مقالات مختارة

تقاطع مصالح روسية - أمريكية - إسرائيلية لتحجيم "الملعب" الإيراني

ثريا شاهين
1300x600
1300x600
تكشف مصادر ديبلوماسية غربية، أن الأولوية الإسرائيلية في التعامل مع ايران وتحجيم دورها ونفوذها وقوتها العسكرية في المنطقة، يتركز على سوريا، وأن إسرائيل تدرك تماما أن القوة الأساسية لإيران في المنطقة موجودة في سوريا. من هنا لن تتوانى إسرائيل عن استهداف ايران وحلفائها في سوريا في اطار هذه السياسة المدعومة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتأتي المساعي الأمريكية - الأردنية - الروسية لأبعاد ايران وحلفائها عن الجنوب السوري، وبالتالي عن شمال إسرائيل، لتصب في اطار أبعاد ايران عن إسرائيل. على أن ينجز هذا الترتيب بضمانات روسية. إن الأمر يمثل لعبة توازن مع ايران، وايران بدورها لا تريد التفتيش عن مواجهة مع إسرائيل. لا بل ما يهمها الداخل السوري، والمناطق التي يسيطر عليها النظام تحديدا، خصوصا بعدما بات شبه محسوم، أن النظام يسيطر على وسط سوريا. على أن الخطر من عدوان إسرائيلي على لبنان يبقى قائما، في ظل التهديدات المستمرة من القادة الإسرائيليين.

وتقول مصادر ديبلوماسية في موسكو، أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة لموسكو، حصدت دعما روسيا لإسرائيل، وروسيا نفسها ليست منزعجة من الضربات الإسرائيلية على مواقع إيرانية وأخرى لـ "حزب الله"، ولم تتدخل لمنعها. لا بل أن روسيا يهمها تحجيم الدور الإيراني في سوريا، ولو كان هناك تفاهم بينهما على سياسات معينة موحدة. إنما هذا لا يعني انه لن تكون بينهما خلافات مستقبلية. وبالتالي، هناك تقاطع مصالح روسية - أمريكية - إسرائيلية حول هذه النقطة، أي تحجيم الملعب الإيراني في سوريا. روسيا يهمها أن تعزز وجودها على الأرض السورية. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار إلى ضرورة خروج ايران و"حزب الله" من سوريا. وبالتالي، ليس فقط الأمريكيون هم من يطلبون ذلك. والدولتان الكبريان ليستا بعيدتين بالنسبة إلى هذا التوجه. بل الاختلاف بينهما هو حول التوقيت.

ذلك أن موسكو تريد أطول مدة ممكنة للوجود الإيراني في سوريا لاستغلال الأمر لتحقيق مصالح اكثر في اطار التسوية في سوريا، طالما أن أي خروج إيراني ولـ "حزب الله" من سوريا، هو دليل خضوع لضغوط دولية كبيرة. لكن هذا الخروج ليس متوقعا في فترة قريبة.

والضغوط الدولية ستنعكس في الوضع العراقي، بالتزامن مع التوجهات التي أظهرتها الانتخابات في الحالة الشيعية العربية بقوة.

وتؤكد مصادر ديبلوماسية في موسكو، أن استمرار الضربات الإسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا، مُنسَّق مع الروس. وبالتالي سيبقى التعاطي العسكري الإسرائيلي مع ايران في سوريا على هذا النحو، حيث لا حرب مباشرة محتملة بين الطرفين، وأن الوضع العسكري بينهما يبقى تحت السيطرة. إذ ليس هناك من رغبة بالحرب من جانب أي من الطرفين. وهما يدركان انه في ظل التعقيدات في المنطقة، ووجود قوات أجنبية في سوريا وتدخل تركي، ونفوذ خليجي، فان أي حرب ستكون واسعة، وستكون مدعومة من واشنطن وموسكو، وستشكل خطرا على العالم بأسره.

وبالتالي، الحرب بين إسرائيل وايران مستبعدة، وستبقى العمليات بينهما محدودة تلافيا لزيادة التعقيدات التي تلف كل قضايا المنطقة. ثم انه بعد ما حصل من تدويل للأزمة السورية، ووجود الجيشين الأمريكي والروسي على الأرض، فان هذين الطرفين لن يسمحا بعمليات تخرج عن السيطرة في منطقة وجودهما.

وتؤكد المصادر أيضا، أن إسرائيل تدرك في الواقع، أن امنها مضمون من كل من الولايات المتحدة وروسيا قبل كل شيء، وليس فقط مضمونا من الأمريكيين. وتدرك أن ليس من خطر محدق بها، لكنها ترى أن لديها مصلحة في أن تؤدي دور الضحية لتغطي على جرائمها ضد الفلسطينيين وأعمالها التي تتناقض والقرارات الدولية، من هنا هي ترفع الصوت بأنها ضحية ومُعتدى عليها، وهي دائما وعلى مر العقود كانت عدائية ضد العرب والحقوق العربية.

المستقبل اللبنانية
0
التعليقات (0)