سياسة عربية

أزمة سقطرى تكشف حجم التباين بين الرياض وأبو ظبي باليمن

ترعى الرياض منذ أمس عبر وفد خاص مباحثات التفاهم بين الطرفين في الجزيرة الاستراتيجية سعيا لتخفيف التوتر- ارشيفية
ترعى الرياض منذ أمس عبر وفد خاص مباحثات التفاهم بين الطرفين في الجزيرة الاستراتيجية سعيا لتخفيف التوتر- ارشيفية

في مشهد يعكس عمق الخلاف والاختلاف بين أجندة دول التحالف العربي باليمن ، جاءت أزمة جزيرة سقطرى اليمنية ومحاولة الإمارات السيطرة عليها بسياسة الأمر الواقع، لتكشف حجم الأزمة الفعلية بين حلفاء الجبهة الواحدة حيال القضايا التفصيلية .

 

ويرى مراقبون ان استمرار محاولة الإمارات فرض السيطرة والهيمنة ولو بالقوة على الجنوب ، من شانها تقويض المساعي الرامية لتثبيت الحكومة الشرعية التي تخوض حربا قاسية مع الحوثيين في جبهات عدة، إلى جانب منحها خصوم التحالف العربي ورقة رابحة في جولات الميدان والسياسة.

 

ووتتواصل في جزيرة سقطرى اليمنية محادثات التهدئة بين الحكومة والإمارات التي تسعى للسيطرة بسياسة الأمر الواقع على الجزيرة، وسط أداء وصفه مراقبون بالخجول للوفد السعودي حيال الإصرار الإماراتي.

 

ونقلت قناة الجزيرة عن مصادر يمنية خاصة قولها اليوم إن الإماراتيين وعدوا اللجنة السعودية المكلفة بإنهاء الأزمة بمغادرة الجزيرة، لكنهم لم يفعلوا حتى اللحظة.

 

وترعى الرياض منذ أمس عبر وفد خاص مباحثات التفاهم بين الطرفين في الجزيرة الاستراتيجية سعيا لتخفيف التوتر الناجم عن نشر دولة الامارات العربية المتحدة قوات في الجزيرة، بحسب وسائل الاعلام اليمنية الرسمية السبت.

 

وكان لافتا ارتباط حالة التسخين الإماراتي بملف جزيرة سقطرى بعد اعلان رئيس ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعوم إماراتيا، عيدروس الزبيدي، الخميس أن لديهم "القدرة على فرض واقع مغاير في مدينة عدن"، في أحدث تهديد موجه للحكومة الشرعية التي تتخذ من هذه المدينة الساحلية مقرا لها.

وقال الزبيدي في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الأولى لإعلان "المجلس الجنوبي" الذي يتزعمه: "نملك كل الإمكانيات لفرض واقع مغاير"، مضيفا أن لديهم دراية ومعرفة بكل ما يخطط له أعداؤهم تجاه القضية والوطن الجنوبي وعدن على وجه الخصوص".

ووفقا للقيادي الجنوبي المدعوم من أبوظبي فإنهم يمضون في مسار آمن يسلم الجميع من تبعات نحن في غنى عنها.


اقرأ أيضا :  "رجل الإمارات" بعدن يهدد الحكومة الشرعية بإجراءات


وأردف رئيس المجلس الجنوبي الذي تشكل بدعم إماراتي قائلا: "ولأننا دعاة سلام، فقد تحملنا كثيرا ما وصفه "طيش حكومة الشرعية"، وراقبنا تفاصيل إصرارها على التنكيل بالجنوب وأهله، وبذلنا في هذا الملف ما نراه يخدم قضيتنا ويحقق لنا الخلاص من هذا الطيش وهذا التعذيب الممنهج".

وأشار اللواء الزبيدي الى أنهم سيرون أن صبرهم كان صائباً رغم مرارته، لكن لا يعفيهم ذلك من تحمل مسؤوليتنا تجاه هذه التصرفات (طيش الشرعية).

 

وفي السياق أثار رد نائب قائد شرطي دبي، الفريق ضاحي خلفان، على المعترضين على قضية الوجود الإماراتي بالجزيرة اليمنية ردود فعل كثيرة وغاضبة بوصفها تلميحا لتكريس احتلال فعلي للجزيرة .


وقال خلفان في تغريدة عبر "تويتر"، إنه "منذ أمد بعيد إذا قال لي إنسان إنه من سقطرى...كأنه يقول لي من دولة خليجية، الذين لا يعرفون علاقتنا الأخوية بالسقطريين ...خرفان".

وأوضح خلفان أن "الذين يحتجون على تواجد الإمارات في سقطرى هم الذين يحتجون على وجودها في قوات التحالف التي قدمت أبناءها لطرد عملاء الفرس من اليمن".

وأضاف أن "الإمارات قواتها في 85% من الأراضي اليمنية تشارك التحالف في غاياته العربية السامية".

ودولة الامارات شريك اساسي في التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي ينفذ منذ 2015 ضربات في اليمن ضد المتمردين الحوثيين ودعما لحكومة الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي.

وقال مصدر حكومي يمني لوكالة فرانس برس إن دولة الإمارات نشرت قوات في سقطرى دون إبلاغ حكومة هادي التي تسيطر على الجزيرة.

وبقيت سقطرى بمنأى عن أعمال العنف التي تجتاح اليمن. وتقع الجزيرة عند مخرج ممر مزدحم للنقل البحري يربط بين البحر المتوسط والمحيط الهندي.

وتحظى الجزيرة بأهمية عالمية لتنوعها البيئي ويشار إليها احيانا بجزيرة "غالاباغوس المحيط الهندي". وتقع على بعد نحو 350 كلم قبالة السواحل الجنوبية لليمن.

والتقى الوفد الذي يرأسه الجنرال السعودي اللواء أحمد عبدالرحمن الشهري الجمعة رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر بحضور مسؤول إماراتي، بحسب ما ذكرته وكالة سبأ للانباء.

 

اقرا أيضا :  خلفان يرد على المعترضين على قضية "سقطرى".. وردود عليه


وقالت الوكالة أن الحكومة اليمنية ومسؤولي سقطرى أبلغوا الوفد "حول ما حدث في الجزيرة مؤخرا".

وتركزت المحادثات على "أسباب التوتر الذي نشب في سقطرى والذي حدث بعد وصول رئيس الوزراء والوفد المرافق له إلى الجزيرة" الاربعاء، بحسب سبأ.

وقال المصدر الحكومي إن القوات الإماراتية وصلت إلى سقطرى لدى وصول رئيس الوزراء إلى الجزيرة في زيارة.

وأثار ذلك غضبا بين الأهالي الذي قالوا إنه ليس على الجزيرة متمردون حوثيون لتبرير نشر تلك القوات، بحسب المصدر.

وكان محللون قد قالوا إنه رغم كون دولة الامارات شريكا اساسيا في التحالف بقيادة السعودية الذي يحارب الحوثيين، إلا أنها نأت بنفسها مؤخرا عن هادي.

وتعاونت دولة الامارات بشكل وثيق مع الجيش اليمني وقامت بتدريب جنود لكنها ايضا تدعم الانفصاليين الذي يسيطرون على الجنوب منذ كانون الثاني/يناير.

في تلك الاثناء شدد وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الجمعة على تويتر على "العلاقات التاريخية" بين الامارات وسقطرى.

وكتب قرقاش "لنا علاقات تاريخية وأسرية مع سقطرى وأهلها، وفِي محنة اليمن التي تسبب فيها الحوثي سندعمهم في استقرارهم وطبابتهم وتعليمهم ومعيشتهم".

منذ التدخل السعودي على رأس تحالف عسكري عربي في 2015، قُتل زهاء 10 آلاف يمني وأصيب 53 ألفا بجروح، وتقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

التعليقات (1)
ابو محمد العربي
السبت، 05-05-2018 05:05 م
لا استطيع ان ارى ما تقوم به قوات التحالف العربي المزعومة سوى عدوان وجرائم ضد الانسانية وتدمير متعمد للبنية التحتية وقتل وتشريد مسلمي اليمن متعمد ولعل ذاك يبين نشوء توجهات استعمارية لدى دول التحالف وشهوات في القتل المتعمد لمسلمي اليمن.