صحافة إسرائيلية

لماذا تبدو إسرائيل مطمئنة لعدم اندلاع حرب مع إيران في سوريا؟

إسرائيل اتهمت إيران بشن هجمات في هضبة الجولان- جيتي
إسرائيل اتهمت إيران بشن هجمات في هضبة الجولان- جيتي

في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على قواعد إيرانية في قلب دمشق، والتقدير الإسرائيلي بأن الأخيرة سترد على عمليات القصف الأخيرة، ناقشت الصحافة الإسرائيلية مسألة إمكانية اندلاع حرب جدية في المنطقة، وتحديدا بين إيران وإسرائيل، لاسيما بعد الهجمات المنسوبة لقوات إيرانية في الساعات الماضية باتجاه هضبة الجولان.


المراسلة السياسية لموقع "ويللا" تال شاليف قالت إن "الجيش الإسرائيلي أبلغ الحكومة بأن احتمال اندلاع حرب ضد إسرائيل ما زال ضعيفا، رغم التوتر الأمني على الجبهة الشمالية، وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي، لأن إيران وأذرعها غير معنيين بدخول هذه الحرب، ومع ذلك فإن حدوث بعض التطورات الميدانية التي قد تتسبب بحصول حرب، ما زالت احتمالات قوية وكبيرة".


ونقلت شاليف في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" عن وزير التعليم نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي وعضو المجلس الوزاري المصغر للشئون الأمنية والسياسية قوله إن "إسرائيل لن تسمح بتواجد عسكري إيراني في سوريا، ومن خلال الاجتماعات الأخيرة للمستويات الأمنية والسياسية والعسكرية أستطيع القول بكل ثقة أن إسرائيل أقوى من إيران".


فيما قال وزير المالية موشيه كحلون "إن الجيش مستعد لأي سيناريو قد يأتي من قبل إيران، نحن نجد أنفسنا في المرحلة الأكثر توترا التي لم نشهدها في السنوات الأخيرة".


أما الخبير العسكري بصحيفة هآرتس عاموس هارئيل فقال إن "المستويين العسكري والسياسي في تل أبيب مصران على القيام بأي مبادرة ميدانية من شأنها منع طهران من إقامة قواعد عسكرية لها قوية في سوريا، حتى لو كان الثمن هو التصعيد العسكري معه".


وأضاف في مقابلة موسعة ترجمتها "عربي21" أن "الجيش الإسرائيلي أوصى في الأيام الأخيرة بفتح الملاجئ في هضبة الجولان تقديرا منه بأن إيران ستنفذ عملا انتقاميا ضده، ولذلك بادر لتنفيذ عملية استباقية في ريف دمشق لإحباط أي توجه إيراني للقيام بعملية انتقامية".


وأوضح أن "هناك ميزان ردع متبادلا بين إسرائيل وحزب الله منذ انتهاء حرب لبنان الثانية 2006، حيث شهدت الحدود بعدها هدوء نسبيا، مرده إلى قناعتهما المشتركة المتوفرة بأن الدمار الذي ستتسبب به أي حرب قادمة سيكون كبيرا لكليهما".


وختم بالقول إن "تضاؤل فرص اندلاع حرب عسكرية بين إسرائيل والجبهة الشمالية يعود إلى أن حزب الله خارج لتوه من الانتخابات البرلمانية، ويتحضر لليوم التالي، فيما إيران تريد الاحتفاظ بالترسانة العسكرية للحزب لساعات الطوارئ الصعبة حين تهاجم إسرائيل مشروعها النووي، لكن كل هذه الاعتبارات قد تتغير فجأة، في حال قررت إيران أن المواجهة مع إسرائيل حتمية، لأن الحزب اليوم يحوز على قدرات عسكرية نوعية أكثر مما جهزته إيران لنفسها داخل سوريا".


الخبير الأمني في يديعوت أحرونوت رونين بيرغمان قال إن "إيران تشعر أن ظهرها للحائط، لاسيما بعد قرار ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي، ومع ذلك فإنها لا تريد إشعال حرب في الشرق الأوسط، والانتقام لتفجير قواعدها العسكرية وقتل رجالها في سوريا، في عمليات تنسبها لإسرائيل".

 

اقرأ أيضا: تصعيد على الحدود مع سوريا وتل أبيب تتهم سليماني (شاهد)

أما الخبير العسكري في معاريف تال ليف-رام فقال، إن "تأخر الانتقام الإيراني للرد على الهجمات الجوية الإسرائيلية مرده لقدرات الاستخبارات الإسرائيلية في كشف أي مخطط إيراني لذلك، مما قد يدفع الإيرانيين لتغيير طريقتهم المتوقعة في الرد، سواء بإطلاق قذائف قصيرة المدى باتجاه هضبة الجولان، أو تنفيذ عمليات محدودة من منظمات فلسطينية أو حزب الله".


وأضاف في تحليل ترجمته "عربي21" أن "تأخر الرد الإيراني حتى اللحظة باتجاه إسرائيل لا يعود لإرباك عسكري لطهران، بل بسبب عدم توفر الأهداف المناسبة على طول الحدود، لاسيما في ظل نجاح الجيش الإسرائيلي بإحباط أي نوايا إيرانية لتنفيذ هذا الانتقام، مما يشكل بحد ذاته أداة ردعية إسرائيلية في مواجهة القوات المسلحة الإيرانية في سوريا، ويجعلها على قناعة بأنها مكشوفة أمام إسرائيل".


وختم بالقول إن "كل هذه الكوابح لعدم اندلاع حرب أو مواجهة في الشمال لا تعني توفر بطاقة تأمين بعدم تحقق الرد الإيراني، رغم المحاولات الأخيرة الفاشلة التي كشفتها إسرائيل في الأيام القليلة الماضية".

التعليقات (3)
العنوان و المضمون
الجمعة، 11-05-2018 03:23 ص
العنوان لا علاقة له بتاتا بمضمون الخبر ، و يوجه القارئ فى الإتجاه الخاطئ من بداية الخبر حتى نهايته . فهو يداعب نظريات المؤامرة التى يعتنقها الكثيرون فى العالم العربى حول التحالف الأزلى بين الشيعة و اليهود ضد أهل السنة ، لكنها نظريات تجافى الواقع لأنها لا تعترف بالعداوة الفعلية بين الشيعة و اليهود ، و تستغل ضعف ذاكرة الجماهير لأحداث حروب (إسرائيل) مع (حزب الله) فى جنوب لبنان خلال تسعينيات القرن الماضى ، أو حرب تموز بين الجانبين صيف عام 2006 ، و ذلك فى خضم أحداث الثورة السورية المتفجرة منذ عام 2011 !
عارف صابر
الخميس، 10-05-2018 05:40 م
قول الشاعر أمرئ القيس : لقد طَوَّفتُ في الآفاقِ حَتّى *** رَضيتُ مِن الغَنيمَةِ بالإيابِ هو أفضل نصيحة لحكام إيران لو كانت لديهم إرادة حرة و لو كان لديهم تفكير سليم فيه ما تسمى إعادة النظر و استخلاص العبر. لقد أرهق ما يسمى شعار "تصدير الثورة" اقتصاد إيران ، فتمدد نفوذها باهظ التكاليف و يلوح في الأفق انهيارها و إفلاسها . قبل أن تقع الفاس في الراس ، على حكامها الانسحاب من سوريا و العراق و لبنان و اليمن و تكف دولتهم عن تمويل مليشيات فاشلة مرتزقة و تلتفت إلى انقاذ الداخل الإيراني المأزوم . إن لم تفعل ذلك ، فلسوف تهلك و لن يرحمها أحد في العالم و على رأسهم مليشياتها الكثيرة.
rmb
الخميس، 10-05-2018 04:07 م
السبب لأن ايران عندها مشروع التمدد في سوريا والهلال الشيعي والحفاظ على الأسد العلوي في السلطة أهم من محاربة اسرائيل لذا لا تخاطر بحرب مع اسرائيل ولا اسرائيل عندها كلب حراسة وفي مثل الأسد وقد قالوا بكل صراحة أن الأسد "أفضل الموجود" ويفضلون بقائه