سياسة عربية

قوات حفتر تعتقل قائدا في درنة.. استسلم لحماية عائلته

درنة هي المدينة الوحيدة في الشرق الليبي التي لا تخضع لسيطرة قوات حفتر- جيتي
درنة هي المدينة الوحيدة في الشرق الليبي التي لا تخضع لسيطرة قوات حفتر- جيتي

أعلنت غرفة عمليات الكرامة، الجمعة، عن إلقاء القبض على مسؤول الملف الأمني بمجلس مدينة درنة المحلي العميد يحيى الأسطى عمر.


ونشر الناطق باسم قوات عملية الكرامة، أحمد المسماري على صفحته الرسمية، صورة للأسطى عمر وهو مكبل اليدين، حيث وصفت عملية القبض عليه بالنوعية.

هذا واختارت عدة مكونات من درنة، عام 2016، عقب طرد تنظيم الدولة من المدينة، الأسطى عمر مسؤولا عن الملف الأمني للمدينة.

وفي سياق ذي صلة أفادت مصادر لمراسل "عربي21" في ليبيا، بأن آمر غرفة عملية الكرامة عبد السلام الحاسي وافق على دخول بعثة من الصليب الأحمر، محملة بأدوية ومعدات طبية لبعض أحياء مدينة درنة.

وذكرت المصادر أن بعثة الصليب الأحمر بالاتفاق مع قادة عملية الكرامة ستعمل على إخراج العائلات العالقة في شارع الجيش والبلاد وبومنصور، بسبب الاشتباكات بين قوة حماية درنة، والقوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر.

ونشرت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، مقربة من قوة حماية درنة، صور عربات عسكرية دمرتها قوة حماية درنة في اشتباكات مع قوات حفتر داخل أحياء المدينة.

 



هذا وأغلق مستشفى الهريش أبوابه بعد مغادرة الطواقم الطبية المحلية له، بسبب الاشتباكات التي دارت في محيطه منذ يومين.

يشار إلى أن مجلس الأمن الدولي، عبر في بيان له الأربعاء الماضي، عن قلقه إزاء تدهور الحالة الإنسانية في مدينة درنة شرق ليبيا، داعيا الأطراف الليبية إلى الالتزام بمعايير القانون الدولي والإنساني وحماية المدنيين، ومؤكدا على ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمدينة دون عوائق.

وأظهرت صورة نشرتها القوات الموالية للقائد خليفة حفتر القيادي المعتقل ويدعى يحيى الأسطى عمر وهو يجلس مكبل اليدين بملابس مدنية. وذكرت تقارير محلية أنه استسلم لحماية عائلته.


وكان الأسطى قال لرويترز في وقت سابق من هذا الأسبوع إن المناطق السكنية في درنة تتعرض لقصف مدفعي وضربات جوية مع تكثيف الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر حملته للسيطرة على المدينة الساحلية.


ودرنة الواقعة على بعد 266 كيلومترا من الحدود مع مصر هي المدينة الوحيدة في الشرق الليبي التي لا تخضع لسيطرة الجيش الوطني.


وبعد حصار المدينة منذ منتصف 2016 شن الجيش الوطني الليبي الشهر الماضي هجوما بريا للسيطرة عليها من يد تحالف من جماعات مسلحة مناهضة لحفتر تعرف بقوة حماية درنة.


وتشير تقديرات حاليا إلى أن الجيش الوطني الليبي يسيطر على نحو نصف درنة فيما تتركز المواجهات حول مستشفى مدمر. وقال سكان يفرون من المدينة إن مسلحي قوة حماية درنة زرعوا ألغاما في حي شيحة وهو أحد الأحياء التي تقهقروا إليها.

 

اقرأ أيضا: "المشري" يطالب بقوات محلية محايدة في درنة.. ما وظيفتها؟

ويقول سكان وموظفو إغاثة إن الحصول على الرعاية الطبية لم يعد متاحا كما تعرضت إمدادات الغذاء والماء والكهرباء للانقطاع لفترات طويلة.


وقالت إليزابيث ثروسيل المتحدثة باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في بيان: "نشعر بقلق عميق بشأن المخاطر المتزايدة على السكان".


وأضافت: "هناك مزاعم متنامية على أن المدنيين يتعرضون لاعتقالات تعسفية في حين مُنع آخرون من مغادرة المدينة".


وحفتر هو الشخصية المهيمنة في شرق ليبيا وسط جماعات تتصارع على النفوذ في ليبيا منذ أن أطاحت انتفاضة ساندها حلف شمال الأطلسي بمعمر القذافي في 2011.


ويعارض حفتر حكومة معترف بها دوليا في طرابلس لكنه يتلقى دعما من حلفاء إقليميين من بينهم مصر والإمارات.

 

اقرأ أيضا: بعد "القناصة والألغام".. هل ستتغير نتيجة معركة درنة الليبية؟


وطغت الحملة في درنة على جهود دولية تسعى لحل الأزمة الليبية منها قمة عقدت في باريس الأسبوع الماضي.


ووصف الجيش الوطني الليبي قوة حماية درنة بأنها "إرهابية" واتهمها بإيواء مقاتلين أجانب لهم صلات بتنظيم القاعدة.


وقال الأسطى قبل اعتقاله إن مثل تلك المزاعم خاطئة ولا وجود لمقاتلين أجانب أو مسلحين متشددين من القاعدة في درنة.


وأشار إلى أن مقاتلين من مجلس شورى مجاهدي درنة، وهو الاسم الذي كانت تعرف به من قبل قوة حماية درنة، طردوا متشددي تنظيم الدولة من المدينة في 2015.


  وقال الأسطى يوم الثلاثاء إن الموقف في درنة مأساوي ووصف القصف بأنه يستهدف المدنيين بشكل ممنهج وأضاف أن المدينة تحتاج إلى المساعدة.

 

التعليقات (0)