حقوق وحريات

منع الزيارة عن معتقلي العقرب بمصر.. ماذا يحدث خلف الجدران؟

ناشط حقوقي:  الحالة الصحية لمعتقلي العقرب مقلقة ومحاولة عزلهم عن العالم الخارجي يثير علامات استفهام - ارشيفية
ناشط حقوقي: الحالة الصحية لمعتقلي العقرب مقلقة ومحاولة عزلهم عن العالم الخارجي يثير علامات استفهام - ارشيفية
دعا أهالي معتقلي سجن العقرب المنظمات الدولية والمصرية المعنية بحقوق الإنسان إلى التدخل لفتح الزيارة المتوقفة عن ذويهم منذ أكثر من أربعة أشهر متواصلة، في ظل معلومات عن طريق محاميهم بتعرض المعتقلين لأزمات صحية، خاصة في شهر رمضان؛ نتيجة منع الطعام والأدوية عنهم.

من جانبها، أطلقت منى إمام صرخة استغاثة لإنقاذ نجلها الشاب جهاد الحداد وزوجها عصام الحداد المسجونين بالعقرب، موضحة أن نجلها الذي شغل سابقا المتحدث باسم الإخوان المسلمين، أصبح قعيدا لا يستطيع الحركة نتيجة إصابته بمشاكل صحية في العمود الفقري، في الوقت الذي لا يتلقى فيه أي علاج داخل السجن.

وأكدت أن زوجها عصام الحداد، الذي عمل مساعدا لرئيس الجمهورية للشؤون الخارجية، يعاني هو الآخر من مشاكل متعددة في القلب، وما زال في انتظار إجراء أشعة موجات صوتية على القلب أوصى بها طبيب السجن منذ أكثر من عامين.

صرخة منى إمام لم تكن الوحيدة، حيث جددت منار طنطاوي زوجة الكاتب والباحث الإسلامي هشام جعفر تحذيراتها من تردي الحالة الصحية لزوجها، وقالت في شكوى قدمتها مؤخرا لنقابة الصحفيين إن المحامين أبلغوها أن زوجها فقد البصر تماما بإحدى عينيه، والثانية أصبحت قاب قوسين من المصير ذاته، وإن هناك تعنتا واضحا من إدارة السجن تجاه زوجها في نقله لتلقي العلاج، سواء في مستشفى سجن ليمان طرة أو المنيل الجامعي.

بينما حذرت ابنة المعتقل عيد دحروج من تردي الحالة الصحية لوالدها، الذي يحاكم على ذمة قضية التخابر مع حماس، مؤكدة أن أخبار والدها الذي اقترب من السبعين عاما مقطوعة عنهم منذ أكثر من أربعة أشهر نتيجة منع الزيارة.

في الإطار ذاته، رفضت إدارة السجن السماح لمدير مكتب رئيس الجمهورية السابق، أحمد عبد العاطي، حضور جنازة أو عزاء والدته التي توفيت منذ أيام، ولم يرها عبد العاطي منذ سجنه من خمس سنوات، بالإضافة لمنعه من الزيارة منذ عام ونصف.

وطبقا لمحامين التقوا عددا من معتقلي العقرب خلال جلسات محاكمتهم، فإن هناك تعنتا واضحا من إدارة السجن تجاههم في فتح الزيارة وإدخال الأدوية الخاصة بهم عن طريق ذويهم، كما رفضت إدارة السجن قبول أي أموال ضمن أماناتهم، وإجبارهم على تناول طعام السجن غير المطابق للمواصفات الإنسانية.

وأكد عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين، أسامة علي، لـ"عربي21"، أن منع الزيارة عن معتقلي العقرب لم يقتصر علي الأهالي فقط، وإنما أيضا امتد لمحاميهم، حيث ترفض إدارة السجن قبول تصاريح النيابة التي يحصل عليها المحامون للقاء المعتقلين، بحجة وجود أوامر من جهات عليا بمنع كل أشكال الزيارة.

وأشار "علي" إلى أن الحالة الصحية للمعتقلين في ترد مستمر، وأنهم قدموا شكاوى لرؤساء المحاكم التي تنظر قضاياهم لإجبار الداخلية على فتح الزيارة، إلا أن طلباتهم يتم إغفالها، وحتى إذا استجاب بعض القضاة ومنح الأهالي تصاريح للزيارة، فإن إدارة السجن ترفضها متعللة بأوامر صادرة من وزير الداخلية بمنع الزيارة.

وطبقا لنور الصيرفي شقيقة أمين الصيرفي السكرتير الخاص لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي، فإن الزيارة ممنوعة بشكل عام عن سجن العقرب قبل انتخابات الرئاسة الأخيرة بشهر، ورغم انتهاء الانتخابات، إلا أن الزيارة ما زالت مغلقة، موضحة أن هناك قائمة أخرى كانت ممنوعة من الزيارة منذ عام وقائمة ثالثة منذ عام ونصف العام، من بينهم شقيقها الذي انقطعت كل أخباره عن أسرته.

وهو ما أكدته زوجة أحمد عبد الوهاب، المسجون على ذمة قضية الهروب من سجن وادي النطرون، والتي أشارت إلى أن المنفذ الوحيد لرؤية زوجها يكون في أثناء نظر الجلسات، ويتم ذلك من على بعد 15 مترا فاصلة بين مقاعدهم والقفص المصفح المعزول بالحديد والزجاج المتواجد فيه المعتقلون.

وتشير "أم خالد" إلى أنه في أوقات كثيرة يتم منعهم من حضور الجلسة، ولا يسمح لهم بالزيارة في القاعة، موضحة أنه رغم صعوبة الزيارة في القاعة، إلا أنها ترى أنها أفضل من عدم وجود زيارة من الأساس، وعلى حد قولها: "رؤيته من بعيد بالدنيا وما فيها".

من جانبه، أكد الناشط الحقوقي أحمد عبد الباقي لـ"عربي21"، أنهم تقدموا بعدة شكاوى للمجلس القومي لحقوق الإنسان عن منع الزيارة لأكثر من 800 معتقل بسجن العقرب، لكنهم لم يتلقوا إجابات من المجلس، كما أنهم حصلوا على عدة أحكام قضائية ملزمة من محكمة القضاء الإداري بفتح الزيارة، وأن تتم الزيارة بشكل طبيعي، وليس من خلال الحواجز الزجاجية والهاتف، ولكن إدارة السجن ترفض في كل مرة تنفيذ هذه الأحكام.

ويشير عبد الباقي إلى أن الحالة الصحية لمعتقلي العقرب مقلقة، ومحاولة عزلهم عن العالم الخارجي تثير كثيرا من علامات الاستفهام عن الهدف من ذلك، وهل عزلهم متعلق بتنفيذ عملية موت بطيء لهم في ظل عم وجود أي رقابة أو متابعة من النيابة العامة أو الهيئات الأخرى المعنية؟
التعليقات (1)
مصري
الثلاثاء، 22-05-2018 10:51 ص
العسكر الأوباش جواسيس اسرائيل عليهم و علي من يؤيدهم جميعا لعنة الله يمارسون ابشع انواع الظلم و القهر في جميع المعتقلات و السجون دون أي خوف من عقاب و لكن دوام الحال من المحال و سوف يأتي يوم لا ينفع فيه الندم أو التبرير لأي عسكري كان أ و ضابط لأنهم جميعا يتعاطون أعلي الأجور و بصورة مغالية ثمن لجرائمهم التي يمارسونها ضد الإنسانية و مسئولون عنها مسئولية تامة و كاملة لحساب النظام المستبد الذي لن ينفعهم وقتئذ ، و الله يمهل و لا يهمل .