ملفات وتقارير

محللون يتحدثون عن تململ تنظيمي داخل فتح جراء قطع الرواتب

المحلل السياسي طلال عوكل، قال إن المتضرر الأساسي هي حركة فتح من قرار قطع الرواتب- جيتي
المحلل السياسي طلال عوكل، قال إن المتضرر الأساسي هي حركة فتح من قرار قطع الرواتب- جيتي

أكد محللون سياسيون بدء التأثر والتململ التنظيمي الداخلي لحركة فتح من القرارات التي اتخذها رئيس السلطة محمود عباس والتي كان آخرها قطع رواتب موظفي السلطة في غزة دون الضفة والتي طالت في أغلبها كوادر للحركة.

وكان لافتا خلال الأيام التي تلت قرار قطع الرواتب غياب قيادات حركة فتح في قطاع غزة إعلاميا، وميدانيا، عن الفعاليات والاحتجاجات التي يقوم بها الموظفون المحرومون، فضلا عن اتهامات داخل الحركة لهم بعدم ممارسة أي ضغط على الرئيس الفلسطيني، في ظل تسريبات عن استلام عدد منهم وأبنائهم للراتب.


وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية قالت في 25 آذار/مارس الجاري، إن وزير الشؤون المدنية الفلسطيني "حسين الشيخ" أبلغ وزير المالية الإسرائيلي نية السلطة قطع رواتب موظفيها بغزة، وهو الأمر الذي نفته السلطة.

ودفع قرار عباس لإقدام أحد كوادر الحركة بغزة لإعلان استقالته من المكتب الحركي الطبي المركزي، احتجاجا على قرار منع الرواتب.


وقال سهيل مطر في بيان له نشره عبر صفحته على الفيسبوك: "إنني أقدم استقالتي على الملأ من المكتب الحركي الطبي المركزي احتجاجا على الإجراءات التي تقوم بها السلطة واعتراضا على تصرفات الحركة في المحافظات الجنوبية التي لم تحرك ساكنا اعتراضا أو رفضا وبقيت صامتة بلا حراك يذكر كأننا معزولين عن شعبنا".


اقرا أيضا:  أسرى غزة يهددون بخطوات تصعيدية لعدم صرف رواتبهم


وتعليقا على انعكاسات قرار عباس على الوضع التنظيمي الداخلي قال المحلل السياسي تيسير محيسن، إن البنية التنظيمية لحركة فتح بغزة "مصابة بشيء من الترهل وعدم التماسك نتيجة لعدة اعتبارات، منها العلاقة بالقيادة التنظيمية لساحة غزة، ونتيجة للظروف السياسية التي ألقت بظلالها على الواقع التنظيمي للحركة بعد الانقسام السياسي".

وأضاف محيسن في حديث لـ"عربي21" بأنه "رغم كل التبريرات التي تساق لتبريد الساحة التنظيمية لحركة فتح في غزة، والحيلولة دون انفراط ما تبقى من عقد البناء التنظيمي لها، يأتي قرار الرئيس الفلسطيني ورئيس حركة فتح محمود عباس، بوقف رواتب لموظفين وجلهم من حركة فتح، ليلقي بظلاله وبأثر واضح على مساحة الثقة التي كانت متوفرة بين القاعدة التنظيمية والقيادة السياسية للحركة، رغم ما أصابها في السنوات الماضية من الشروخات التي حصلت، وخاصة الشرخ الرئيسي بظهور جناح في حركة فتح يقوده محمد دحلان الذي أثر بشكل واضح على جسم الحركة في القطاع تحديدا".

ويرى محيسن، أن القناعة المبدئية لدى بنية التنظيم "لم تكن صلبة في تحمل وتقبل ما يحصل، بالرغم من التجميل والتبرير من القيادة التنظيمية للقطاع والتي أرجعت القصة لمحاولات الضغط على حركة حماس، ما أدى إلى انتقاد الكثير من أبناء فتح و مسؤوليهم ممن لم يوضعوا بتفاصيل الإجراء بما يشبع التساؤلات".

ونوه إلى أن استمرار الأمر على هذا المنوال سيكون فرصة لتيار دحلان أن يجد له بيئة ملائمة ليدخل بشكل أعمق، ويتواصل مع العديد من أفراد التنظيم النشطاء في المناطق لاستيعابهم.

وعن موقف قيادة الحركة في غزة وصمتها أمام هذه الأزمات، يرى محيسن: "هو تواطؤ من قيادة الحركة، أو أنهم مغلوب على أمرهم، واصفا إياها بالضعيفة، وهي تتقبل ما يحدث، وتنصاع له، دون تقديم الإجابات الشافية لأبنائهم وللشارع الفلسطيني من أجل تحقيق هدف سياسي لا يوجد له أي مبرر".

 

اقرا أيضا : حماس: قطع رواتب موظفي السلطة بغزة عمل مجرد من القيم والمبادئ


من جهته اعتبر المحلل السياسي طلال عوكل، أن المتضرر الأساسي هي حركة فتح، بالرغم من عدم وجود اختلال حتى اللحظة بين تركيبة الحركة وقيادتها، بسبب المسكنات والوعود، إلا أن ذلك سيوفر برأيه "فرصة لتيار دحلان للتوسع على حساب حركة فتح الرسمية، وذلك ملاحظ من خلال نشاطات تيار دحلان الأخيرة التي تتسع".


وحذر عوكل في حديثه لـ"عربي21"، من أن استمرار الأزمة سيظهر نتائج قريبة، وخاصة إن لم يتم دفع رواتب هذا الشهر، ومع قدوم شهر رمضان، فإن تأثير ذلك سيكون مباشرا على حركة فتح.


واعتبر عوكل، أن قيادة فتح في غزة، جزء من المستوى الذي يأخذ القرار، مضيفا بأنه في الآونة الأخيرة جرى تحرير رواتب حوالي 42 قياديا في الحركة.


وأضاف أنه بالرغم من تأثر قيادات غزة بالحالة التي يمر بها قطاع غزة، "إلا أنه من غير المتوقع أن يكون صوتهم معارضا أو يصرخ ويشتكي بالقدر الكافي الذي يسمع الجهة التي اتخذت القرارات، وبالرغم من الصوت العالي من  الدكتور زكريا الأغا، إلا أنه ليس عضوا في قيادة الإقليم".

التعليقات (0)