكنه توقع أن "يؤثر السوق البرتغالي على السوق المصري، بعد زيادة معدل سفر الروس إليه بنسبة 40%، وتفضيل السائح الروسي للبيئة السياحية الأوروبية، وتميز السوق التركي بتقديمه فرص تسوق أعلى بكثير من نظيره المصري".

واختتم حديثه بالقول: "لكن يبقى السؤال الأهم هو ما مدى شعور السائح الروسي بالأمن في مصر، ومدى تأثير الذكريات الأليمة للطائرة الروسية، والعمليات القائمة في سيناء على عودة السياح الروس مرة أخرى".

اقرأ أيضا: فايننشال تايمز: سياحة مصر الأكثر تضررا من مخاوف الإرهاب

التعليقات (0)