سياسة عربية

"واي فاي" الغنوشي يخلق سجالا بين النهضة وخصومها (شاهد)

حركة النهضة: وعود رئيس الحركة ليست بالمستحيلة - جيتي
حركة النهضة: وعود رئيس الحركة ليست بالمستحيلة - جيتي

 خلف تعهد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بتوفير شبكة "الواي فاي" المجانية، في البلديات التي ستحقق فيها الحركة فوزا ساحقا في الانتخابات البلدية، جدلا بين أنصار النهضة وخصومها، بين من اعتبر حديث الغنوشي ضربا من الوعود الواهية التي يطلقها أي زعيم سياسي خلال فترة انتخابية وبين من أثنى على الفكرة واعتبرها مواكبة لعصر العولمة، ومطلبا شبابيا على غرار ما هو معمول به في بعض الدول المتقدمة تكنولوجيا.

وكان رئيس الحركة قد وعد خلال تجمع شعبي، في محافظة بن عروس القريبة من العاصمة، الثلاثاء الماضي، بتوفير شبكة "واي فاي مجانية وقوية"، في جميع الأماكن العامة للبلديات التي ستفوز فيها قوائم النهضة.

ونشرت الصفحة الرسمية لرئيس الحركة على فيسبوك، مقطع فيديو للكلمة التي ألقاها الغنوشي، في إطار الحملة الانتخابية للنهضة، أشاد خلالها بمواكبة حزبه للتطورات الرقمية، وبكونه سباقا بإدخال تقنيات الفيديو والأشرطة الوثائقية مقارنة بباقي الأحزاب، مبشرا شباب تونس بإتاحة الواي فاي مجانا وبشكل سريع في الحدائق والمساجد والجامعات وفي كل الأماكن العامة.

وأضاف: "من يقود عملية التكنولوجيا الحديثة اليوم في الحكومة التونسية هو وزير نهضاوي يعمل على رقمنة الإدارة والحياة الاجتماعية والسياسية"، في إشارة لوزير تكنولوجيا الاتصال في الحكومة الحالية زياد العذاري المنتمي للنهضة.


كلمة الغنوشي التي وعد بها ناخبيه، فجرت سجالا بين أنصاره وخصومه تراوحت بين السخرية حينا والإشادة والثناء أحيانا أخرى.

حيث علق القيادي في حركة مشروع تونس الصحبي بن فرج في تدوينة ساخرة بالقول: "وزارة اتصالات النهضة تقدم لكم عرضا تجاريا سياسيا، الواي فاي مجاني في كل مكان"، وتابع باللغة الفرنسية: "هذا العرض صالح لحدود تاريخ 6 مايو/ أيار- تاريخ الانتخابات- بدون أي التزامات وفي حدود الأصوات المتاحة".


بدوره، تساءل الناشط السياسي عزيز قداشي عن إمكانية تطبيق ما وعد به الغنوشي على أرض الواقع، منتقدا عجز البلديات عن القيام بأبسط المهام الموكلة لها من رفع القمامة والربط بشبكات التطهير وتعبيد الطرق.


وعد الغنوشي بتوفير الواي فاي أثار ردود فعل تجاوزت حدود تونس، حيث تساءل الكاتب المغربي سعيد ناشيد عن مصادر تمويل الحركة لتطبيق مثل هذه المشاريع، واصفا وعد الغنوشي بـ"ضربة معلم" بهدف استقطاب فئة الشباب التونسي.

 


مقابل ذلك، توجه الناشط ماهر عباسي للأحزاب التي شنت حملة سخرية على كلمة الغنوشي، معتبرا وعد النهضة أمرا يمكن تحقيقه سيما بوجود وزير نهضاوي على رأس وزارة تكنولوجيا الاتصال.


وأثنى الناشط والمدون منير بوصلاح، على فكرة رئيس الحركة راشد الغنوشي واصفا إياها بـ"الجميلة والواقعية ومنتشرة في عديد البلدان". ووجه دعوته لباقي الأحزاب بمنافسة النهضة بالأفكار والمشاريع بالقول: "فليتنافس المتنافسون".

النهضة تعلق


 وفي تعليقه على الجدل الحاصل، اعتبر القيادي في حركة النهضة والنائب في البرلمان التونسي نوفل الجمالي أن وعد رئيس الحركة بتوفير الواي فاي المجاني في الأماكن العامة، لم يكن بشكل اعتباطي أو ضمن الوعود الانتخابية الواهية بل يأتي ضمن خطة مدروسة بكل جوانبها التقنية والتأكد من قابلية إنجازها على أرض الواقع.

واستنكر خلال حديثه لـ"عربي21" حملات الشيطنة والتندر من قبل بعض الأحزاب والجهات المعادية للحركة قائلا: "إن غدا لناظره قريب، وسنمر في حال فوزنا بالانتخابات البلدية مباشرة لمرحلة تطبيق وعودنا الانتخابية، وما وعد به رئيس الحركة ليس بالمستحيل، بل هو أمر معمول به في دول أخرى لا تقل تونس عنها في الكفاءة والتطور العلمي، وسنثبت للأحزاب التي تدعي التقدم والحداثة أننا أكثر منها تقدما ولنا رؤية حداثية لتونس".

التعليقات (0)