سياسة عربية

ما هي مكاسب حفتر من حسم معركة درنة الليبية؟

قوات حفتر قالت إنها سيطرت على أكثر من 80 بالمئة من أحياء مدينة درنة- جيتي
قوات حفتر قالت إنها سيطرت على أكثر من 80 بالمئة من أحياء مدينة درنة- جيتي

اشتدت المعارك في مدينة درنة الليبية بين قوة حماية المدينة وبين قوات اللواء الليبي، خليفة حفتر، وسط مزاعم من الأخيرة بسط سيطرتها التامة على المدينة.


وأكدت قوات "حفتر" أنها سيطرت على أكثر من 80 بالمئة من أحياء المدينة وأنها اعتقلت قيادات في مجلس "شورى درنة"، وعلى رأسهم العميد يحيى الأسطى عمر، مسؤول الملف الأمني، وأن المعركة حسمت لصالح قوات "الجيش".


في المقابل، أكدت قوات "حماية درنة"، المناوئة لحفتر أن "المعارك لا تزال قائمة وأنها قامت مؤخرا بإعطاب آليتين عسكريتين بمنطقة الظهر الحمر جنوبي المدينة، تابعين لقوات الأخير"، بحسب صفحة "درنة زوم" الإخبارية المحلية.


وأكدت صحف محلية أن "هناك عدة مناطق لا تزال تحت سيطرة قوة حماية المدينة ولم تسطع قوات حفتر دخولها، ومنها: وسط البلد وسوق الظلام والجبيلة وحي شيحا، وسط معلومات عن فرار أكثر من 300 عائلة من مناطق الاشتباكات".

 

اقرأ أيضا: قوات حفتر تعلن سيطرتها على شيحا الغربية في درنة

اعتقالات تعسفية


من جهتها، نددت المتحدثة باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إليزابيث ثروسيل بالاشتباكات في درنة والمخاطر المتزايدة هناك على السكان، مشيرة إلى أن "هناك مزاعم متنامية على أن المدنيين يتعرضون لاعتقالات تعسفية في حين مُنع آخرون من مغادرة المدينة"، وفق بيان لها.


ويصر "حفتر" على دخول المدينة والسيطرة عليها مهما كلفته الحرب، ليطرح سؤالا هنا: ما هي مكاسبه العسكرية والسياسية من حسم المعركة؟ وهل يمكن أن تتحرك قوات من الغرب الليبي ضده بسبب "درنة"؟


"ضغط وتشتيت"


وكشف الإعلامي من مدينة درنة، حميد الحصادي، أن "المعركة ستأخذ شهورا لأنها تحولت إلى حرب شوارع، وستزداد بعد نزوح العائلات، وستقوم قوة حماية المدينة باستنزاف واستدراج قوات "حفتر" كونها أدرى بشعاب "درنة".


وأوضح لـ"عربي21"، أن "مكاسب حفتر إعلامية وفقط ومحاولة "شرعنته" في مجلس الأمن، ويجد "حفتر" في حسم المعركة ورقة سياسية للمساومة في الانتخابات، لكن أعتقد بأن هناك تحركات ستضغط وتشتت "حفتر" في المنطقة الوسطى والجنوبية وبالتحديد في الموانئ النفطية التي ستقسم قواته وتغير وجهتها"، وفق قوله.


مكاسب حفتر


ورأى الناشط الحقوقي الليبي، أحمد التواتي أن "مكاسب حفتر حال حسم معركة درنة تتلخص في: كسب مزيد من الدعم الإقليمي وخاصة المصري، وكذلك تعزيز فرص فرضه على المشهد السياسي، ويبقى التحدي أمامه التحكم في قواته بعد انتهاء المعركة ومنعهم من الانتقام والسرقة والنهب داخل "درنة"".


وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "تفاهمات باريس الأخيرة وضعت "حفتر" بين خيارين: نزع البزة العسكرية والترشح للانتخابات، أو دعم كتلة سياسية لخوض الانتخابات البرلمانية ومن ثم فرضه على رأس الجيش ووزارة الدفاع"، حسب رأيه.


واستبعد التواتي أن "يقوم "حفتر" بأي معارك في الغرب الليبي أو التوجه إلى هناك، نظرا لرفض بعض قيادات الجيش وبعض الأفراد لذلك، ناهيك عن الخطوط الحمراء الدولية"، كما قال.

 

اقرأ أيضا: قوات حفتر تعتقل قائدا في درنة.. استسلم لحماية عائلته


"سيطرة عسكرية"


وأشار الناشط والمحامي الليبي، أسامة أبو ناجي إلى أن "المعركة لم تحسم بعد، والحرب في درنة حرب نفوذ لتحقيق مكاسب سياسية، لكن بنهاية المعركة سيكون الشرق كاملا تحت سيطرة "حفتر"".


وتابع: "ومع اعتراف جميع الأطراف السياسية في ليبيا بقيادة حفتر للجيش حسب اتفاق الصخيرات، فسيكون من حق الأخير أن يبسط كامل سيطرته على التشكيلات العسكرية وعلى جميع المرافق العسكرية ومقرات القيادة سواء في الشرق أو الغرب أو الوسط أو الجنوب وأي معارضة سيكون مصيرها مثل "درنة"".


وبخصوص إمكانية تحرك قوات من الغرب الليبي ضد "حفتر" بسبب درنة، قال أبو ناجي لـ"عربي21": "مع وجود السراج وحكومته في طرابلس فلن تتحرك أي قوة ضد حفتر خاصة بعد ما حصل من تفتيت لهذه القوات على مدار ثلاث سنوات"، وفق قوله.


"رقم صعب"


وقال الناشط السياسي الليبي، محمد خليل، إن "قوات حفتر حسمت المعركة لصالحها منذ البداية عبر الاستعانة بغطاء جوي فرنسي وإماراتي ودعم عسكري مصري كامل في مقابل قوة محاصرة لا تملك أي خطوط إمداد ويتم قصفها باستمرار، لهذا فالمعركة غير متكافئة منذ البداية".


وأشار في تصريحه لـ"عربي21"، إلى أن "مكاسب حفتر تتلخص في بسط سيطرته على الشرق الليبي،  وأنه يعزز من كونه الرقم الصعب والأهم في البلاد ويعزز من فرص قبول المجتمع الدولي بمشروعه الذي يتمثل في الحسم العسكري في كامل التراب الليبي"، حسب كلامه.


لكن الإعلامي الليبي، عاطف الأطرش، قال إن "الوقت لا زال مبكرا للحديث عن حسم معركة تحرير درنة، لكن المؤكد أن المشهد سيتغير بشكل كبير في الشرق الليبي حين تبدأ الأمور مستقرة نسبيا هناك".


وأضاف لـ"عربي21": "ولا أظن أن هناك نية لخوض معارك طاحنة مع قوات أخرى هذه الفترة أو على الأقل إلى حين حسم مسألة الانتخابات، في إشارة لنقل المعارك بعد درنة غربا"، حسب تقديره.

التعليقات (0)