سياسة عربية

ماذا بعد التصعيد الأممي ضد حصار حفتر لمدينة درنة؟ (شاهد)

قوات حفتر تقصف درنة بشكل عشوائي وقتلت أعدادا كبيرة من المدنيين- جيتي
قوات حفتر تقصف درنة بشكل عشوائي وقتلت أعدادا كبيرة من المدنيين- جيتي

طرح الهجوم الأممي غير المسبوق ضد الحصار الذي تفرضه قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على مدينة "درنة" (شرق ليبيا) عدة تكهنات حول حملة التصعيد الدولي ضد الأخير من أجل إنهاء معاناة المدينة.

وأكد تقرير للأمم المتحدة أن "الوضع في المدينة مأساوي وأن القصف والحرب طالت مدنيين"، واصفة ما يحدث هناك بأنه "مستوى غير مسبوق".

وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في تقرير له اليوم الخميس، إلى أن هناك نقصا حادا في المياه والطعام والدواء، وأن الكهرباء والمياه مقطوعة بالكامل عن 125 ألفا تقريبا من سكان درنة التي يحاصرها "حفتر" منذ تموز/ يوليو 2017.

تدخل فوري

وجاء الهجوم الأممي على حفتر بعد تصريحات غاضبة من قبل كل من رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، ورئيس مجلس الدولة الليبي، خالد المشري والتي طالبا فيها بتدخل فوري لوقف المعارك في المدينة المحاصرة، وذلك خلال قمة "باريس" الأخيرة والتي حضرها "حفتر" نفسه.

وبخصوص انتقادات الأمم المتحدة لعمليات "حفتر" والتي تعتبر المرة الأولى من نوعها، تطرح عدة استفسارات حول هل ثمة تحرك دولي للضغط على حفتر لإيقاف المعركة؟ وهل سيرضخ الجنرال الليبي وينسحب أم سيخسر الجميع بتعنته؟

وضع مأساوي

من جهته، أكد مسؤول الملف الأمني في مدينة "درنة"، يحيى أسطى عمر أن "الوضع الحالي في المدينة مأساوي جدا، وأن قوات حفتر استهدفت المواطنين المدنيين وأن القصف والحصار أدى إلى موت العديد منهم الأطفال والمسنين.

وأوضح في تصريحات من درنة لـ"عربي21"، أن "الحصار أدى إلى نفاد الأدوية خاصة التي يحتاجها أصحاب الأمراض المزمنة من ضغط وسكر وأمراض نفسية، وهو ما أدى إلى تدهور صحة هؤلاء، وكل هذا بسبب حرب قوات غير متجانسة يقودها المنهج المدخلي وفتاواه"، في إشارة لقوات "حفتر"، حسب كلامه.

تفاهمات "فرنسا"

وأكد الناشط الحقوقي الليبي، أحمد التواتي، أن "أهمية توقيت هذه الانتقادات التي جاءت بعد ضغط من المجتمع الدولي لإجبار حفتر للخضوع إلى التفاهمات الفرنسية وإلا سيكون عرضة لملفات تدينه بارتكاب جرائم".

لكنه استبعد في حديثه لـ"عربي21"، أن "يوقف "حفتر" حرب درنة لأنه ليس هو من بدأها، كونها مهمة دولة مصر في الأصل، ومن بدأها هو فقط القادر على إيقافها"، وفق قوله

لكن المحامي الليبي، طاهر نغنوغي قال إن "تحركات الأمم المتحدة الأخيرة وانتقاداتها جاءت بعد حزمة من الضغوطات الداخلية وبعض الضغوطات الخارجية، والضغط هنا كان على الدول الداعمة لحفتر وللحرب وليس للجنرال نفسه وفقط".

وأضاف لـ"عربي21": "حفتر لا يهمه حصار درنة بقدر ما يهمه دعاية محاربته للإرهاب وداعش"، مشيرا إلى أنه لا يملك قرار استمرار الحرب أو انسحابه نهائيا حتى يرجع إلى داعميه بما أنه "عبد مأمور"، وفق تعبيره.

موقف ناقص وغريب

ورأى المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، أن "الانتقادات الآن هي موقف مستغرب من قبل الأمم المتحدة وناقص من حيث المضمون حيث أن الحملة على درنة لا يقودها "حفتر" بقدر قيادتها من قبل الإمارات و مصر، لكنه يبقى موقفا نتمنى أن ينتج عنه إيقاف العدوان".

وأشار إلى أن "التعنت هو مصري-إماراتي وفق ترتيبات الشرق الأوسط الجديد الذي تقوده أمريكا وفرنسا، لذا لست متفائلا من موقف الأمم المتحدة فهي هيئة لا تمتلك الكثير، وسأكون متفائلا فقط لو كان الانتقال أمريكيا أو فرنسيا"، حسب تصريحه لـ"عربي21".

تحركات قضائية دوليا

من جانبه قال الناشط الليبي ومدير منظمة تبادل، إبراهيم الأصيفر، إن "ما يخشاه المجتمع الدولي هو أن تقوم قوات حفتر بانتهاكات في درنة مثلما حدث في مدينة بنغازي والتي وضعت المجتمع الدولي في موقف محرج وخاصة الدول التي تدعم "حفتر"".

وتوقع في حديث لـ"عربي21"، أن "عملية التحرك ضد حفتر واردة جدا خاصة في المحاكم الجنائية والدولية وأن الأمر قد بدأ فعلا منذ مدة، وهذا ما قد يجعل حفتر يرضخ للإرادة الدولية، أما بخصوص تحرك عسكري ضده فالأمر مستبعد جدا وغير وارد بالمرة"، حسب رأيه.

التعليقات (1)
مهدي
الجمعة، 29-06-2018 09:31 ص
ساسة ليبيا و من معهم خاصة ف الغرب الليبي .همهم بطونهم .إطالة تشبثهم بالسلطة و نهت مقدرات الوطن.لا توجد ثقافة مقاطعة.استقاله. شعب لو شالو عليه الملح و الوحل عادي. رب يطلف و يرفع .