رياضة دولية

كيف تهدد الحرب السورية كأس العالم؟

يهدد الوضع في سوريا التحضيرات لكأس العالم ومبارياته التي ستباشر بعد أقل من شهرين- عربي21
يهدد الوضع في سوريا التحضيرات لكأس العالم ومبارياته التي ستباشر بعد أقل من شهرين- عربي21

نشرت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن التوترات التي تشهدها سوريا والضربات التي وجهها التحالف الثلاثي واشنطن-باريس-لندن على أراضيها. ويهدد هذا الوضع التحضيرات لكأس العالم ومبارياته التي ستباشر بعد أقل من شهرين.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، أكد على هذا الجانب في بيان أصدره بعد تفجير واشنطن لدمشق. وأشار المسؤول إلى أن "الهجوم على سوريا لن يكون دون عواقب".

وبينت الصحيفة أن العلاقات بين الدول المتدخلة في الصراع السوري متوترة للغاية. وقبل شهرين من انطلاق مباريات كأس العالم روسيا 2018، أطلقت صافرات الإنذار المحذرة من عواقب هذه الأوضاع المضطربة في العالم.

وأوردت الصحيفة أنه على الرغم من تأزم الأوضاع، إلا أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، أراد تهدئة الساحة الرياضية، وأعرب عن ثقته في عدم تأثير الأزمة السياسية الحالية بين روسيا وباقي الدول على المناسبة الكروية القادمة.

وكشفت الصحيفة عن تصريحات إنفانتينو التي جاء فيها أن "العالم يمر بوضعية حساسة للغاية"، لكنه مقتنع بأنه "لن يكون لهذه التوترات تأثير سلبي على مباريات كأس العالم روسيا 2018". ويرى المسؤول أنه "سيحدث العكس تماما". وعلل إنفانتينو موقفه بأن "كرة القدم لديها القدرة على توحيد الشعوب ودرء العنف والدمار".

وأضافت الصحيفة أنه من المقرر مباشرة الحدث الكروي العالمي خلال الفترة الفاصلة بين 14 حزيران/ يونيو و15 تموز/ يوليو من هذه السنة. وقبل هذه المناسبة التي تنظم للمرة الأولى على الأراضي الروسية، يبدو أن العلاقات بين البلد المنظم والقوة العالمية الأولى تمر بأسوأ لحظاتها. وعلى وجه الخصوص عكر صفو هذه العلاقات بين القوى العالمية وحلفائها الضربات على سوريا وتبرير كل قوة عالمية لموقفها.

ونقلت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب برر قصفه على سوريا، حليفة روسيا، واعتبره ردة فعل على استعمال سوريا للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين. لكن، لم يمنع ذلك من احتجاج روسيا على الهجمات التي نفذتها القوة العالمية الأولى، وتأكدت دعمها للنظام السوري.

وأوضحت الصحيفة أنه في بيان نشره الكرملين شدد بوتين على أنه "في حال استمرت مثل هذه الأعمال وانتهاك ميثاق الأمم المتحدة، من المؤكد أن يشهد العالم حالة من الفوضى على مستوى العلاقات الدولية".


في الأثناء، يتفق كل من فلاديمير بوتين وحسن روحاني حول أن الهجمات على سوريا عامل يضر بعملية التوصل إلى حل سياسي للصراع السوري. ومن جهته، أشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى أن "الحرب الباردة قد عادت من جديد"، على خلفية التوترات في سوريا.

وبينت الصحيفة أن العالم شهد على مر التاريخ حالات سابقة لتوترات واضطرابات بين الدول، اضطرت العديد من الدول إلى إلغاء أو تعليق مسابقات عالمية. وعلى سبيل المثال، يمكن الحديث عن أحداث كأس العالم في فرنسا سنة 1938. وخلال ذلك الوقت، قرر الفيفا تعليق هذا الحدث العالمي بسبب أحداث الحرب العالمية الثانية.

وأضافت الصحيفة أن الصراع العالمي دمر جزءا كبيرا من أوروبا، خلال الفترة الفاصلة بين سنتي 1939 و1945. وفي وقت لاحق، عادت هذه البطولة إلى روحها وتواصلت مبارياتها خلال سنة 1950.

وأوردت الصحيفة مثالا حيا آخر عن قدرة التوترات الدولية على تهديد المسابقات العالمية الكبرى، وخاصة مباريات كأس العالم لكرة القدم. وعلى وجه الخصوص، كان منتخب الأرجنتين خلال كأس العالم إسبانيا سنة 1982، يستعد لخوض أهم مسابقة للمنتخبات في العالم في خضم صراع مسلح مع إنجلترا.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن منتخب الأرجنتين شارك في هذه المسابقة الكروية لكنه خسر أمام بلجيكا في ملعب الكامب نو. وبعد يومين انتهت هذه الحرب واعترف الجنرال الأرجنتيني، بنجامين مينينديز، بالهزيمة في حرب جزر فوكلاند.

التعليقات (1)
ابو العبد الحلبي
السبت، 21-04-2018 07:39 م
في عام 1980 ، قاطعت أمريكا (مع 64 دولة) الألعاب الأوليمبية في موسكو احتجاجاً على غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان. في حينه ، أنذر الرئيس كارتر موسكو بأنها إن لم تسحب قواتها المحتلة من أفغانستان خلال شهر فستقاطع أمريكا الألعاب. في ذلك الوقت ، كانت أمريكا تنظر للاتحاد السوفيتي نظرة الند للند و كانت العلاقات بينهما تسير على توافق و تفاهم في أمور و اختلاف في أمور . نحن الآن في عالم "القطب الواحد" الذي تنفرد فيه أمريكا بإدارة النظام الدولي و لا تنازعها أية دولة في ذلك بصورة حقيقية . من المسموح أن تعلو الأصوات ضد أمريكا و لكن يبقى هذا كلام لا يقدَم و لا يؤخر "على طريقة : أوسعتهم شتماً و فازوا بالإبل". في العالم الحالي تنظر أمريكا إلى روسيا نظرة دونية ، فمن حيث القوة العسكرية تبلغ قوة أمريكا 20 ضعف قوة روسيا ، و من حيث الاقتصاد فإنه لا مجال للمقارنة لأن الفارق هائل بين البلدين لصالح أمريكا. مع أن الضربة الأمريكية "بالأساس" هي مسرحية خداع ، إلا أن الرسالة كانت أن أمريكا تستخف بروسيا و بإيران "حماة و داعمي بشار" علماً بأنها من طلبت من الروس التدخل في سوريا بتمويل إماراتي و هي من أمرت حكام الفرس بالتدخل بتمويل ذاتي. لم تدع أمريكا لمقاطعة ألعاب كرة القدم 2018 في موسكو ، و لو تفعل هذا اليوم فمن المؤكد أنها ستضرب اقتصاد روسيا ضربة قاسية.