صحافة دولية

التايمز: هكذا كان المهرجان الانتخابي لأردوغان بالبوسنة

التايمز: أردوغان يقول لمسلمي أوروبا: أنا حاميكم- جيتي
التايمز: أردوغان يقول لمسلمي أوروبا: أنا حاميكم- جيتي

نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلتها حنا لوسيندا-سميث من سراييفو، تحت عنوان "أردوغان يقول لمسلمي أوروبا: أنا حاميكم"، تشير فيه إلى الاستقبال الحاشد الذي استقبل به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبوسنة.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الرئيس أردوغان شجب معاملة الأوروبيين للأتراك، في خطاب ناري على الأراضي الأوروبية، وقدم نفسه بصفته حاميا للمسلمين في القارة.

 

وتلفت الكاتبة إلى أن أردوغان دعا الأتراك في أوروبا ليواجهوا العنصرية، والعمل للوصول إلى مناصب القوة في العواصم الأوروبية، وقال أمام 15 ألفا من أنصاره في العاصمة سراييفو: "فشل زعم الدول الأوروبية بأنها مهد الديمقراطية".

 

وتذكر الصحيفة أن معظم الحاضرين جاءوا من ألمانيا وهولندا والنمسا، مشيرة إلى أن أردوغان زعم أن الأتراك الذين يعملون في الحكومات الأوروبية يعملون لإضعاف تركيا، ودعاهم للتعلم والوصول إلى هذه المناصب، وقال: "على الأتراك الأوروبيين أن يظهروا قوتهم للعالم كله"، وأضاف: "يجب أن تكونوا في هذه البرلمانات بدلا من الذين خانوا بلدهم.. هل أنتم مستعدون لإظهار قوة الأتراك الأوروبيين؟ وهل أنتم مستعدون لأن تصفعوا المنظمة الإرهابية وداعميها الأجانب الصفعة العثمانية؟"، في إشارة إلى منظمة حزب العمال الكردستاني أو "بي كي كي"، الذي يحظى بدعم عدد من دول أوروبا.

 

ويفيد التقرير بأن التحيات انطلقت لأردوغان عندما وصل للاستاد الأولمبي وسط هتافات الله أكبر، لافتا إلى أن أردوغان كان في سراييفو لتعبئة أنصاره من الأتراك المهاجرين لدعم حزبه في الانتخابات المهمة الشهر المقبل، التي سيتم بعدها العمل بالنظام الرئاسي، وفي حال فاز أردوغان فإنه سيحصل على الكثير من سلطات رئيس الوزراء.

 

وتفيد سميث بأن أردوغان لم تفته الفرصة لانتقاد الدول الأخرى التي منعته من عقد تجمعات انتخابية على أراضيها، ووعد بتوسيع شبكة البث الرسمية "تي آر تي"؛ لمواجهة الدعاية ضد المسلمين، ووعد بأن من يحصل على جنسية بلد أوروبي آخر فإنه لن يفقد حقه في التصويت في الانتخابات التركية.

 

وتجد الصحيفة أن اختيار أردوغان لسراييفو مكانا لعقد مهرجانه الانتخابي كان مفعما بالرمزية، فهي عاصمة دولة ذات غالبية مسلمة في وسط أوروبا، وكانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية.

 

اقرأ أيضا : استخبارات تركيا: معلومات عن محاولة لاغتيال أردوغان.. أين؟

 

وينوه التقرير إلى أن رجلين سافرا لمدة 24 ساعة بالحافلة للمشاركة في هذا المهرجان، حيث قال سنان (22 عاما): "ليست مشكلة القيام بهذا من أجل طيب"، وأضاف: "لقد تخلص من تركيا القديمة، بنى المستشفيات والطرق والمطارات، كل شيء جيد معه".

 

وتقول الكاتبة إن "سنان، مثل بقية أنصار أردوغان، كان يحمل العلم التركي، ورغم أنه لم يعش في تركيا أبدا، لكنه جزء من 6 ملايين تركي يعيشون في أوروبا، ومعظمهم من أبناء العاملين الأتراك الذين ذهبوا إلى ألمانيا خاصة، للعمل في الستينيات من القرن الماضي، ولم يندمجوا أبدا، وظلوا يتحدثون اللغة التركية بصفتها اللغة الأم، ويحملون جنسية بلدهم الأصلي".

 

وتشير الصحيفة إلى أن ألمان تركيا صوتوا في استفتاء العام الماضي بنسبة 63% لصالح تعديل أردوغان للدستور، لافتة إلى أن أصواتهم في هذه المرة قد تحرف النتيجة، بحيث تعيده مرة ثانية إلى القصر الجمهوري وبسلطات أوسع، حيث أن "مواقفهم متناقضة مع مواقف المواطنين في تركيا، الذين يخشون من جر أردوغان البلاد مرة أخرى للديكتاتورية".

 

وبحسب التقرير، فإن منع التجمعات الانتخابية في العواصم الأوروبية زاد من شعبية أردوغان بين قواعده هناك، الذين يرون أن المنع هو دليل جديد على مواقف الرئيس التركي ضد النظام الدولي غير العادل، حيث قالت عائشة أرليماز (50 عاما)، التي جاءت من برلين: "جئنا إلى هنا لأن هناك علما واحدا وأمة واحدة"، وأضافت: "صحيح أن الغرب يعتم عليه لكنه زعيم عالمي"، مشيرا إلى أن يافطة كبيرة علقت في داخل ستاد المهرجان، كتب عليها: "من أوروبا إلى العالم"، وفي الخارج كان الباعة المتجولون يبيعون القمصان التي تحمل صورة أردوغان.

 

اقرا أيضا :  اجتماع مغلق بين أردوغان ورئيس جهاز الاستخبارات التركية

 

وتلفت سميث إلى أن الرئيس أردوغان تلقى يوم السبت معلومات من المخابرات التركية، تفيد بأنها كشفت عن مؤامرة لاغتياله، ولهذا السبب كانت الإجراءات الأمنية مشددة حول ستاد سراييفو، وقال أردوغان للحشد الصاخب: "أنا هناك لشكر المخابرات". 

 

وتذكر الصحيفة أن أردوغان عادة ما يلقى ترحيبا حارا في البوسنة، خاصة أن مؤسسة الإعمار التابعة للدولة التركية تشرف على إعادة إعمار مسجد المدينة، الذي يعود للعصر العثماني، ومنطقة السوق الرئيسية، والمركز الإسلامي، الذي كان يدعمه سابقا معمر القذافي، منوهة إلى أن عددا كبيرا من الأتراك بدأوا يزورون البوسنة بسبب نظام التأشيرات الحر والروابط العثمانية بين البلدين.

 

ويذهب التقرير إلى أن ما هو أهم من هذا كله هو العلاقة الشخصية بين أردوغان والرئيس البوسني المسلم بكر عزت بيغوفيتش، فحزبه، العمل الديمقراطي، يقوم على القيم المحافظة التي يتبناها حزب العدالة والتنمية التركي ذاتها، وهو نجل أول رئيس بوسني بعد الحرب على علي عزت بيغوفيتش. 

 

وتنوه الكاتبة إلى أن صورة إعلانية عن مسلسل درامي أنتجته إحدى قنوات التلفزة التركية عن حياة الرئيس البوسني كانت في خارج الملعب، وفيه يوصي بيغوفيتش وهو على فراش الموت أردوغان بأن يساعد بلاده، رغم أن بيغوفيتش مات قبل شهر من وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم عام 2003. 

 

وتنقل الصحيفة عن كيرت باسونير، من مجلس سياسات الدمقرطة، قوله إن الزيارة كانت في وقتها لحشد الدعم لبيغوفيتش، وأضاف: "في ظله ستصبح البوسنة دويلة في عقل أردوغان، وهي علاقة تبعية، لكن المنافع التي يحصل عليها بيغوفيتش كثيرة". 


وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن هناك عددا كبيرا من الشباب البوسني بدأوا يتعلمون اللغة التركية.

التعليقات (1)
مصري
الإثنين، 21-05-2018 08:55 م
ما يطمح إليه اردوغان هو استقرار تركيا و عدم ترك الحياة السياسية للدولة الصاعدة لأي قوي حزبية لتنفرد بها أو لتملي ارادتها ذات المصالح الضيقة و هو علي ما أظن نفس النظام الأمريكي الذي يعتمد علي وصوا الرئيس و تشكيلة للحكومة دون وجود رئيس للوزراء و هو ما يحقق الإستقرار للدولة علي عكس ما تم سابقا عندما ظلت البلاد دون حكومة جديدة لمدة 6 أشهر بسبب عدم حصول حزب العدالة علي نسبة تؤهلة منفردا لتشكيل الحكومة و تعنت حزب الشعب و فرض شروطه و هو ما أدي إلي تنظيم انتخابات جديدة ليفوز بها حزب العدالة و يشكل الحكومة الحالية بمفردة .