صحافة دولية

صحيفة إسبانية تكشف حقيقة مواجهة إيران وروسيا في سوريا

الصحيفة الإسبانية قالت إن غضبا في إيران من المواقف الروسية الأخيرة بشأن سوريا- جيتي
الصحيفة الإسبانية قالت إن غضبا في إيران من المواقف الروسية الأخيرة بشأن سوريا- جيتي

نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن تضارب مصالح كل من روسيا وإيران في سوريا، وتشير إلى أن "كل طرف منهما يسعى إلى تعزيز وجوده وحماية مصالحه على حساب الطرف الآخر".


وترى الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن العلاقة بين إيران وروسيا تأزمت بعد احتفال بشار الأسد بالانتصارات التي حققها في الحرب التي دامت لنحو ثماني سنوات".


وتضيف: "منذ عدة أشهر تضاربت المصالح الإيرانية الروسية في سوريا، علما بأن هذين الطرفين يدعمان الحكومة السورية عن طريق تمويلها بالمال والعتاد العسكري والجنود، في حربها المزعومة ضد المعارضة وتنظيم الدولة على حد السواء. وقد اشتدت حدة المنافسة بين روسيا وإيران بعد توقف العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية".


"الحياد الإيجابي"

 
وأضافت الموندو أن إسرائيل "لن تسمح مطلقا بتمركز إيران أو حلفائها، على غرار حزب الله اللبناني، بالقرب من أراضيها؛ وهو ما جعلها تطلق سلسلة من الهجمات العسكرية على بعض المواقع الإيرانية في سوريا".


وأوردت الصحيفة أن ما سمته "الحياد الودي" الذي انتهجته موسكو بشأن الأزمة بين إسرائيل وإيران، "لم يرق كثيرا لطهران، وقد التزمت روسيا الحياد في الوقت الذي باشرت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ العقوبات الاقتصادية ضد إيران، بذريعة الخطر الذي يمثله التواجد الإيراني في سوريا. وقد تجلى استياء طهران من الحياد الروسي من خلال ردود أفعال العديد من الأطراف الإيرانية على دعوة الزعيم الروسي لبشار الأسد إلى عدم الإبقاء على الوجود العسكري الإيراني في سوريا خلال لقائهما في مدينة سوتشي".


غضب إيراني

 
وتستدل الصحفية على الغضب الإيراني بتصريحات للأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، قال فيه "إيران ستلعب دورا مهما في سوريا لحماية مصالحها الوطنية من جهة، والمساعدة على تحقيق الأمن في سوريا من جهة أخرى"، مضيفا أن "إيران تدخلت في سوريا بناء على طلب رسمي من دمشق". 


وأكدت الصحيفة أن "ردود الأفعال المتشنجة تدل بشكل واضح على تصادم مصالح الدول التي ساهمت في إشعال فتيلة الصراع السوري، وأدت إلى سفك دماء مئات الآلاف من السوريين، وتسببت في أزمة اللاجئين التي لم يسبق لها مثيل".


وتتابع: "من المفارقة أن تتقارب وجهات نظر روسيا وإيران إثر انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي"، حيث تنقل عن الأستاذ في جامعة طهران محمد ماراندي،  قوله إنه "كلما ساءت علاقة إيران مع الجانب الغربي، أصبحت أفضل حالا مع كل من روسيا والصين. ولكن العداوة بين موسكو وطهران لا تزال مستمرة على الأراضي السورية".


كما تشير الصحيفة إلى أن بعض وسائل الإعلام والشخصيات الإيرانية "الى هيمنة المصالح الروسية على مشروع إعادة إعمار سوريا"، حيث نوه موقع "تبناك" الموالي للقائد السابق لحرس الثورة الإسلامية، محسن رضائي، وقال إنه "تم استبعاد الشركات الإيرانية بشكل جزئي من عملية إعادة الأعمار والاستثمار في سوريا بناء على اتفاق بين القيادة الروسية والسورية، كما برزت العديد من الأصوات في إيران المنادية بضرورة الحصول على تعويضات على الأموال التي دعمت بها طهران الأسد والأرواح الإيرانية التي أزهقت في الحرب السورية".


نظام الأسد استفاد

 

 وأوضحت الصحيفة أن النظام السوري "تعلم كيفية الاستفادة من الأزمات المتصاعدة بين حليفيه إيران وروسيا"، مضيفة: "لا يزال الأسد في حاجة إلى كلا الطرفين وهو ما جعله يتصرف حسب الظروف والتغييرات. فعلى سبيل المثال، تحالف الأسد مع الجانب الإيراني ضد "الغزو" التركي، بعد أن سمحت روسيا لتركيا بمهاجمة منطقة عفرين الشمالية الغربية في كانون الثاني/ يناير".


ولكن استفاد النظام السوري من النجاح التركي في إضعاف القوى الكردية، المنافسين المحتملين لدمشق في المستقبل. وقد يستفيد الأسد قريبا من التحالف الروسي الإسرائيلي، الذي سيكون على حساب المصالح الإيرانية.


وتختم الصحيفة تقريرها بما نقلته عن وكالة "أسوشيتد برس"، التي قالت إن "الوساطة الروسية تعمل على إبعاد القوات الإيرانية وحزب الله من الحدود السورية مع إسرائيل. وقد جاءت هذه المبادرة الروسية مقابل توقف إسرائيل عن تمويل المعارضة والجماعات الجهادية، وهو ما سيساعد الجيش السوري على التقدم بشكل أسرع. خلال الأسبوع الماضي، أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن رغبته في أن يتواجد السوريون فقط في المنطقة الجنوبية المحاذية للأردن وإسرائيل، ما من شأنه أن يفشل التطلعات الإيرانية المستقبلية".


التعليقات (0)