مقابلات

ندوة عربي21 مع مستشار أردوغان: هذا شكل تركيا القادم (شاهد)

ياسين أقطاي: الرئيس أردوغان يبذل جهدا أكبر من الكل ولا أحد يستطيع أن ينافسه أو يجاريه- عربي21
ياسين أقطاي: الرئيس أردوغان يبذل جهدا أكبر من الكل ولا أحد يستطيع أن ينافسه أو يجاريه- عربي21

 
تترقب الأنظار داخل تركيا وخارجها بلوغ يوم الاثنين المقبل المزمع أن يؤدي فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليمين الدستورية بعد فوزه في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي بنسبة 52.5 بالمئة، ليصبح أول رئيس لتركيا في ظل النظام الرئاسي الجديد.


وفي هذا الإطار نظمت ”عربي21“ ندوة خاصة، أول أمس، استضافت فيها ياسين أقطاي مستشار رئيس حزب الحرية والعدالة الحاكم في تركيا رجب طيب أردوغان، للحديث حول شكل تركيا في السنوات الخمس المقبلة، ومستقبل العلاقات الخارجية للدولة التركية في ظل المتغيرات الإقليمية والعالمية، إلى جانب تقييم الحزب لنتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. وفي ما يأتي تفاصيل ما دار في الندوة:

 

كل من ساهم في الانتخابات حقق آماله.. والجميع خرجوا سعداء


كيف ينظر حزب العدالة والتنمية إلى نتيجة الانتخابات البرلمانية والرئاسية؟


نتيجة الانتخابات التركية تستحق الدراسة والتحليل المعمق، من ناحية علم الاجتماع وعلم السياسة، بعد أن أصبحت نموذجا جيدا يفتخر به الشعب التركي، فكل من ساهم في الانتخابات حقق آماله، ومعظم أهدافه ولن نقول كلها، والجميع خرجوا سعداء.


وفي كل الأحوال، الرئيس رجب طيب أردوغان يتمتع بشعبية لا تقل عن الـ50 في المئة، بينما الحزب يتحمل مسؤولية النجاح والإخفاق على حد سواء في تحقيق برامجه الانتخابية السابقة، وشعبية الحزب مرتبطة بقوة وضعف علاقة الشعب التركي برجال الحزب، وكل من صوت للحزب صوت بالتأكيد للرئيس أردوغان، وليس كل من صوت للرئيس أردوغان صوت للحزب.

 

الجمع بين الرئاسية والبرلمانية أعطانا فرصة كبيرة لمعرفة توجهات الناخب التركي

 هل أخطأ الحزب عندما جمع بينهما في يوم واحد، خاصة مع الفارق الواضح بين نسبة التصويت للرئيس رجب طيب أردوغان ونسبة التصويت للحزب؟


هذه المره الأولى التي تشهد فيها تركيا، نظام الجمع بين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في يوم واحد، وبالتأكيد كل نظام جديد له إيجابياته وسلبياته، والجمع بين الرئاسية والبرلمانية في يوم واحد أعطانا فرصة كبيرة لمعرفة توجهات الناخب التركي بعناية شديدة.


ومن إيجابيات هذا النظام الجديد، إظهار مدى دقة الوعي للناخب التركي في الفصل بين رأيه في التصويت للحزب (الذي حصل على 42.5 بالمئة من الأصوات) ورأيه في التصويت للرئيس أردوغان (الذي حصل على 52.5 بالمئة من أصوات الناخبين)، وهذا ما حدث أيضا في الفارق بين أصوات الناخبين لحزب الشعب الجمهوري في البرلمان (20.3 بالمئة) وبين أصواتهم لمرشحه للرئاسة محرم إينجه (30.7 بالمئة).

 

الناخب التركي أصبح الفاعل الوحيد في العملية الانتخابية

 

 

 هل كنتم تتوقعون نسبة المشاركة المرتفعة في تلك الانتخابات؟

 

 عادة نسبة المشاركة في تركيا لا تقل عن الـ80 بالمئة، وتتراوح بين الـ80 بالمئة والـ90 بالمئة، وهذه المشاركة المرتفعة غير مسبوقة على مستوى العالم، وهذا يشير إلى ثقة الناخب التركي في ديمقراطية ونزاهة العملية الانتخابية، وأمله الكبير في إحداث التغيير الذي يحققه بصوته الانتخابي، والناخب التركي أصبح الفاعل الوحيد في العملية الانتخابية، وما يريده الشعب يتحقق، بخلاف دول أخرى يتم الانقلاب فيها على إرادة الشعوب.
 
ما هو شكل الحكومة في النظام الرئاسي الجديد؟

 

 يوجد هيكل جديد في النظام الرئاسي الجديد، سيتم فيه اختيار نائبين أو ثلاثة للرئيس، وسيقل فيه عدد الوزارات إلى 16 وزارة، وسيتم تأسيس 9 لجان استشارية لإنتاج الأفكار، وهذا نموذج جديد واجتهاد سياسي ونأمل أن نوفق فيه بإذن الله.


وشكل الحكومة لا يكون بالضرورة من السياسيين، وسيتم الاستعانة بعدد من رجال الأعمال الناجحين وأصحاب الرؤى المثمرة في الوزارات واللجان الاستشارية.

 

لا يوجد بيننا وبين حزب الحركة القومية خلاف في الملفات الرئيسية

 هل يخشى الحزب من حدوث أي تنافر بين البرلمان والرئاسة خلال الفترة المقبلة، أو حدوث أي تغيير في الائتلافات البرلمانية؟

 

 لا يوجد قلق كبير الآن، وهناك بعض القوانين سنبحثها بالحوار مع الأطياف المختلفة داخل البرلمان، لأن تركيا دولة ديمقراطية، والجميع سيساهم دون استبعاد أحد، والاتفاق بيننا وبين الحركة القومية يكفي لتبديد أي مخاوف للتنافر بين البرلمان والرئاسة، وهذا الاتفاق سيساعد كثيرا في إصدار التشريعات وسن القوانين اللازمة للمرحلة المقبلة.


ما هي مطالب حزب الحركة القومية لاستمرار ذلك الاتفاق؟ وهل هناك تنازلات سيقدمها حزب العدالة والتنمية من أجل ضمان بقاء هذا الاتفاق؟

 

 الآن لا يوجد بيننا وبين حزب الحركة القومية خلاف في الملفات الرئيسية، وهم متفقون معنا على المبادئ الأربعة للدولة التركية التي يرفعها ويرددها دائما الرئيس أردوغان وهي: شعب واحد، وعلم واحد يستمد لونه من دماء الشهداء، ووطن واحد، ودولة واحدة.

 

الرئيس أردوغان يبذل جهدا أكبر من الكل ولا أحد يستطيع أن ينافسه أو يجاريه


هناك اتهامات من دول غربية وعربية بأن الرئيس أردوغان يرسخ بالنظام الرئاسي الجديد سياسة حكم الفرد الواحد.. فهل لدى الحزب رؤية جديدة أو رد واضح لكل من يشكك في هذا الاتجاه؟


دعني أتحدث عن إيجابية القيادة، هناك قيادة "كاريزمية" حقيقية لتركيا، نجحت في 14 استحقاقا انتخابيا متواليا، ومع كل نجاح انتخابي تزداد وتترسخ قوة وشعبية هذه القيادة بشكل طبيعي لدى الجماهير التركية، والرئيس أردوغان ينافس ويبذل جهدا أكبر من الكل، ولا أحد يستطيع أن ينافسه أو يجاريه في هذا المضمار، وهو يستحق ذلك، ومن يريد أن يقاوم هذه القوة الحقيقية فليتفضل.


هل هناك قيادات داخل حزب العدالة والتنمية يمكنها أن تسد فراغ القيادة في حالة غياب أردوغان؟

 

 لا أستطيع أن أبشركم بأن الحزب مليء بالقيادات والكوادر، فالقيادة فضل من الله، ويعطيها لمن يستحق، ولو كان الشعب التركي يستحق فسيخلف الله عليه بشخص آخر، وعندما ننظر إلى التاريخ نجد أن القيادات القوية تكون استثناء.

 

صلاح الدين دميرطاش كان معتقلا وترشح ولم يكن مرشحا ثم اعتقل

 في ما يخص رئيس حزب الشعوب الديمقراطي (الكردي) صلاح الدين دميرطاش، البعض يرى أن خوضه سباق الانتخابات الرئاسية من داخل المعتقل، يشير إلى أنه ليس مدانا في أي قضايا، فهل من المتوقع الإفراج عنه في القريب العاجل؟

 

 تركيا فيها قانون، وصلاح الدين دميرطاش كان معتقلا وترشح، ولم يكن مرشحا ثم اعتقل، ولو كان كل من يعلن ترشحه وهو داخل المعتقل سيتم الإفراج عنه، فسيعلن جميع المحبوسين عندها ترشحهم، والحقيقة أن ترشح دميرطاش كان متعمدا لإحراج تركيا وتشويه صورتها الحقيقية.

 

لا يمكن لنا أن نقطع علاقتنا مع روسيا وإيران لإرضاء أمريكا

 


 إلى أي مدى وصل الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية في ما يتعلق بصفقة طائرات F35، ومنظومة صواريخ S400؟

 

 نحن موقفنا واضح منذ البداية، ونفضل شراء منتجات السلاح الأمريكي، لكن الولايات المتحدة الأمريكية لا تبيع لنا ما نحتاجه من سلاح، وفي نفس الوقت تنتقد قيامنا بالشراء من أماكن أخرى، ونحن الآن تحت التحدي، خاصة أن نظام الدفاع الجوي التركي يحتاج حاليا إلى تعزيزات لمواجهة أي تحديات محتملة.


ولو أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تبقى تركيا متفقة معها فعليها أن تحترم مبادئ ومصالح ومهام الدولة التركية، ولا يمكن لنا أن نقطع علاقتنا مع روسيا وإيران لإرضاء أمريكا. ليس على تركيا أن تكون ضد روسيا بالضرورة لكي تكون حليفة لأمريكا.

 

موقفنا مع قطر لا يعني عدوانا وخصومة مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي

 وماذا عن العلاقات التركية العربية وخاصة مع دول الخليج؟

 

 الخليج ليس موحدا الآن، صحيح أن هناك بعض المشاكل بيننا وبين السعودية وهذا لا يخفى على أحد، لأننا بعدما وقفنا للدفاع عن قطر غضبت السعودية، لكننا أكدنا لهم أن موقفنا مع قطر لا يعني عدوانا وخصومة مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن كأخ كبير نحن ننصحكم بألا تحاربوا بعضكم البعض، نحن لم نكن في حرب وأخذنا موقفا منحاز لقطر، بل تدخلنا لوقف الحرب، وكفى معارك وأزمات في المنطقة، علينا أن نصلح ذات بيننا.

 


تركيا ليست إخوانية وحزب العدالة والتنمية لا علاقة له بالإخوان

والبعض منهم يتهموننا بأننا إخوان، تركيا ليست إخوانية، وحزب العدالة والتنمية لا علاقة له بالإخوان، تركيا هي ضد الانقلاب، ولو كان الانقلاب على الليبراليين أو العلمانيين لاتخذنا نفس الموقف، تركيا هي أوسع وأعلى من جماعة، ونحن ضد فكرة الجماعة في السياسة.


وما حدث في مصر ليس انقلابا على جماعة، وإنما انقلاب على إرادة الشعب كلها، التي تتشكل من مختلف الأطياف السياسية، ونحن منفتحون على كل التوجهات السياسية من الليبراليين والعلمانيين واليساريين، ليس في مصر فقط، وإنما في تركيا أيضا.


الإخوان تنظيم خاص نحترمهم، ولهم دور إيجابي في تشكيل الوعي الإسلامي، والظلم الذي وقع عليهم غير مسبوق، ونحن ندافع عن حقوقهم، ولكن تركيا ليست "إخوان"، ولا نرى في الواقع أي دليل لارتباط جماعة الإخوان بالإرهاب، فهم قتل منهم آلاف الشهداء واعتقل منهم أكثر من 60 ألف معتقل ومع ذلك لم يحملوا السلاح، نحن نرى أن الإرهاب الأكبر هو الانقلاب، ولا يوجد إرهاب أكبر من الانقلاب.

 

 

لا يوجد أي مصلحة لتركيا الآن في تأسيس علاقة مع مصر

بعد خمس سنوات من التوتر في العلاقة بين تركيا وسلطات الانقلاب في مصر، هل يوجد جديد في العلاقة بين الجانبين؟


الانقلاب على مصر كان كأنه انقلاب على تركيا، والانقلاب في مصر لم يكن شأنا داخليا، فالإمارات والسعودية دعمت هذا الانقلاب، وهذا خطأ كبير.


ولا يوجد جديد في العلاقة بين تركيا وسلطات الانقلاب في مصر، نحن لا نرى أي أمل في أن تكون هناك إدارة رشيدة في ظل الانقلاب العسكري تنفع تركيا، ولا يوجد أي مصلحة لتركيا الآن في تأسيس علاقة مع مصر، لا على المستوى الاقتصادي ولا السياسي.

 

 

القدس ستظل خطنا الأحمر ولن نقبل أي مشروع يتجاوز هذا الخط

في ظل العلاقات الخاصة التي تربط تركيا بإسرائيل من ناحية والفلسطينيين من ناحية أخرى، هل تلقت تركيا معلومات عن خطة السلام أو التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وما يسمي إعلاميا بـ"صفقة القرن"؟


تركيا لا تقبل أي مشروع لا يتضمن حلا نهائيا لإقامة دولتين على حدود 1967، ونحن نصر على هذا الشيء، والقدس ستظل خطنا الأحمر، ولن نقبل أي مشروع يتجاوز هذا الخط.


وتركيا كانت ترى في السابق أن تكون القدس المحتلة مدينة دينية مقدسة حرة وليست عاصمة سياسية، لكنها غيرت موقفها وأعلنت دعمها للقدس عاصمة لفلسطين، كرد فعل بعد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.


وعلاقتنا مع إسرائيل مشروطة بأن تحترم الفلسطينيين وتحترم حقوق العرب، ولا يمكن أبدا لتركيا أن تقيم علاقات مع إسرائيل على حساب العرب، وعلاقاتنا مع إسرائيل لا تستمر كما كان في السابق، وهي أقرب الآن إلى استمرار المقاطعة، والتقارب هو الاستثناء.

 

التعليقات (1)
محمد الخطيب
الإثنين، 02-07-2018 09:36 م
مقال صريح مفيد نشكر الكاتب الخبير

خبر عاجل