ملفات وتقارير

ماسبيرو خارج الخدمة في رمضان.. هل للإمارات علاقة؟

مراقبون: تهميش ماسبيرو سياسة نظام السيسي تحت شعار "الميزانية لا تسمح"- أرشيفية
مراقبون: تهميش ماسبيرو سياسة نظام السيسي تحت شعار "الميزانية لا تسمح"- أرشيفية

رغم اقتراب الموسم الدرامي السنوي مع قدوم شهر رمضان، إلا أن التليفزيون المصري لم ينجح حتى الآن في التعاقد مع أية مسلسلات وذلك نظرا لما تم رصده من ميزانية ضعيفة جدا (60 مليون جنيه)، لا تكفي لشراء أي من مسلسلات النجوم الكبار التي حصلت القنوات والشبكات الخاصة على حق عرضها حصريا.

وفي الوقت الذي تحاول فيه الهيئة الوطنية للإعلام شراء بعض مسلسلات ممثلين الصف الثاني والثالث، أو الحصول على موافقات منتجين وقنوات خاصة بعرض بعض الأعمال الخاصة بها، إلا أنها لم تنجح حتى الآن، ما يعني أن ماسبيرو خارج الخدمة في رمضان وأن وضع تليفزيون الدولة الرسمي في تراجع مستمر خاصة وأنه قام بعرض 6 مسلسلات برمضان الماضي ليس منها أعمال لكبار النجوم.

 

اقرأ أيضا: اهتمام إسرائيلي مثير بمسلسلات رمضان العربية.. لماذا؟

وضع ماسبيرو صاحبة التاريخ الدرامي بالمنطقة العربية وصاحبة أعرق شركات الإنتاج الدرامي عربيا؛ يثير التساؤل حول أسباب تهميش تليفزيون الدولة الرسمي، كما يطرح التساؤل حول علاقة الإمارات بالأمر خاصة وأن أبوظبي اشترت منطقة مثلث ماسبيرو الشعبية وهي القضية المثيرة للجدل بمصر، فيما تحدثت تكهنات بعض الصحفيين عن أن هذا التهميش يأتي كخطوة لغلق ماسبيرو وبيعه هو الآخر كالمنطقة الملاصقة له إلى الإمارات.

وقال الكاتب الصحفي المعارض سليم عزوز، عبر صفحته في "فيسبوك": "ماسبيرو بدون مسلسلات في رمضان"، متسائلا هل: "تريدون إغلاقه؟"، مشيرا إلى أن "المبنى يقع في دائرة (مثلث ماسبيرو) الذي تم بيعه للإمارات"، مخاطبا مسؤولي الدولة بقوله: "أغلقوه دون أن تجتهدوا في تخريبه، فلن تجدوا من يقاومكم".

 

 

وتقوم السلطات بإزالة عشوائيات مثلث ماسبيرو وتسكين الأهالي بحي الأسمرات، مؤكدة أن ذلك بهدف القضاء على ظاهرة العشوائيات وتحويل قلب العاصمة لمركز تجاري سياحي عالمي.

وماسبيرو أقدم التلفزيونات العربية بالشرق الأوسط وأفريقيا، بعد تلفزيون العراق وأهم معالم نيل القاهرة؛ حمل اسم عالم الآثار الفرنسي "جاستون ماسبيرو" رئيس هيئة الآثار المصرية سابقا، وتم تشييده بعهد الرئيس جمال عبد الناصر.

 

سباق الجيوب

وفي تعليقه قال الكاتب الصحفي محمد أبوكريشة: "للأسف نحن في سباق جيوب لا عقول وقلوب"، مضيفا أن "الدولة الآن ناجحة في إنجاز الحجر والشجر؛ لكنها فاشلة في الإنجاز البشري"، مؤكدا أهمية ودور ماسبيرو بقوله: "بناء البشر أهم من بناء الحجر".

ونفى أبوكريشة، خلال حديثه لـ"عربي21"، أن يكون للإمارات علاقة بتهميش تليفزيون الدولة الرسمي، بحجة شراء أبوظبي منطقة مثلث ماسبيرو، وقال: "لا أظن أن الأمر هكذا أبدا"، منتقدا من يروجون مثل هذه الأقاويل.

 

اقرأ أيضا: 6 تسريبات شغلت المصريين في رمضان.. تعرف عليها (فيديو)

وحول أسباب تهميش المبنى وخسارة قوة ماسبيرو الناعمة على العرب وإفريقيا، قال: "ليست هناك الآن قوة ناعمة، فماسبيرو والصحف القومية حاليا؛ أصبحت أوكار فساد وعبئا على الدولة والشعب".

وأشار إلى أهمية دور وزارة الإعلام سابقا، مقرا بأن مصر خسرت وجودها خاصة وأن الهيئة الوطنية للإعلام لم تقم بالدور الكامل ولم تنجح في إنقاذ إعلام الدولة، مؤكدا أن "الهيئة ولدت ميتة".

سياسة الدولة

 

من جانبه يعتقد الفنان شريف محسن، أن تهميش ماسبيرو "سياسة للدولة المصرية"، موضحا أنها "لا تريد الصرف على قطاعات التليفزيون أو تقوم بتطوير القديم، وتتجه إلى عمل الجديد بدلا من تطوير القديم".

وبسؤاله حول أسباب تخلي الدولة عن تاريخنا وعن ريادة ماسبيرو ولصالح من يتم هذا التهميش، قال محسن، أحد العاملين بماسبيرو: "فيه حاجات مش لازم نفهمها؛ بتحصل كما هي كدة وخلاص للأسف"، دون أن يوضح مقصده من تلك العبارة.

وحول ما يثار حول التخلص من ماسبيرو أو تطويره، أضاف قائلا: "لسه مش عارفين خطتهم إيه ومفيش حاجة معلنة، ولكن نتمنى الخير".

الميزانية لا تسمح

وأرجع المخرج بالتليفزيون المصري عادل معوض، هذه الأزمة وما يتم من تهميش لتليفزيون الدولة الذي علم العرب والمصريين، إلى الوضع المالي لماسبيرو، قائلا لـ"عربي21"، إن "الميزانية لا تسمح".

والأربعاء، وافقت لجنة والإعلام بالبرلمان على (3.1 مليارات جنيه) كميزانية للهيئة الوطنية للإعلام، فيما طالب رئيس اللجنة أسامة هيكل بحل أزمة ديون ماسبيرو التي وصلت لـ32 مليار جنيه.

وفي رؤيته قال الكاتب الصحفي قطب العربي، إن "ماسبيرو يعاني حاليا مديونيات ضخمة جاوزت الثلاثين مليار جنيه"، مشيرا إلى أنه "لا يزال يعاني ترهلا إداريا أو ما يسمى بالبطالة المقنعة حيث يعمل به أكثر من 35 ألف موظف بينما حاجته الحقيقية لا تتجاوز 5 آلاف".

 

اقرأ أيضا: مسلسلات رمضان المصرية.. عنف وعري ونفاق للسيسي

العربي، أكد لـ"عربي21"، أنه "وبسبب هذا الترهل الإداري والمديونية الضخمة واستحالة إنقاذ ماسبيرو؛ فإن السلطات الحاكمة الحالية اتجهت لتأسيس منظومة إعلامية جديدة"، موضحا أن توجه النظام يشابه الفكرة السائدة من أن "شراء سيارة جديدة أوفر ماليا من إصلاح وصيانة سيارة متهالكة".

وأضاف العربي: "ناهيك عما سبق فإن السلطات الحالية تعتبر ماسبيرو تجسيدا لدولة يوليو 1952 بينما تريد هي إعلاما ببصمتها الخاصة"، موضحا أن "معظم تعاقدات الأعمال الفنية القوية ماليا تتجه للقنوات الخاصة الجديدة والقديمة التي أصبحت تمتلكها المخابرات الحربية مثل مجموعة (دي إم سي) و(الحياة) و(العاصمة) و(أون تي في) و(سي بي سي).. الخ".

قوة ناعمة

وقال الأكاديمي المصري خالد عبد الغني، إن "ماسبيرو ليس المبنى الذي شكل وجدان وعقل المصريين والعرب ولكنه مع الزمن أصبح معبرا عن الدور والرسالة التي وجب عليه الاستمرار بها".

وعبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك" دعا عبد الغني، للحفاظ على ماسبيرو، محذرا من التفريط فيه، ومطالبا بـ"تطويره وتجويد الأداء التقني والفني به والإبقاء عليه كونه أحد أشكال القوة الناعمة الداعمة للدولة".

التعليقات (0)