صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: الأردن انضم لبؤر عدم الاستقرار في المنطقة

أحد المتظاهرين الذين شاركون في احتجاجات لإسقاط الحكومة في عمّان- جيتي
أحد المتظاهرين الذين شاركون في احتجاجات لإسقاط الحكومة في عمّان- جيتي

في تعبير لافت عن القلق الإسرائيلي المتزايد من الأوضاع التي تعصف بالأردن، أكد مستشرق وخبير إسرائيلي، أن الأردن انضم إلى البؤر عديمة الاستقرار في المنطقة، لأن الأسباب العميقة للانفجار الحالي بقيت بلا أي حل.

وأكد أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة "تل أبيب"، الخبير إيال زيسر في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن "إسرائيل تقف إلى جانب الأردن في السنوات الأخيرة لمواجهة سلسلة تحديات سياسية وأمنية؛ مصدرها غالبا سوريا، والتي تشكل تهديدا على استقرار المملكة".

وأوضح أنه "في البداية؛ كان هناك تخوف من تسلل عناصر داعش إلى الأردن لتنفيذ عمليات، ومؤخرا تعاظم التخوف من إيران ومن حزب الله، اللذين من شأنهما أن يتمترسا في الجنوب السوري، ويهددا منه المملكة الهاشمية، لرؤيتهما لها كعائق سني مؤيد للغرب في الطريق لسيطرتهما على الهلال الخصيب".

وقال: "غير أنه تبين مؤخرا، بأن "التحدي للأردن ليس بالضرورة هو التهديد من الخارج، بل بالذات من الداخل؛ حيث شهدت المملكة احتجاجا جماهيريا ومظاهرات واسعة النطاق"،

 

ووفقا لزيسر الذي لفت إلى أن "المظاهرات في البداية لم تثر الانتباه إذ إن الأردن شهد في الماضي احتجاجات جماهيرية على خلفية الازمة الاقتصادية، ولكن الملك (حسين أو عبدالله) نجحا في تبديدها وضمان استمرار التأييد له".

ومع أن "الحصانة المزعومة للأردن في وجه الأزمات الداخلية، برزت على نحو خاص مع اندلاع الربيع العربي في بداية العقد..، فقد تبين أن الهدوء لا يمكن شراؤه لزمن طويل، والواقع الاقتصادي المأزوم نهايته الانفجار" على حد وصفه.

ونوه الخبير الإسرائيلي في مقال له نشرته الصحيفة الإسرائيلية اليوم، أن الأردن في السنوات الأخيرة "ومع وجود 4 مليون لاجئ من العراق وسوريا؛ من أصل 11 مليون نسمة، شهد تحولا ديمغرافيا غير وجهه من الأقصى إلى الأقصى، وشكل عبئا جسيما على اقتصاده التقليدي والضعيف وعديم مصادر الطاقة والمياه، (يعتمد على إسرائيل)، وتجد صعوبة في توفير مصدر الرزق لسكانه المتزايدين".

وأشار إلى أن الملك عبدالله، "سارع مثل المرات التي سبقتها، للعمل لتهدئة العاصفة، وامتنع عن استخدام القوة؛ وأقال الحكومة في محاولة لصرف الغضب الجماهيري عن الأسرة المالكة وعنه شخصيا، كما أمر بإلغاء رفع الأسعار والضرائب"، علما بأن صندوق النقد الدولي، اشترط على الأردن للحصول على مساعدة اقتصادية القيام بإصلاحات اقتصادية، ومع قرارات الملك يبدو أن الأردن لن يحصل على ما يريد.

ونبه زيسر، إلى أنه وعلى "الرغم خطوات الملك، فإن جمرة الاحتجاجات لا تزال تشتعل في الأردن، وتنضم إليها كل يوم قوى جديدة، وهذه ترفع أكثر فأكثر مستوى المطالب والتوقعات، وهي لم تعد تركز على إلغاء رفع الأسعار أو إقالة الحكومة، وهذا من شانه؛ مثلما حصل في مصر أو سوريا في حينه، أن يؤدي بالدولة لمستقبل مجهول"، وفق قوله.

وتابع: "الحقيقة؛ الأردن لم يحسم الأمر، وأمل الكثيرين أن ينجح الملك عبدالله، في تهدئة الخواطر"، لافتا إلى أنه "من الجدير النظر للأحداث في الأردن بشموع التحذير، وذلك لأن الأسباب العميقة للانفجار الحالي بقيت بلا أي حل".

وقال: "لقد انضم الأردن إلى تلك البؤر عديمة الاستقرار في منطقتنا"، موضحا أن عمان تقف اليوم "أمام تحد مزدوج؛ إيراني شيعي من الخارج، وأزمة اقتصادية من الداخل، قد تستغلها (وبمساعدة طهران) الدوائر الإسلامية في المنطقة"، وفق زعمه

التعليقات (0)