صحافة دولية

بوتين على الساحة السياسية في كأس العالم لكرة القدم

لوفيغارو: نظرا لإعادة انتخابه رئيسا لروسيا لا يبدو أن فلاديمير بوتين يحتاج إلى هذا المحفل الكروي العالمي لتعزيز شعبيته- جيتي
لوفيغارو: نظرا لإعادة انتخابه رئيسا لروسيا لا يبدو أن فلاديمير بوتين يحتاج إلى هذا المحفل الكروي العالمي لتعزيز شعبيته- جيتي
نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا، تطرقت فيه إلى استغلال روسيا لكأس العالم لإظهار قوتها في الداخل والخارج.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن قائد الكرملين جعل من مونديال روسيا 2018 أداة لتكريس "القوة الناعمة"، بهدف جذب انتباه العالم. وفي مقطع فيديو صور له وهو يقف في ساحة الكرملين بينما كانت سماء موسكو ملبدة بالسحب، قال بوتين عبارة "مرحبا بكم في روسيا"، باللغة الإنجليزية.

ويهدف هذا الشهر من الاحتفالات الكروية إلى جذب انتباه البلاد بأسرها، في الوقت الذي تنصب فيه أنظار العالم على القوة العظمى السابقة التي شاركت في الحرب الباردة ورئيسها المثير للجدل.

وأوردت الصحيفة أنه حين تلقت روسيا تفويض الاتحاد الدولي لكرة القدم في كانون الأول/ ديسمبر سنة 2010 لتنظيم كأس العالم 2018، الأمر الذي ولد شكوكا كثيرة حامت حول شبهات فساد متعلقة بالتصويت، كان المناخ السياسي العالمي مختلفاً. في هذا الصدد، قال أليكسي ماكاركين، نائب رئيس مركز التكنولوجيا السياسية، إنه "في ذلك الوقت، كان بوتين يعتبر نفسه (كما يعتبره نظراؤه) عضوا مستقلا بذاته في مجموعة الدول الصناعية الثمانية. وبالتالي، كان تنظيم كأس العالم يعد وسيلة لتعزيز مكانة روسيا على الساحة الدبلوماسية".

وأقرت الصحيفة بأنه، وفي الوقت ذاته، كانت موسكو في أوج تحضيراتها لاستقبال الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي (سنة 2014). كما كان الكرملين يستعد أيضًا لاستضافة بطولة العالم للفورمولا 1 (2013) على حلبة أُعدت خصيصا لهذا الحدث في مدينة سوتشي. ويبدو أن دورة كأس العالم الحالية من أهم المسابقات التي احتضنتها روسيا، نظرا لأن منافساتها ستتوزع على 13 مدينة علاوة على أن عدد متابعيها سيكون ضخما جدا.

وأضافت الصحيفة أن الأمور بدأت تتخذ منحى مغايرا تماما بعد الأزمة الأوكرانية، التي تلتها مسألة ضم شبه جزيرة القرم فضلا عن فرض الغرب لعقوبات على روسيا. وعلى الرغم من الإشادة بحسن تنظيم دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي في البداية، إلا أنه، وبالاستناد إلى التهم الموجهة من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، تأكد بأن هذه التظاهرة كانت بمثابة واجهة لنظام مؤسسي لتعاطي المنشطات. وعلى خلفية ذلك، تم تجريد معظم الروس الفائزين بالميداليات من ألقابهم. وأخيرا، أدت مظاهر العنف التي قام بها المشاغبون الروس أثناء بطولة أمم أوروبا لكرة القدم لسنة 2016 في فرنسا إلى تشويه صورة روسيا على المستوى الرياضي.

من جهته، صرح فلاديمير بوتين، الذي كان مهتما في البداية بمنع الاضطرابات الأمنية العامة خلال هذا المونديال، قائلا: "تم تهيئة كل الظروف لجعل ضيوف روسيا يشعرون بأنهم في وطنهم". كما دعا الزوار الأجانب إلى "التعرف على ثقافتنا الاستثنائية وتاريخنا الفريد، والالتقاء بشعب صادق وودود".

وأردفت الصحيفة أنه وفقا لمختصين روس في علم الاجتماع، إذا كان المونديال يكتسي صبغة سياسية بالنسبة لبوتين، فإن أولى أهدافه ستكون محلية. ويفسر فيتالي غوركوف، رئيس مختبر "السياسة والرياضة والمجتمع" في أكاديمية خدمات الدولة أن "الاهتمام العالمي الذي ستحصده هذه المنافسة يعتبر أداة لإظهار قوة الجمهور الوطني. ففي حال أعلن جياني إنفانتينو، رئيس للاتحاد الدولي لكرة القدم، أنه تم تنظيم كأس العالم بشكل جيد للغاية، سيجعل ذلك الروس يفتخرون بأنفسهم ويقولون: "نحن أقوياء، فالعالم كله يتحدث عنا".

ونقلت الصحيفة على لسان دميتري ترافين، الأستاذ في الجامعة الأوروبية في سانت بطرسبرغ، أنه "من المؤكد أن الشاشات الروسية ستشير إلى أنه، ومن وجهة نظر تنظيمية، يعد مونديال روسيا أفضل بطولة كرة قدم في التاريخ، حيث توفرت فيه كل الامتيازات التي تجعلنا نشعر بالفخر".

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أنه نظرا لإعادة انتخابه رئيسا لروسيا بنسبة 76 بالمائة من الأصوات في شهر آذار / مارس، لا يبدو أن فلاديمير بوتين يحتاج إلى هذا المحفل الكروي العالمي لتعزيز شعبيته. لكن زعيم الكرملين تعود على التبجح بالدعم الذي يحظى به من قبل الدول الصديقة.
0
التعليقات (0)