صحافة دولية

ما هي السيناريوهات المحتملة حال انسحبت واشنطن من سوريا؟

الصحيفة قالت إن انسحاب أمريكا من سوريا سيساهم في تنامي النفوذ الإيراني- أرشيفية
الصحيفة قالت إن انسحاب أمريكا من سوريا سيساهم في تنامي النفوذ الإيراني- أرشيفية

نشرت صحيفة "الكوريري" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن السيناريوهات المحتملة لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، علما وأن هذا الأمر من شأنه أن يساهم في تفاقم الأزمة في المنطقة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن البنتاغون سيرفض قرار واشنطن المتمثل في الانسحاب من سوريا، ومن المتوقع أن يكون هناك صدام بين إسرائيل وإيران، التي تسعى إلى بسط نفوذها في المنطقة، وهو ما من شأنه أن يشكل تهديدا مباشرا لإسرائيل. ومن جهتها، تسعى روسيا إلى تعزيز نفوذها في المنطقة بعد قرار دونالد ترامب.

وأفادت الصحيفة أن الساحة السورية شهدت طيلة سبع سنوات ظهور عدة تحالفات سياسية تسعى كل منها لخدمة مصالحها، على غرار التحالف الروسي والإيراني الذي دعم نظام الأسد لأهداف استراتيجية.


في المقابل، تسعى تركيا إلى القضاء على الأكراد في المنطقة الذين أصبحوا يشكلون خطرا عليها. أما الولايات المتحدة الأمريكية، فقد سعت إلى تعزيز مكانتها في الشرق الأوسط.

وأكدت الصحيفة أنه، بعد إعلان ترامب عن عزمه سحب قواته من سوريا، تسعى روسيا إلى تعزيز نفوذها في المنطقة. والجدير بالذكر، أن حوالي أربعة آلاف جندي متواجدون حاليا على الأراضي السورية.


إلى جانب ذلك، تعتمد موسكو على المرتزقة الذين ينتمون إلى مجموعة فاغنر، التي تضطلع بمهمة مساندة وحماية النظام السوري. وغالبا ما يتواجد المرتزقة على الخط الأول للهجوم، علما وأن موسكو تستخدمهم لتفادي سقوط الضحايا سواء في صفوفها أو في صفوف الجيش السوري.

وأقرت الصحيفة أنه بعد إعلان الرئيس الأمريكي عن عزمه سحب قواته من سوريا، واصلت السفن الروسية تزويد القوات الروسية في سوريا بالأسلحة والعتاد، ما يؤكد أن روسيا تسعى إلى تعزيز نفوذها في المنطقة. وفي حال تركت واشنطن سوريا، من المستبعد أن ينسحب بوتين من الأراضي السورية. عوضا عن ذلك، سيسعى بوتين إلى الحفاظ على المكانة التي حظي بها من خلال تدخله في الملف السوري.

وأوردت الصحيفة أن عدد الجنود الأمريكيين في سوريا بلغ حوالي 2000 جندي يتواجدون في شمال وجنوب سوريا. وبحسب المصادر، يبلغ عدد الجنود الأمريكيين في كل من سوريا والعراق حوالي 5508 جندي. ومن المتوقع أن يرفض البنتاغون قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، حيث يماطل في تنفيذ هذا القرار.

وأضافت الصحيفة أنه في حال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، سيتعيّن على واشنطن بذل مجهودات مضاعفة للحفاظ على مكانتها وعلى دورها الإقليمي نظرا لأن انسحابها سيساهم في تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة. كما أن الأكراد لا زالوا يطمحون في الحصول على دعم واشنطن في أزمتهم الحالية. وعلى الرغم من كل هذه القضايا العالقة، يصر ترامب على مغادرة سوريا لفسح المجال لحلفائه في الشرق الأوسط للتكفل بهذه المهمة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا للسياسي الأمريكي، جون بولتون، من المحتمل أن تتشكل قوات عربية تضم المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر وقطر لتحل محل الولايات المتحدة الأمريكية في حال سحبت قواتها. كما يمكن أن تضم هذه القوات جنودا مرتزقة ينتمون "لبلاك ووتر"، لطالما اعتمدت عليهم الدول الخليجية في حروبها.

 

اقرأ أيضا: "المهمة أنجزت" لكن الأسئلة عالقة حول استراتيجية أمريكا بسوريا

وبحسب صحيفة وول ستريت، من المستبعد أن تنجح القوات العربية في سوريا، حيث يعزى ذلك إلى المآسي التي سببها التحالف العربي في اليمن فضلا عن الخلافات السياسية التي تجمع بين الدول العربية والتي ستحول دون نجاحها في سوريا. وفي حال تكفلت الدول العربية بمهمة الولايات الأمريكية في واشنطن، سيكون الهدف الأول لها محاربة الهلال الشيعي في المنطقة.

وأكدت الصحيفة أن إيران ترحب بقرار الولايات المتحدة الأمريكية القاضي بسحب قواتها من سوريا. وعلى خلفية قرار ترامب، شنت القوات الإسرائيلية هجمات استهدفت بها القاعدة العسكرية "تي4"، علما وأن إيران تسعى إلى توسيع مناطق نفوذها وتعزيز منشآتها العسكرية في المنطقة، الأمر الذي سيجعل لها موطئ قدم في كل من العراق ولبنان. وعموما، من المؤكد أن اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل أصبح وشيكا، خاصة وأن تل أبيب أصبحت، منذ قرار الرئيس الأمريكي فيما يتعلق بالملف السوري، تشن هجمات ضد إيران، التي تعتبرها بمثابة تهديد مباشر لها.

وفي الختام، أكدت الصحيفة أنه في حال سحبت الولايات المتحدة الأمريكية قواتها بالفعل، فسنشهد حتما حربا وشيكة بين إيران وإسرائيل داخل الأراضي السورية.

التعليقات (1)
قاسم - اربد
الأربعاء، 18-04-2018 11:23 م
لا زالت امريكا وايران واسرائيل اساس مشكل الوطن العربي والذين لاهم لهم الا انفسهم فاسرائيل تحتل الاراضي العربية وتدعمها امريكا ودول الخليج بذلك وخاصة السعودية والامارات وايران تريد السيطرة على االدول العربية من منطلق فارسي قومي بغيض للامة العربية وايران تتدخل في سوريا خاصة ولو كانت امريكا تريد مصلحة العرب فكيف تسمح لها بالتدخل في سوريا واليمن ولبنان امريكا لا يهمها العرب قدر ما يهمها اموالهم فقط فايران محتلة واسرائيل محتلة هل فعلت امريكا للعرب اي شىء ورغم ذلك لم توافق للسعودية على انشاء مفاعل نووي فكيبف وافقت لايران واسرائيل على ذلك المستهدفون العرب في كل حدث وكأن امريكا عاقدة القران عليهم لايستطيعوا مفاتحتها بذلك او الخروج عن طاعتها سوف تتفق ايران واسرائيل بالتعاون الامريكي على العرب بتقسيم نفوذهما في المنطقة وسينام العرب في سبات عميق بعدما يكونوا قد افقرتهم امريكا واسرائيل من الايتزاز الحاصل فرعاة الامة مجرمين جبناء.