صحافة إسرائيلية

تحريض إسرائيلي بالتصعيد والقصف ضد مسيرات العودة

يعتقد الفلسطينيون أن لجوء الجيش لهذه السياسة الجديدة بالرد على مسيراتهم المتمثلة بعمليات القصف تعبر عن إحباط إسرائيلي- جيتي
يعتقد الفلسطينيون أن لجوء الجيش لهذه السياسة الجديدة بالرد على مسيراتهم المتمثلة بعمليات القصف تعبر عن إحباط إسرائيلي- جيتي

قال كاتب إسرائيلي أن مسيرات العودة في قطاع غزة باتت تتطلب تغييرا فيما وصفها قواعد اللعبة، بعد أن بات الجيش الإسرائيلي يقصف قواعد لحماس في قلب قطاع غزة، في محاولة منه لردعها عن الاستمرار بهذه المسيرات، أو تسهيل عمليات التسلل للشبان الفلسطينيين باتجاه خط الهدنة.


وفي ضوء أن حماس ليس لديها مصلحة في مواجهة عسكرية اليوم مع إسرائيل، فإن ذلك يتطلب من الأخيرة تصعيد عمليات قصفها، تحضيرا ليوم النكبة في أواسط مايو أيار الجاري.


ونقل الخبير الإسرائيلي بالشئون العربية يوني بن مناحيم في مقاله بموقع "نيوز ون"، وترجمته "عربي21" عن أوساط أمنية إسرائيلية قولها إن الجيش بدأ ينتهج سياسة جديدة للتعامل مع مسيرات العودة بحيث سينتقل لتفجير مقرات لحماس في عمق قطاع غزة، عقب تزايد عمليات التسلل بصورة واسعة خلال أيام الجمع الماضية باتجاه الحدود مع إسرائيل، وستتركز عمليات القصف في أيام الجمعة إن وقعت عمليات تسلل، تهدف لتنفيذ عمليات هجومية ضد الجيش الإسرائيلي.

 

اقرأ أيضا: خبراء إسرائيليون عن سيناريوهات 15 أيار في غزة وما بعدها

وأضاف: هذا تغيير أحادي الجانب من قبل الجيش الإسرائيلي في التعامل مع المسيرات تحضيرا ليوم الرابع عشر من مايو الجاري، حيث ستبلغ ذروتها، وسيقتحم عشرات الآلاف من الفلسطينيين خط الهدنة باتجاه القرى التي طردوا منها عام 1948.


وأوضح بن مناحيم، الضباط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، أنه منذ اندلاع هذه المسيرات أواخر آذار / مارس الماضي، تركزت على منطقة الجدار الحدودي، ولم تطلق أي من الفصائل الفلسطينية قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل، كي لا تؤدي لتصعيد عسكري ميداني، قد تتدهور لمواجهة شاملة.


لكن الفلسطينيين وصلوا لقناعة مفادها أنهم عثروا على نقطة ضعف إسرائيل، وباتوا يمسكون بأيديهم ما يعتبرونها الورقة الرابحة، فرغم علمهم أن تحقيق حلم العودة داخل إسرائيل هدف غير واقعي، لكنهم وضعوا لأنفسهم طموحا قابلا للتحقق يتعلق برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.


كما يعتقد الفلسطينيون أن لجوء الجيش لهذه السياسة الجديدة بالرد على مسيراتهم المتمثلة بعمليات القصف تعبر عن إحباط إسرائيلي بعدم القدرة على التعامل معها، باعتبار أنها تحولت مع مرور الوقت لما يشبه حرب استنزاف جديدة على حدود قطاع غزة، قد تتجاوز تاريخ 15 آيار/مايو .


ويبقى السؤال: هل أن تغيير السياسة الإسرائيلية سيدفع الفلسطينيين من جهتهم لتغيير سياستهم أيضا، بحيث إما أن تكبح عمليات القصف الإسرائيلية جماحهم عن الاستمرار بهذه المسيرات، أو تدفع الفصائل للذهاب نحو مواجهة عسكرية شاملة مع إسرائيل، مطالبا بأن يتم تصعيد هذه السياسة الإسرائيلية ضد المسيرات، ورفع كلفة عمليات القصف، من أجل ردع الفلسطينيين عن الاستمرار بمسيراتهم.

 

اقرأ أيضا: إسرائيل تجدد تهديد عمق غزة إذا تواصلت مسيرة العودة

بن مناحيم قال أن هناك تقديرا في إسرائيل يفيد بأن حماس غير معنية بالدخول لمواجهة كبيرة لعدة أسباب، أهمها: القضاء التدريجي على مشروع الأنفاق الذي اعتمدت عليه حماس في أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل، كما أن الجمهور الفلسطيني غير معني بحرب جديدة في غزة، لأنه لم يتعافى من جراحات الجرب السابقة 2014.


كما أن أي حرب ستندلع ستؤدي فورا لوقف مسيرات العودة، وبالتالي فإن الإنجازات السياسة والإعلامية التي تحققت ستتبدد، وأخيرا فإن اقتراب شهر رمضان قد لا يساعد الفلسطينيين على الدخول بمواجهة عسكرية.


وختم بالقول: إسرائيل من جهتها تجد نفسها في معضلة حقيقية بين أن تصعد عملياتها العسكرية في غزة، بالتزامن مع خشية جدية من رد فعل إيراني على القصف الذي تم في الأيام الماضية ضد قواعدها في سوريا، وعدم الرغبة الإسرائيلية بالقتال على أكثر من جبهة، وفي الوقت ذاته مدى قدرة الجيش الإسرائيلي على الصمود في مواجهة حرب استنزاف غير مسقوفة بزمن محدد من خلال مسيرات العودة على حدود قطاع غزة.

التعليقات (0)