حول العالم

كيف تطلب علاوة في الراتب من رئيسك في العمل؟

علاوة
علاوة
نشرت صحيفة "سلايت" الناطقة بالفرنسية مدونة، تحدثت فيها عن تجربة أحد الموظفين في إطار بحثه عن الحصول على علاوة في الراتب من رئيسه في العمل. وقد اتبع هذا الموظف العديد من الطرق لبلوغ ذلك، بداية من الطلب المباشر، وصولا إلى الإضراب عن العمل ورفع طلب للنقابة.

وقالت الصحيفة، في المدونة التي ترجمتها "عربي21"، إن هذا الموظف كان في كل مرة يسعى فيها إلى طلب علاوة من رئيسه في العمل يفقد السيطرة على نفسه، ويقوم بخلط الأمور، ويفشل في بلوغ مبتغاه. وساهم هذا الأمر، فضلا عن عجز هذا الموظف عن الحصول على علاوة، في تأزم وضعه المادي. 

وذكرت الصحيفة أن هذا الموظف كان طوال هذه السنوات يكبت مشاعر الغضب والانزعاج إزاء هذا الوضع. ففي الواقع، لم يحصل هذا العامل سوى على علاوة واحدة، كانت لا تكفي لإطعام قطه. وقد كانت عبارة عن مبلغ بسيط للغاية حظي به بعد مفاوضات مكثفة مع أرباب عمله، والتزم بعدها بعدم الكشف عن الترتيبات المالية التي تسمح لجميع العاملين في الشركة بالحصول على امتيازات عقارية باستثنائه. وقد انصاع للأمر في نهاية المطاف.

وأشارت الصحيفة إلى أنه، وبعد مرور بعض السنوات، التمس الموظف من رئيسه في العمل علاوة، وارتأى أنه يستحقها عن جدارة؛ نظرا للمردود المتميز الذي يقدمه ضمن المهام التي يكلف بها. فضلا عن ذلك، لم تصدر في حقه أي شكاوى سوى من بعض الموظفين الحاقدين. وفي الأثناء، حاول هذا الموظف إرضاء من حوله، والالتزام بالقوانين في العمل، وذلك من أجل الحصول على علاوة.

ونقلت الصحيفة عن الموظف أنه حاول إيصال صوته إلى مجلس الإدارة عن طريق رسائل مضمونة الوصول، شرح فيها بشكل مفصل وبطريقة مهذبة المظلمة التي يتعرض لها. وعندما لم تجد هذه الطريقة نفعا، دخل في إضراب جوع، حتى وصل به الأمر إلى الهذيان والمشي عاريا في الشارع. كما هدد هذا الشخص بحرق نفسه أمام مقرات الصحف، وذلك على أمل أن يلقى تجاوبا من طرف أعضاء مجلس الإدارة، ذوي القلوب القاسية، على حد تعبيره.

ونوهت الصحيفة إلى أن الموظف تقدم بشكوى إلى كل من زوجة الرئيس الفرنسي بريجيت ماكرون، "والرابطة الدولية لمناهضة العنصرية ومعاداة السامية"، وذلك بتعلة التمييز ضده بسبب أصوله اليهودية. وكانت الإجابة في كل مرة أن رسائله لم تصل إلى مجلس الإدارة، أو أنها لا تفي بالشروط المطلوبة من أجل الاطلاع عليها.

وأفادت الصحيفة بأن هذا الموظف أقر بأن العديد من زملائه حصلوا على علاوات في مناسبات عدة باستثنائه، وذلك بسبب عجزه عن التأثير وإقناع المسؤولين في الشركة بالوضع المادي المأساوي الذي يعيش في ظله. ومن المثير للاستغراب أن هذا العامل تجرع نصف قارورة من سائل التنظيف قبل الحديث مع مديره المباشر، وذلك من أجل التحلي ببعض الشجاعة. ولكنه فقد التركيز تماما، وناقش معه جميع المسائل المطروحة في العمل دون التطرق إلى موضوع الزيادة في الراتب التي يهدف لها.

والجدير بالذكر أن هذا الموظف استشار العديد من المواقع التي تعنى بمشكلة الحصول على علاوة، بالإضافة إلى الأقارب والزملاء في العمل. واستنادا إلى توصياتهم، اقتنى بذلة رسمية وزوجا من الأحذية، في محاولة لإثارة إعجاب المدير، وترك انطباع جيد. فضلا عن ذلك، بادر هذا العامل بإعداد خطاب تدرب عليه لساعات طويلة، إلا أن الأمر لم ينجح، حيث اعتقد رئيسه في العمل بأنه السائق الجديد.

وفي الختام، أوردت الصحيفة أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل، لذلك بادر هذا الموظف في النهاية باللجوء إلى رئيس الكونفدرالية العامة للشغل في فرنسا، فيليب مارتينيز، لتولي قضيته، في حين عمد إلى التوقف عن العمل دون أجل محدد.      
0
التعليقات (0)