ملفات وتقارير

هل يتوسع الخلاف الأمريكي مع الكويت خارج مجلس الأمن؟

قال الدويلة إن الكويت ربما تعمل على تقليل اندفاعها وتصعيد لهجتها في مجلس الأمن والمحافل الدولية- جيتي
قال الدويلة إن الكويت ربما تعمل على تقليل اندفاعها وتصعيد لهجتها في مجلس الأمن والمحافل الدولية- جيتي

كشفت صحيفة "الرأي" الكويتية قبل يومين، عن وجود توتر بين الكويت والولايات المتحدة، في أعقاب لقاء وصفته بـ"القصير جدا والعاصف" بين السفير الكويتي في واشنطن سالم عبد الله الجابر الصباح وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره، على خلفية موقف الكويت من القضية الفلسطينية.


وأظهر هذا اللقاء التباين الواضح في الآونة الأخيرة بين مواقف الكويت وواشنطن في المشاريع المقدمة لمجلس الأمن الدولي، وبالتحديد المتعلقة بالجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، وانتهاكات الاحتلال المتواصلة في القدس المحتلة والضفة الغربية.


وأمام ما بدأ يطفو على السطح، من توتر للعلاقات بين البلدين، يتبادر للأذهان تساؤل حول مدى إمكانية تجاوز هذا الخلاف وخروجه في قضايا خارج حدود مجلس الأمن، ما قد يؤثر على العلاقات الاستراتيجية التي تربطهما، بحسب تأكيدات سابقة لقادة البلدين.


بدوره، رأى النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي مبارك الدويلة، أن "ما حدث مؤخرا في واشنطن، ربما كان يقتصر على إيصال رسالة محددة، دون التأثير على العلاقات الاستراتيجية والمصالح المشتركة"، مرجحا أن "التوتر الأخير بين الكويت وأمريكا لن يتطور ويتصاعد".

 

اقرأ أيضا: تفاصيل مثيرة للقاء قصير بين كوشنر وسفير الكويت بواشنطن


وأضاف الدويلة في حديث خاص لـ"عربي21" أن "رسالة واشنطن التي كانت تسعى لإيصالها، لن تؤثر على مبادئ الكويت الداعمة للقضية الفلسطينية"، متابعا قوله: "الأمر سينتهي عند هذا الحد بين الجانبين، وستتم المعالجة لأي آثار عبر الطرق الدبلوماسية المتينة بينهما".


وحول تأثير واشنطن على مبادرات الكويت القادمة، قال الدويلة إنه "ربما تعمل الكويت على تقليل اندفاعها وتصعيد لهجتها في مجلس الأمن والمحافل الدولية"، مستدركا بقوله إن "ذلك لن يغير سياستها ومبادئها الثابتة تجاه القضايا العادلة".


في المقابل، نقلت صحيفة "الرأي" الكويتية عن أحد المقربين من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قوله إن "الموفدة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، أشارت بما لا يقبل اللبس إلى تفاهة الاجتماعات الاستثنائية التي تتحول إلى حفلات ردح ضد إسرائيل".


وأضاف الباحث في مجموعة الدراسات الأمنية ماثيو برودسكي، أن "ترامب لطالما أوضح أنه على عكس الماضي، سيحاسب الدول الأعضاء في مجلس الأمن على كيفية تصويتها".


ورأى أن أمريكا "ستأخذ بعين الاعتبار بأن تلجأ الكويت لطلب المساعدة، بعد مساهمتها في إطالة عمر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بتأمينها غطاء لمجموعات تصنفها واشنطن إرهابية"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة حررت الكويت من صدام حسين في سنة 1991"، وفق قوله.

 

اقرأ أيضا: أول تعليق رسمي من الكويت على "حدة" كوشنر مع سفيرها


وذكرت صحيفة "الرأي" في تقريرها أن "التباين في مجلس الأمن بين أمريكا والكويت التي تصنفها واشنطن بمثابة أقرب حليف للولايات المتحدة خارج الحلف الأطلسي؛ ليس الأول من نوعه"، منوهة إلى أنه "في زمن الرئيس جورج بوش الابن، وفي ذروة الحرب الأمريكية ضد الإرهاب، طلبت واشنطن من الكويت تبني تصنيف الولايات المتحدة لبعض التنظيمات الإسلامية ووضعها في خانة الإرهاب، إلا أن الكويت لم توافق على الطلب الأمريكي وحصل الكثير من الأخذ والرد".


وأكدت الصحيفة أن "ما يحصل أثناء الخلافات بين أمريكا وحلفائها، هو أن واشنطن تميز بين سياستها الخارجية القصيرة المدى، وتلك البعيدة المدى وذات الأبعاد الاستراتيجية"، لافتة إلى أنه "في الخلاف الأمريكي الكويتي حول بعض التنظيمات الإسلامية منتصف العقد الماضي؛ كانت الكويت تقف كأبرز حلفاء واشنطن في الحرب الأمريكية في العراق، وتستضيف قواعد عسكرية أمريكية وعشرات آلاف الجنود".


من جانبه، أكد الكاتب الصحفي أحمد حسن الشرقاوي، أن الواقعة مزعجة لعدة أسباب"، موضحا أنه "من حيث الشكل، لا صفة دبلوماسية وبروتوكولية لجاريد كوشنر لاستدعاء سفير أية دولة، والاستدعاء يتم حصرا عبر وزارة الخارجية".


وتابع الشرقاوي في مقال نشره في صحيفة "العرب" القطرية: "لقاء كوشنر مع السفير الشيخ سالم الصباح في واشنطن، تم على خلفية شخصية بحتة ولا صفة رسمية للقاء"، مضيفا أن "ما جاء بشأن وصف كوشنر موقف الكويت بدعم الإرهاب، يمكن فهمه بمفهوم المخالفة عند القانونيين، على أنه يمثل تلويحا وربما تهديدا لدولة الكويت بهذا الاتهام".

التعليقات (0)